ناجون إيزيديون من "الابادة الداعشية" في كندا ينتظرون لم الشمل
شفق نيوز/ تناول موقع "نيو ميديا" الكندي، يوم السبت، مواقف اللاجئين الايزيديين المقيمين في كندا، مشيرا إلى تفاؤلهم الحذر بعد قرار سلطات الهجرة تسهيل إجراءات اللجوء، وانهم حاليا يأملون بتسريع عمليات لم شملهم مع أفراد عائلاتهم العالقين في مخيمات النزوح في العراق.
واوضح الموقع الكندي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان اللاجئين الايزيديين يأملون ان تسهم الزيادة في اعداد الموظفين في هيئة "الهجرة واللاجئين والجنسية الكندية" بتسريع اجراءات لم الشمل.
وذكر التقرير ان هناك آمالاً بين ممثلي المجتمع الايزيدي ومؤيديهم الكنديين، بأن يؤدي الوعد الذي قدمه وزير الهجرة الكندي شون فريزر مؤخرا بمعالجة طلبات الهجرة المتراكمة، الى اتخاذ اجراءات حقيقية بدلا من توليد امال مضللة، خاصة في مدينتي وينيبيغ ولندن في مقاطعة اونتاريو.
ولفت التقرير إلى أن وينيبيغ تعد الموطن لأكبر عدد من الايزيديين في كندا، مضيفا انهم شعب قديم يتحدث اللغة الكرمانجية، في حين اعداد اقل منهم استقرت في لندن.
وذكّر التقرير بأن الايزيديين هم من المؤمنين بإحدى اقدم الديانات في العالم، الا انهم تعرضوا للاضطهاد الديني منذ قرون، وكان اخرها واكثرها وحشية الابادة التي تعرضوا لها من جانب تنظيم داعش عندما سيطر على مناطق في العراق وسوريا في العام 2014.
وتابع انه بعد نزوحهم من الابادة الجماعية لم يعد لدى الايزيديين، بالاضافة الى الآشوريين الكلدان والسريان، المستهدفين ايضا بالابادة في وطنهم، لم يعد لديهم الآن بلد يسمونه وطنهم.
ونقل التقرير عن رئيسة الجمعية الكندية الايزيدية في وينيبيغ، جميلة ناسو، قولها انها متفائلة بحذر لكنها تحذر من ان مثل هذه التصريحات في السابق، لم تحقق فرقا يذكر او لم تكن لها نتيجة على الإطلاق.
ولفت التقرير الى ان اعلانا صدر في 24 آب/ اغسطس العام 2022، يشير الى ان دائرة "الهجرة واللاجئين والجنسية الكندية"، ستقوم بتوظيف 1250 شخصا بحلول خريف العام 2022 وذلك بهدف التقليل من العمل المتراكم وتقصير اوقات التعامل مع الطلبات.
ونقل التقرير عن جميلة ناسو قولها انه "امر مذهل انهم يعملون على تسوية العمل المتراكم، لكننا سمعنا ذلك مرات عدة من وزراء الهجرة السابقين، ولا يزال بعض الناس الذين تقدموا بطلبات منذ سنوات ينتظرون.. ولا نريد ان نمنحهم امالا مضللة".
واوضحت ناسو ان "تقدما محدودا او معدوما تحقق خلال السنوات الاربع الماضية، ونحن نعمل مع عملية عزرا (وهي مبادرة من جانب المجتمع اليهودي في وينيبيغ لمساعدة الايزيديين)، وقمنا بتوجيه العديد من الرسائل ورسائل البريد الالكتروني الى كبار المسؤولين الحكوميين والنواب والوزراء، الا اننا لم نتلق اي ردود حول حالة الملفات".
وفي حين استشهدت بأمثلة عديدة لاشخاص ما تزال طلباتهم معلقة، قالت ناسو "نحاول لم شمل العديد من الاشخاص مع اسرهم في كندا، وجميعهم ممن فروا من قبضة داعش ويعيشون في ظروف مروعة في مخيمات العراق".
وبعدما اعطت ناسو امثلة واسماء اشخاص من بينهم من امضى سنوات في الاسر لدى داعش، وما زالوا يتنظرون أقربائهم العالقين في العراق، سواء في وينيبيغ او لندن (اونتارو)، اكدت ان لم شمل الاسرة يمثل اهمية حاسمة في شفاء هذا المجتمع المصاب بصدمة شديدة والذي تعرض افراده للتعذيب والاستعباد الجنسي والمذبحة لاحبائهم على يد داعش.
وتابعت القول ان "وضع الأقرباء في معاناتهم في مخيمات النازحين يضيف بشكل كبير الى التوتر المتواصل للعائلات المستقرة في كندا، وهم يكافحون ماديا وعاطفيا، وهذا ما لن يتغير الا بعد ان يتم لم شملهم بإقربائهم الذين يدركون انهم يعانون من ظروف خطيرة لا يمكن وصفها".
واضافت انه في الكثير من الحالات، لا تستطيع العائلات حتى الابقاء على التواصل مع أقربائهم، مشيرة الى ان "اخبار المقابر الجماعية للايزيديين التي يتم العثور عليها في العراق، الى جانب انتشار الامراض والوفاة في المخيمات، تؤدي الى زيادة قلقهم".
وتناول التقرير حكاية دلال عبدي، والتي وصفتها بانها ناشطة ايزيدية مقيمة في لندن (اونتاريو) التي تعتبر موطن ثاني اكبر مجموعة من الايزيديين (نحو الف عائلة).
ولفت التقرير الى ان عبدي نفسها كانت تتمتع بالحظ لأنها تمكنت من الوصول الى كندا قبل وقت طويل من تصاعد خطر داعش، وهي تعمل في قسم الأمراض العصبية في المستشفى الجامعي، كما تنشط خلال أوقات فراغها ضمن جمعية "يازدا" التي تدعم الايزيديين.
واشار التقرير الى ان عبدي تحاول مساعدة شعبها في العملية المعقدة المتعلقة بتقديم طلبات لم شمل مع افراد اسرهم المتواجدين في مخيمات بائسة في العراق، وقالت ان "الاشخاص الذين بقوا في اقليم كوردستان هم افقر الفقراء، ولا يعتبرون رسميا لاجئين لانهم ليسوا في دولة ثالثة"، مضيفة في الوقت نفسه انه "لا توجد حكومة مستقرة في العراق، والايزيديون ما زالوا معرضين للهجوم والتمييز".
وفيما يتعلق بتعهدات الوزير فريزر الاخيرة حول تسوية الملفات المتراكمة، قالت عبدي ان ذلك لم يتحقق في الماضي، لكنها تأمل ان يتحقق هذه المرة.
وتابعت قائلة ان "امرا مذهلا ان كندا استقدمت العديد من اللاجئين الاوكرانيين، ونامل ان يجعلوا لم شمل الاسرة اولوية بالنسبة للايزيديين ايضا".