ناشطة نسوية: الصدمات النفسية ستدفع المجتمع العراقي الى تخطي المحظورات
شفق نيوز/ اعتبر "معهد تقارير الحرب والسلام" البريطاني - الاميركي ان القرار "التاريخي" الذي اتخذه البرلمان العراقي في الأول من مارس الحالي لتقديم تعويضات للناجين من اجرام داعش، يشكل انتصارا للضحايا الناجين "من بناتنا" كما اعلن الرئيس العراقي برهم صالح.
نازك بركات
لكن قرار البرلمان العراقي يشكل أيضا انتصارا للناجية الايزيدية نازك بركات، من سنجار، والتي كافحت كثيرا بلا كلل باسم نساء مجتمعها اللواتي عانين تحت حكم الاحتلال الداعشي.
وبحسب تقرير المعهد الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان الفكرة الاساسية في نشاط نازك بدير تمثل في حتمية التعبير الكلامي علنا حول الصدمات النفسية سيتيح للمجتمع العراقي تخطي المحظورات حول العنف "الجندري"، مشيرا إلى أن ذلك كان صعبا بشكل كبير بالنظر الى قضايا العار والاستبعاد الاجتماعي الذي يرافق الناجيات من ضحايا الانتهاكات الجنسية.
ومؤخرا، اصطحبت نازك بركات عشرة نساء ايزيديات الى بغداد في 28 يناير الماضي، للإدلاء بشهاداتهن أمام البرلمان حول الانتهاكات التي تعرضن لها على ايدي داعش.
المحظورات الاجتماعية
وقالت نازك بركات أن "النساء الإيزيديات الشجاعات اللواتي انقذن من داعش، نجحن في تخطي العديد من المحظورات الاجتماعية والقيود، فقط من خلال مشاركة قصصهن المأساوية. اعرف عن نساء مسلمات من نينوى اجبرن على الزواج من مقاتلين دواعش دون ارادتهن، ونساء تركمان من الشيعة، تم استعبادهن من قبل داعش، لكن أحدا لا يعرف قصصهن، لأنهن خائفات من التحدث عن ذلك". وأضافت "يعتقدن أنه لكي تكون امرأة جيدة، عليك الا تتحدثين".
"وظائف العار"
واشار الموقع ان ناشطين دربهم معهد تقارير الحرب والسلام، يواصلون تقديم الدعم للنساء للتحدث علانية وتنفيذ حملات حول القضايا الجندرية، في ظل تقاليد مازالت تقيد خياراتهن وحرياتهن الشخصية.
وأوضح الموقع أن إحدى القضايا الرئيسية تتمثل في أن العمل خارج المنزل غالبا ما يوصف بأنه غير مقبول في المجتمع، وان الوظائف في المتاجر والمطاعم والإعلام، تعتبر بمثابة عار، ناهيك عن العمل في الشؤون المحلية أو السياسية.
ومن اجل مواجهة مثل هذه الاحكام المسبقة، فان الناشطة الاعلامية استبرق الزبيدي، من محافظة ديالى، تركز على إبراز القصص الحقيقية لإنجازات النساء المحليات وتعزيز قوّتهن.
النساء القويات
وقالت الزبيدي "اريد ان اقدم صورة بأن النساء قويات وقادرات على القيام بأعمال مختلفة كثيرا، ولهذا فإنني انشر قصصا حول النساء المتمتعات بالعزيمة في ديالى".
كما ان الزبيدي انتقدت دور الإعلام التقليدي في دعم حقوق النساء. واوضحت ان "الاعلام في ديالى لا يغطي ولا حتى 2% مما تمر تعاني منه النساء".
وأشار الموقع الى ان ذلك يعني أن النساء يظهرن فقط في الاعلانات التجارية الخاصة بمستحضرات التجميل و وصفات الطعام والطبخ والأزياء، في قصص مرتبطة بالعنف المحلي، وإنما من دون جهود تبذل من أجل زيادة الوعي حول مكافحة اللامساواة والانتهاكات لحقوقهن.
كسر التابوهات
واعتبر الموقع أن "السوشيال ميديا" كانت ساحة ملائمة لتقديم أنماط جديدة من التفكير، على الرغم من ان النساء كن يخشين ان يفتحن حسابات لهن على السوشيال ميديا او حتى فتح صفحة لهن على الفيسبوك حيث كان يشكل ذلك خطرا محتملا على حياتهن.
وكان هدف الزبيدي ان تكسر تدريجيا "التابوهات" الاجتماعية من الأفكار المسبقة.
وقالت إن "ما أحاول القيام به هو ليس جعل النساء يشعرن بالفخر فقط، ولكن أيضا جعل عائلات النساء يفخرون بأن نساء قويات يعشن بينهم".
وفي طريقه للقيام بذلك، فان الزبيدي نفسها تعرضت للانتهاكات بشكل كبير. وقالت "تعرضت للتنمر بشكل يومي تقريبا، وأحيانا أشعر أنني معزولة حتى عن اقاربي".
اتهامات و انتقادات
وحتى الرجال كانوا يواجهون عقبات في عملهم من أجل المساواة الجندرية. عمر العلواني، الناشط من محافظة الانبار، يقول انه تعرضت للانتقادات عندما نشر تقارير حول هذه القضايا.
وأوضح أنه "عندما اكتب عن حقوق المرأة، والتابوهات المحيطة بالنساء، اتقلى العديد من الشكاوى من شخصيات دينية وعشائرية، يتهمونني بأنني افكك العائلات واروج لأفكار وعادات تتعارض مع المعتقدات الإسلامية".
وحذر العلواني؛ من أن القوى المحافظة في المجتمع العراقي، تبذل ما في وسعها من اجل احباط اي تقدم في مجال حقوق المرأة.
وقال العلواني انه "عندما هزمت داعش، فان الزعماء الدينيين والعشائر فقدوا الكثير من قوتهم. ولكن الان، مع دعم السياسيين، فإنهم يصبحون أكثر قوة كل يوم، خاصة مع اقتراب البلاد من الانتخابات. الان بامكانهم التدخل بسهولة ولديهم كلمة في كل مجال في الحياة وفي الحريات الشخصية".