وجوه بلا ابتسامة.. الصيف يحول أهالي ديالى لـ"شعلة غضب"

وجوه بلا ابتسامة.. الصيف يحول أهالي ديالى لـ"شعلة غضب"
2025-07-25 14:44

شفق نيوز- ديالى

مع ذروة موجة الحر التي يشهدها العراق، لم يعد فصل الصيف مجرد فصل اعتيادي، بل تحول الى عبء نفسي وجسدي ينعكس على السكان، ويعيد تشكيل نمط الحياة اليومية وسلوك الافراد وحتى العلاقات الاجتماعية.

وبينما تسجل درجات الحرارة  نصف درجة الغليان، يزداد التوتر والانفعال، وتتغير تفاصيل الحياة وأوقات العمل بالنسبة للكثيرين.

وفي محافظة ديالى، فإن الغضب والتوتير والانفعال بين الأفراد، بات سلوكا شائعا، سواء في الطرقات العامة او الدوائر الحكومية، وحتى المنازل بين العائلات، وفقا للباحث في الشأن الاجتماعي هيثم السوّاك.

ويؤكد السوّاك لوكالة شفق نيوز، أن "كل شي في ديالى يتغير مع ارتفاع درجات الحرارة، لذلك من الصعب مشاهدة وجه يبتسم او طبيعي، فمعظم الناس في الشارع تظهر عليهم علامات الانزعاج والتذمر".

ولفت الى أنه "من الأسباب الرئيسة في انعكاس درجات الحرارة على سلوكيات الأفراد هي غياب الخدمات الأساسية التي توفر أجواء مريحة للسكان، مثل الكهرباء وأجهزة التبريد التي تعمل باستمرار في المنازل او أماكن العمل".

بدوره يقول المواطن مصطفى حسين، لوكالة شفق نيوز، إن "تأثيرات الحر واضحة حتى في الدوائر الحكومية وعلى تعامل بعض الموظفين مع المراجعين، فعندما راجعت إحدى الدوائر قبل أيام، كل الموظفين الذين صادفتهم بشأن توقيع او اكمال متطلبات المعاملة كانوا لا يردون السلام حتى، وان ردوا بصعوبة ولايتحدثون عند سؤالهم عن أي تفاصيل"، مبينا أن "بعض الموظفين ممتعضين وتشعر انهم قنابل موقوته قد تنفجر بوجهك في أية لحظة".

ويوضح أن "تأثيرات الحر واضحة في الشوارع أكثر من أي مكان آخر، فالحرارة السبب الرئيس للإنفعال والنزاعات والمشاجرات هذه الفترة خاصة في الازدحامات المرورية، آخرها قيام عنصر من شرطة النجدة بضرب سائق تكتك بعد مشادة بينهما في الطريق وسط بعقوبة ومن ثم وجهت قيادة الشرطة باعتقال المنتسب المعتدي".

وتسجل مدن العراق، أعلى درجات الحرارة في العالم، وغالبا ما تتصدر النشرة الدولية، فمن أصل 15 مدينة يكون نصيب العراق نحو 10 مدن هي الأعلى، بدرجات حرارة تتجاوز الـ50 درجة مئوية. 

تغيير ساعات العمل وربح بسيط

في ظل الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، يضطر الآلاف من العاملين في القطاع الخاص والمهن اليدوية إلى تغيير جداولهم اليومية، فعمال البناء على سبيل المثال، باتوا يباشرون أعمالهم قبل شروق الشمس أو بعد المغيب، تجنبا لساعات ذروة الحرارة والاصابة بأمراض ضربة الشمس.

ويقول محمد عبدالله، وهو عامل في أطراف بعقوبة إن "عملنا صار يبدأ قبل الـ5 فجرا وينتهي قبل الـ12 ظهرا، وبعض اصحاب الاعمال والحرف يعملون بعد العصر ويستمرون طيلة الليل حتى الفجر وينامون ساعات النهار الذي يغلي بسبب الحرارة".

ويتابع في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الكثير من العمال وأصحاب المهن لايهتمون بكسب الكثير من الأموال والعمل لساعات طويلة هذه الفترة بسبب الحر، والأغلبية يفضلون رزق يكفي لحاجة المنزل من الطعام والمستلزمات العائلية فقط"، مضيفا أن "العمل غير ممكن تحت ضغط نفسي وحرارة عالية قد تترك آثار وأمراض خطيرة".

وأشار عبدالله الى أن "الموظفين في الدوائر الحكومية أيضا يناشدون منذ أسبوع بمنشورات على فيسبوك لتقليص ساعات الدوام او تغييرها بسبب الحرارة العالية في اوقات الظهيرة، لاسيما وان عدد من مناطق ديالى بينها خانقين تسجل سنويا ضمن قائمة الاعلى حرارة في العالم".

بدوره، يؤكد علي المياحي، وهو متخصص في علم النفس أن "موجات الحر أثرت حتى على البنية الاجتماعية من حيث العلاقات والواجبات الاجتماعية، والبعض أجل الكثير من المناسبات لحين انتهاء موجات الحرارة القائظة".

وبين المياحي، لوكالة شفق نيوز، أن "التغير المناخي والمتسارع والارتفاع في الحرارة يتطلب اجراءات حكومية تسهم بتطوير الخدمات والبنية التحتية، خاصة بما يتعلق بتوفير الكهرباء والاماكن العامة المكيفة ودعم الدوائر لتوفير بيئة عمل مناسبة للموظفين والمراجعين من السكان".

 

 

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon