نينوى تنعى معاملها "الميتة سريرياً" منذ 2003 والوزارة المعنية تسلمها "شهادة الوفاة"
شفق نيوز/ يكشف أصحاب محال ألبسة ومعامل "متوقفة عن العمل" في محافظة نينوى، عن توقف خطوط الإنتاج المحلية عن العمل و"صعوبة عودتها" مع انتشار المستورد من الاقمشة والألبسة التي انتشرت في الأسواق، وفيما يحدد خبراء اقتصاد أسباب ما تعانيه مصانع ومعامل العراق من أزمات، يؤكد وزير الصناعة والمعادن "وفاة" المعامل المتوقفة عن العمل منذ عام 2003 في جميع أنحاء العراق ونينوى بشكل خاص.
وكانت محافظة نينوى تعد من أهم المحافظات العراقية المنتجة والمصنعة قبل عام 2003 وكانت تضم معامل معامل كبيرة مثل معمل إنتاج السكر والخميرة، ومعمل ألبان الموصل، ومعمل الغزل والنسيج الذي كان ينتج كميات كبيرة من الالبسة والمنتجات والاقمشة ويصدر منها الى خارج البلاد، لكنها توقفت عام 2003 وبقيت معطلة حتى احتل تنظيم (داعش) الموصل وسرق منها كل ما يمكن استغلاله ونقله الى الأراضي السورية آنذاك، وبقيت هذه المعامل بعد معارك التحرير متوقفة بشكل شبه كامل وأصبحت عبارة عن أكوام من الأنقاض.
بضاعة مستوردة
ويقول عبد المنعم أحمد وهو صاحب محل للألبسة والأقمشة في حديث لوكالة شفق نيوز إن "معمل الغزل والنسيج ومعمل البسة (ولدي) كانا ينتجان ويضخان موادهما الى السوق وبأسعار مدعومة"، مبيناً أن "الإنتاج كان جيداً ويضاهي المستورد في الاسواق اما اليوم فلا يمتلك في محله أي منتج عراقي وكل ما يُباع هو المستورد فقط سواء من الاقمشة أو الألبسة وغالبيتها تركية المنشأ".
عينة من معامل الموصل
من جهته يقول معاون مدير معمل ألبسة ولدي ريان أحمد في حديث لوكالة شفق نيوز إن "خطوط الإنتاج في المعمل متوقفة بصورة شبه كلية ولم يتبقَ إلا خط انتاج واحد فقط في المعمل ينتج الغطاءات الطبية والكمامات للمستشفيات اما باقي الخطوط فقد دمرت بسبب الحرب وأصبحت من الماضي".
ويضيف أحمد أن "إمكانية إعادة هذه الخطوط للعمل صعب جداً والمعمل بحاجة الى بناء خطوط انتاجية جديدة وبمعدات جديدة ومتطورة حتى يتمكن من منافسة المستورد في الأسواق"، مستبعداً عودة معمل الالبسة الولدي إلى ما كان عليه في السابق بسبب الازمة المالية في البلاد".
خبير يحدد سبب الأزمة
ويعلق الأستاذ في الاقتصاد جابر محمود على واقع الصناعة العراقية ومنها معامل الموصل قائلاً إن "المشكلة ليست في المصانع وعودتها فقط، وإنما هناك حاجة فعلية إلى المواد الأولية، فاستيرادها سيكون مكلفاً كما ان إنتاجها سيكون مكلفاً أيضاً وبهذا ستخسر هذه المعامل حتى إن عادت مجدداً".
ويضرب محمود في حديثه لوكالة شفق نيوز "مثالاً واقعياً على ذلك وهو معمل الزيت الموجود في بابل"، مبيناً أن "المعمل لا ينتج الزيت وانما يعمل على تعبئة هذه المادة فقط لأنه يستوردها من خارج البلاد وبعد الازمة بين روسيا واوكرانيا تبين هذا الامر".
ويوضح الأستاذ في الاقتصاد "إذا أردنا عودة هذه المعامل والمصانع للعمل فيحب علينا انتاج المواد الخام مثل زراعة القطن لعودة الصناعات القطنية، وزراعة الأرز والذرة والبنجر من اجل بناء معامل لها ولإنتاجها"، مبيناً أن "الازمة أكبر من بناء مصنع، وتتعلق بكيفية توفير المواد الاولية لها".
ويشترط محمود قائلاً إن "لم يكن هنالك خطة حكومية واضحة تبدأ من انتاج المواد الخام وتنتهي بتسويق المنتج فكل ما سيتم بناؤه هو هدر للمال العام".
الحكومة تعلن "وفاة" المصانع العراقية
بدوره يقول وزير الصناعة والمعادن منهل الخباز لوكالة شفق نيوز إن "هناك 85 مصنعاً في عموم البلاد معطلة منذ عام 2003 وحتى اليوم، منها مصانع ومعامل في محافظة نينوى".
ويضيف الخباز أن "غالبية المصانع والمعامل في نينوى خرجت عن الخدمة منذ زمن ودمرت تماماً بسبب الحرب وأصبحت أكواماً من الخردة والانقاض واعادة بنائها يحتاج الى اموال طائلة وهذا لا يتوفر لدى الحكومة العراقية في ظل الازمة المالية التي يمر بها العراق". وبحسب قول الوزير فان "معامل الاسمنت هي من بقيت تعمل وبعضها اعطي للاستثمار من اجل تطويره لان خطوط الانتاج فيها قديمة وبدأت تخسر في الآونة الأخيرة".