نسبة المشاركة بالانتخابات.. هل تنقذ العملية السياسية ام توسع الفجوة مع الشعب؟

نسبة المشاركة بالانتخابات.. هل تنقذ العملية السياسية ام توسع الفجوة مع الشعب؟
2025-11-10T19:13:09+00:00

شفق نيوز- بغداد

تترقب الأوساط السياسية والشعبية في العراق، نتائج الاقتراع العام المقرر غداً الثلاثاء، لمعرفة ما إذا كانت المشاركة ستبقى مرتفعة كما في الاقتراع الخاص أم ستتراجع، لتكشف عن فتور شعبي تجاه العملية السياسية، خاصة في ظل وجود مطالب من الشعب لم تتحقق حتى الان، ما يضع البرلمان والحكومة المقبلين أمام تحديات كبيرة، لردم الفجوة مع الشارع العراقي. 

وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص الذي جرى أمس الأحد 82.42%، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، وهي نسبة وُصفت بأنها الأعلى منذ عدة دورات انتخابية.

ويقول المحلل السياسي حسين الكناني، إن ارتفاع نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص "مؤشر إيجابي"، وفي حال تكرار هذا الزخم في التصويت العام "سيجعل تشكيل الحكومة المقبلة في غاية السهولة، نظراً لتقارب الرؤى بين القوى المشاركة".

ويتوقع الكناني خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "انخفاض نسبة المشاركة - حال حدوثه - لن يخلق إشكالات كبيرة هذه المرة، لأن الخلافات السياسية بين الكتل ليست حادة كما في الدورات السابقة، ما قد يفضي إلى تشكيل الحكومة في فترة قياسية مقارنة بالماضي".

أثر رمزي

على الجانب الآخر، يرى رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أحمد الياسري، أن المشهد الانتخابي يتوزع على ثلاثة جماهير: جمهور المشاركة، وجمهور المقاطعة المتمثل في التيار الصدري، وجمهور المعارضة في الخارج.

ويشير الياسري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "جمهور المقاطعة الصدرية هو جمهور النظام وليس المنظومة، فهو يعترض على أداء الطبقة السياسية وليس على النظام نفسه، ويسعى إلى الإصلاح من داخله".

ويوضح أن "نسبة المقاطعة لم تعد مؤثرة حسابياً بعدد المقاعد، لكنها باتت ذات بعد رمزي يعبّر عن فجوة اجتماعية متنامية في المجتمع العراقي".

ويحذر الياسري من أن "تجاهل هذا الجمهور وعدم احترام موقفه قد يهدد استقرار المشهد السياسي"، خاصة وأن "العراق يعيش اليوم هدوءاً هشّاً وسط حقل ألغام، وأي أزمة سياسية أو اقتصادية قد تفجّر توترات في الشارع".

يُذكر أن زعيم التيار الوطني الشيعي "التيار الصدري" مقتدى الصدر كان قد أعلن مقاطعته للانتخابات في آذار/ مارس الماضي، احتجاجاً على "الفساد والفاسدين"، وسبق أن انسحب من العملية السياسية في حزيران/ يونيو 2022 وسحب 73 نائباً من البرلمان.

ويرى مراقبون أن هذه المقاطعة المنظمة قد تُضعف الزخم الشعبي للعملية الانتخابية وتؤثر في توازن القوى داخل المكوّن الشيعي.

انتخابات مفصلية

وفي ظل هذه الأوضاع والتحذيرات، يصف المحلل السياسي صباح العكيلي، الانتخابات المقبلة بأنها "مفصلية" في ظل التحديات الداخلية والإقليمية، موضحاً أن "العراق جزء من مشهد إقليمي معقّد يشمل محاولات لإعادة ترتيب المنطقة وفق ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد وخطط التطبيع مع إسرائيل".

ويؤكد العكيلي لوكالة شفق نيوز أن "البلاد تحتاج برلماناً قوياً قادراً على مواجهة هذه التحديات بعد أن عجز البرلمان السابق عن أداء دوره التشريعي والرقابي".

ويلفت العكيلي إلى أن العلاقات العراقية – الإيرانية ستبقى مستقرة رغم الضغوط الأميركية، "لأنها تستند إلى مرتكزات تاريخية وجغرافية وعقائدية"، متوقعاً "مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي بين بغداد وطهران بدفع من الاطار التنسيقي" الذي يجمع القوى السياسية الشيعية الحاكمة في البلاد.

قيود سياسية

بدوره، يرى مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في موسكو، آصف ملحم، أن التغيير في المشهد السياسي العراقي سيبقى "تدريجياً وليس جذرياً".

ويشير ملحم خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "العراق ما زال خاضعاً لجملة محددات أساسية منها موارده الاقتصادية، وتنوعه القومي والديني، وموقعه الجغرافي، فضلاً عن تشابك المصالح الدولية".

وخلص في النهاية إلى أن "أي برلمان أو حكومة مقبلة لا يمكن أن تتجاهل هذه المعطيات في رسم سياساتها الداخلية والخارجية".

المال الانتخابي

وعشية التصويت العام بعث أغلب المرشحين في الانتخابات النيابية لأقاربهم ومعارفهم رسائل نصية، يؤكدون فيها على ضرورة التصويت لصالحهم.

وتقول أم منتظر (40 عاماً)، لوكالة شفق نيوز، إنها أجرت اتصالاً بإحدى صديقاتها للاستفسار عما إذا كان المرشح يطلع على أسماء المصوتين له أم لا.

وتضيف "قبل مدة تلقينا دعوة غداء من قبل قريب لزوجي ليطلعنا على برنامجه الانتخابي ويحثنا على التصويت لصالحه والأمر كان طبيعياً بالنسبة لنا، ولكنه عاد ليخبرنا عشية التصويت العام أنه يحق له كمرشح الاطلاع على أسماء المصوتين له أو من قام بإبطال ورقته الانتخابية".

وتؤكد أن منتظر "هذا الأمر استفزنا ووضعنا في حرج اجتماعي كون المرشح يمت بصلة قرابة لزوجي وبالتالي عدم التصويت لصالحه قد يؤدي لخلاف وعليه سنذهب للتصويت له".

كذلك يوضح علي الدراجي (60 عاماً)، أنه وأبناء عمومته تلقوا من أحد شيوخ قبيلته رسائل تذكير للتصويت لصالح ابنه المرشح للانتخابات البرلمانية وتلك الرسائل بمثابة ضغوط غير مباشرة لانتخابه.

هذا وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أعلنت اليوم الاثنين، الجهوزية التامة ليوم الاقتراع العام لانتخابات مجلس النواب العراقي (الدورة السادسة) يوم غد الثلاثاء.

وتبدأ عملية الاقتراع عند الساعة السابعة صباحاً لاستقبال 20 مليوناً و63 ألفاً و773 ناخباً يحق له التصويت، موزعين على 8703 مراكز اقتراع و39 ألفاً و285 محطة انتخابية في مختلف المحافظات العراقية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon