موقع دولي يؤشر السلبيات: على الكاظمي الاستمرار بإزالة "التفاح الفاسد"
شفق نيوز/ دعا موقع " Devdiscourse" الهندي المتخصص بقضايا التنمية، حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى الاستمرار في إزالة "التفاح الفاسد" من النظام السياسي العراق من خلال مكافحة الفساد المترسخ في العراق.
وبعدما ذكر بأن الكاظمي أصدر أوامر إعتقال بحق 58 مسؤولا مشتبه بتورطهم في قضايا فساد، اعتبر الموقع ان الفساد منتشر من اعلى مستوى سياسي الى مستوى محلي، وهو يشكل أحد أهم الاسباب التي تحول دون تمكن العراق من التمتع بالسلام والنظام والتقدم الاقتصادي.
وحول ضم لائحة الملاحقين نوابا سابقين ووزيرا سابقا ومجموعة أخرى من الموظفين بمستويات مختلفة، قال الموقع انها تشكل تأكيدا مؤثرا حول مدى عمق التعفن المنتشر.
وفي ظل وجود كارتلات الفساد بين السياسيين ورجال الاعمال والميليشيات، اشار الموقع الى ان الموقف لا يوحي بالثقة لمجتمع الاستثمارات العالمية الذي تعتبر مساعدته ضرورية لاعادة بناء الاقتصاد المنهار للبلد، وهو يسلط ضغوطا اضافية على رئيس الحكومة الذي انتخب بناء على وعوده بمكافحة الفساد.
وربط الموقع بين تردي البنى التحتية المختلة للدولة بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة ودعمته بريطانيا، قبل عقدين من الزمن، بعد الاطاحة بصدام حسين، وهو ما تسبب في خلق فراغ في السلطة، مضيفا ان "المحاولات الاميركية لاصلاح النظام البرلماني فشلت بشكل مؤسف، ما ساهم في نظام سياسي تفشت فيه المحسوبية وتضخم القطاع العام بشكل غير مستدام".
واشار الى انه بين عامي 2004 و2016، فان الموظفين المدرجين على لائحة الرواتب الحكومية ارتفع عددهم من 850 الف شخص، الى ما بين سبعة وتسعة ملايين، فيما خصصت الوظائف المهمة للنخبة.
وتناول التقرير الفساد المرتبط بقطاع الجمارك، موضحا ان الحكومة جمعت 818 مليون دولار من الرسوم الجمركية خلال العام 2019، بعدما كانت جمعت في العام الذي سبقه 768 مليون دولار، علما بأن "الرقم الحقيقي الذي يجب ان يدفع كرسوم جمركية يقترب من 7 مليار دولار".
وساهمت مثل هذه الاوضاع في التأثير سلبيا على المواطنين الذين سجلت نسبة بطالة في صفوفهم وصلت الى 31.7 %، ونسبة الفقر 40% في العام الماضي.
كما ان الناس غاضبون، وقد اظهر إستطلاع للرأي مؤخرا ان 82% من العراقيين قلقون حول الفساد على المستوى السلطة، واصبحت التظاهرات الشعبية متكررة. واشار الى ان هذه التقلبات لا تشكل عامل جذب للمستثمرين من الخارج.
وذكر بقضية شركة "أجيليتي" الكويتية وخلافها مع السلطة العراقية، معتبرا انها احد العوامل التي تفسر لماذا تراجعت الاستثمارات الخارجية في العراق خوفا من الاستحواذ على استثمارات الاجانب، وهو ما يفسر ايضا لماذا احتل العراق المرتبة 172 من بين 192 دولة حول جاذبيته للاعمال في تصنيف العام 2020.
وفي ظل الوقع الاقتصادي السيء وتداعيات وباء كورونا، اعتبر الموقع ان الكاظمي "يحارب النيران على جبهات عدة" الا ان الفساد يحتل المرتبة الاولى في الاولويات الكبرى للكاظمي بالنظر الى موقفه القوي من القضية قبل انتخابه لرئاسة الحكومة.
ولهذا، اشار الموقع ان الكاظمي قام بخطوات كبيرة عدة، من بينها بعد توليه رئاسة الحكومة بوقت قصير حيث شكل لجنة للتعامل مع قضايا الفساد في النظام السياسي، وتم اعتقال ما لا يقل عن سبعة مسؤولين في الاسابيع الثلاثة الاولى من عمل اللجنة، وبعدها بشهرين، تم اعتقال احد الشخصيات المحيطة به، ما يعكس تصميمه حول القضية.
واضاف ان الاعتقالات الاخيرة تشكل تصعيدا في حملة مكافحة الفساد، لكن الاعتقالات الفردية تشابه محاولة اطفاء النيران بمسدس مياه، ولهذا فان المطلوب القيام بعملية اصلاح بنيوي شامل الذي كما يقر مستشاروه، ربما تكون خارج قدرته.
ويعتبر العراق في المرتبة العشرين في لائحة الدول الاكثر فسادا، ومع ذلك، فانه "يجب على الكاظمي أن يخط مسارا ما عبر الفوضى"، وان القيام بذلك يتطلب "ازالة التفاح الفاسد في النظام السياسي"، لكن ذلك سيتطلب "انخراطا أكبر مع المجتمع المدني المنادي بمكافحة الفساد، وانشاء دولة اقوى واكثر ثقة، وتهدئ قلق مجتمع الاستثمار الدولي".
لكنه اضاف ان "الطريق نحو ذلك محفوفة بالمخاطر وطال انتظارها، غير ان على الكاظمي ان يصعد ويظهر انه الرجل الصحيح لقيادة الشعب العراقي الى جانبه".