نينوى.. إعادة الحياة إلى "حقول الموت"
شفق نيوز/ الخوف من الألغام والمخلفات الحربية دفع العديد من المواطنين في قرية "حسن جلال" التابعة لناحية وانة الواقعة شمال مدينة الموصل، الى ترك اراضيهم الزراعية، ليعودوا إليها بعد خمس سنوات الى تلك الاراضي ويعيدون الحياة اليها.
ويقول "حسين علي" في حديثه لمراسل وكالة شفق نيوز، انهم قد عادوا الى مناطق سكناهم منذ خمس سنوات ولكن الكثير منهم لم يستطع زراعة الاراضي بسبب الخوف من المخلفات الحربية، مشيرا الى أن ثلاثة من ابناء اخوته سقطوا ضحايا للالغام المزروعة في اراضيهم.
وفيما يخص الجهود الحكومية قال إن الحكومة لم يكن لها اي دور في تطهير اراضيهم ومن يعمل بصورة جدية هي المنظمات الدولية فقط والتي دخلت الى مناطقهم قبل عدة اشهر ورفعت الاف العبوات والالغام بمختلف انواعها، حسب قول علي.
اما جياد محمود وهو احد سكنة القرية فأوضح انهم ينتظرون بفارغ الصبر الخلاص من حقول الالغام، مشيرا الى الخوف والرعب الذي يعيشونه، قائلاً، انهم يمنعون الاطفال من مغادرة القرية وقد خسروا اكثر من شخص بسبب العبوات والمخلفات الحربية.
ولفت ايضا الى حجم خوفهم وقلقهم على رعاة الاغنام.
وقال انهم يتصلون بهم بين الحين الاخر للاطمئنان عليهم وتذكيرهم بعدم الذهاب الى بعض المناطق الخطرة، مشيراً الى ان "بعض الاماكن يعتبر الدخول اليها انتحاراً بمعنى الكلمة".
وفي اطار الحديث عن طبيعة حقول الالغام الموجود في نينوى، قال اكرم محمد وهو خبير معالجة يعمل مع شركة ازالة الغام في المحافظة إنه "لم يرَ طوال فترة عمله التي تصل الى 17 عاماً حقول الغام مثل تلك الموجودة في الموصل".
وأضاف محمد انه "عمل في الانبار وصلاح الدين ومناطق اخرى وحتى بالقرب من الحدود العراقية الايرانية ولم يرَ حقولاً خطرة مثل هذه".
وكشف عن "حجم وكثافة الالغام والعبوات ومصائد المغفلين الموجود في المناطق الموجود شمال مدينة الموصل والمحاذية لاقليم كوردستان"، مبينا أنها "حقول موت مصممة لاصطياد حتى الخبراء في تفكيك حقول الالغام". وتابع محمد قائلاً "من زرع هذه الحقول كان خبيراً وكان يعلم انه سيترك هذه الارض لذلك اراد ايقاع اكبر اذى بحق المدنيين وحتى من يحاول القضاء على حقول الالغام هذه".
هذا وتشهد نينوى بين الحين والاخر سقوط ضحايا جراء انفجار الغام ومخلفات حربية عليهم وخصوصا من رعاة الاغنام والمزارعين الذين عادوا الى مناطق سكناهم. وحتى اليوم لا توجد أية احصائية رسمية حول كميات الالغام والمخلفات الحربية التي رفعت في نينوى او حتى المساحات التي ماتزال بحاجة الى التطهير . هذا وقد تراجعت جهود المنظمات الدولية العاملة في مجال ازالة الالغام في الموصل بصورة كبيرة لاكثر من عام ونصف بسبب جائحة كورونا وقد بدأت بالعودة الى المدينة والمحافظة لاستئناف اعمالها منذ فترة قليلة .