الرئيس العراقي يجري مباحثات ثنائية مع نظيره القبرصي: مستعدون لأفضل العلاقات
شفق نيوز/ أجرى الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، يوم الاثنين، مباحثات مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، في جمهورية قبرص، لوضع الحجر الأساس لتدشين عهد جديد من العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً رغبة العراق بالتعميق الشامل وتوسيع هذه العلاقات.
وأشار رشيد، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي، إلى سعي العراق للعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتشجيع الشركات العامة والقطاع الخاص بشكل أكبر في جميع قطاعات البناء والاستثمار"، لافتاً إلى توفر فرص وإمكانيات استثمارية كبيرة في البلاد.
وأكد تطلع العراق إلى إقامة شراكات استراتيجية مع جميع البلدان الصديقة ومن ضمنها جمهورية قبرص من خلال إقامة تمثيل دبلوماسي مقيم في كلا البلدين وبما يسهم بترسيخ العلاقات الثنائية.
ونوه إلى حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم فضلاً عن توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة في عدد من المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية التي من شأنها توسيع الشراكات في ضوء الإمكانيات الكبيرة المتاحة لكلا البلدين، وتقريب المواقف والرؤى السياسية فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
كما أدان الرئيس العراقي، استمرار العدوان والإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، داعياً المجتمع الدولي على العمل من اجل وقف العدوان وايصال الإمدادات إلى الشعب في غزة.
وفي ما يلي نص حديث الرئيس العراقي في المؤتمر الصحفي:
" فخامة رئيس جمهورية قبرص السيد نيكوس كريستودوليديس المحترم..
السيدات والسادة الحضور الكرام.
من دواعي السعادة أن نلبي الدعوة الكريمة التي تفضل بها فخامة الرئيس لزيارة بلدكم الصديق جمهورية قبرص.
وهي مناسبة طيبة للنهوض بالعلاقات بين قبرص والعراق، وتطويرها نحو آفاق الصداقة والتعاون والعمل المشترك في مجالات كثيرة، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
نحن على أتم الاستعداد للعمل من أجل ذلك.
وهذا ما لمسناه أيضاً هنا في لقائنا مع فخامة الرئيس.
لقد أكدنا في حديثنا مع فخامة الرئيس سعي العراق للعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتشجيع الشركات العامة والقطاع الخاص على الانخراط بشكل أكبر في جميع قطاعات البناء والاستثمار في العراق، حيث أن هناك فرصاً وإمكانيات استثمارية كبيرة في البلاد بعدما نجحنا في دحر الإرهاب والتقدم في تحقيق الأمن والاستقرار.
نؤكد في هذا الصدد رغبة الحكومة العراقية ودعمها لتهيئة المزيد من سبل التعاون المشترك مع مختلف الدول الصديقة، حيث يتطّلع العراق إلى إقامة شراكات استراتيجية مع جميع البلدان الصديقة ومن ضمنها جمهورية قبرص، وبما يحقق المصالح المشتركة.
كما أشرنا إلى أهمية إقامة تمثيل دبلوماسي مقيم في كلا البلدين مما يسهم بترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ويتيح سبل التعاون والعمل المشترك.
من المهم تأكيد حرصنا في العراق على توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة في عدد من المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية التي من شأنها توسيع الشراكات مع الدول الأخرى وفي ضوء الإمكانيات الكبيرة المتاحة لكلا البلدين، وتقريب المواقف والرؤى السياسية فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
إننا ندعم أي جهد من شأنه تعزيز التعاون وتنمية الصداقة ما بين الشعوب والبلدان.
الاستقرار الأمني والسياسي لهما أهمية خاصة في خلق بيئة بناء وتقدم. بهذا الصدد نؤمن في العراق بأهمية حل معاناة الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وتحقيق السلام على أساس عادل وملتزم بالقرارات الدولية ولوائح حقوق الانسان.
وفي الختام نجدد الشكر على الدعوة الكريمة.. ونود أيضاً أن نتقدم بتقدير واحترام لكم فخامة الرئيس ولأعضاء حكومتكم ولشعب قبرص الصديق على حفاوة الاستقبال، ونجدد حرصنا على دعوتكم لزيارة العراق".
وكان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس قد تحدث في المؤتمر معبراً عن سعادته بزيارة السيد الرئيس، ومشيراً إلى أنها أول زيارة رسمية لرئيس عراقي إلى قبرص.
وأكد أن من شأن هذه الزيارة أن تفتح صفحة جديدة ومهمة في سجل علاقات العراق وقبرص فضلاً عن أن لهذه الزيارة دلالة جوهرية ورمزية على الإرادة المشتركة لمزيد من تقوية العلاقات الثنائية بين قبرص والعراق وتطور التعاون على المستوى الإقليمي والدولي.
وأضاف الرئيس خريستودوليدس أن قبرص والعراق دولتان توليان أهمية بالغة لحماية القانون الدولي واحترام سيادة ووحدة أراضي الدول، مشيراً إلى أنه أطلع فخامة الرئيس بتفاصيل القضية القبرصية وأيضاً الإرادة والرغبة بإعادة بدء المباحثات في أقرب وقت ممكن مما يؤدي إلى إعادة توحيدها عن طريق حل يتماشى مع القانون الدولي والقانون الأوروبي وقرارات الأمم المتحدة.
وأوضح الرئيس القبرصي أنه تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس بحث آليات تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية ودعم وتطوير الاستثمارات، مشيراً إلى أن وزير الخارجية القبرصي سيزور بغداد بداية العام 2024 وسيتم توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي وأيضاً إعطاء دفعة لمزيد من العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، مضيفاً أن هناك أرضية مشتركة لدعم التعاون في موضوعات التعليم والثقافة وأيضاً حماية الإرث الثقافي وبالأخص ما يتعلق بإعادة الكنوز الحضارية والثقافية المسروقة.
وأضاف الرئيس القبرصي أنه تم تبادل وجهات النظر بشأن تفعيل التعاون على مستوى الأمن ومكافحة الإرهاب، كما أكد وجود أرض خصبة للتعاون وتبادل الخبرات في مجال المعرفة التقنية ايضاً.
كما أشاد بمشاركة فخامة رئيس الجمهورية في مؤتمر المبادرة القبرصية للتغييرات المناخية في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط عام 2022 وتبني مشروع للنشاط المشترك هو خطوة هامة نحو تعاون إقليمي لمواجهة التغيرات المناخي.
وعبّر الرئيس القبرصي عن أسفه بشأن ما يحدث في المنطقة لا سيما فقدان كل هذا العدد من الضحايا الأبرياء، موضحاً بأن الحل الوحيد للخروج من دائرة العنف هذه هو البدء بعملية سلمية لإيجاد حل شامل وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.