من إسطنبول إلى بغداد.. "الألبسة التركية" تفرض أناقتها وهيمنتها في العراق

شفق نيوز/ تحافظ الألبسة التركية على حضورها البارز في الأسواق العراقية،
مدفوعة بإقبال واسع من المستهلكين وثقة متزايدة بجودتها، في وقت تسعى فيه كل من
بغداد وأنقرة إلى رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى 50 مليار دولار سنوياً.
وتنتشر العلامات التجارية التركية في المراكز والأسواق الكبرى في بغداد
والبصرة وكركوك وإقليم كوردستان، إضافة إلى المحافظات الجنوبية، ما يعكس عمق
العلاقة التجارية في قطاع الألبسة بين البلدين.
طلب مرتفع وثقة بالمنتج
ويقول سعدون عباس، عضو الغرف التجارية العراقية، لوكالة شفق نيوز، إن
"الألبسة التركية أصبحت جزءاً من النمط الاستهلاكي اليومي في العراق، ويعتمد
عليها التجار نظراً للطلب الكبير عليها وثقة الزبائن بجودتها، وهو ما جعل المورد
التركي يحتل المرتبة الأولى في هذا القطاع".
بدوره، أوضح التاجر يشار البياتي، العامل في سوق بغداد الجديدة، أن
"الزبون العراقي بات يميز الخامة التركية من غيرها، سواء من حيث جودة القطن
أو دقة التطريز والتصاميم المواكبة للموضة"، مضيفاً، أن "الملابس
التركية، حتى الشتوية منها، تُباع بسرعة لأنها تدوم طويلاً مقارنةً بالمنتجات
الصينية أو المحلية".
من جهته، أكد نواف قليج، رئيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال في تركيا
والعراق، أن "العلامات التجارية التركية تشكل نحو 90% من الألبسة المعروضة في
المراكز التجارية العراقية"، مشيراً إلى أن "العديد من مدن العراق باتت
تعكس الطابع التركي في منتجاتها".
وقال قليج خلال حديثه لوكالة شفق نيوز: إن "جميع الماركات المتوفرة في
إسطنبول وأنقرة تجدها حاضرة بقوة في أسواق بغداد، أربيل، البصرة، كركوك،
السليمانية ودهوك، وهو ما يدل على الثقة العالية بالمنتج التركي".
تحديات لوجستية وتوسيع المنافذ
ورغم هذا الزخم التجاري، تواجه عمليات الاستيراد تحديات متعلقة بالبنية
التحتية، ولا سيما مع اعتماد الجانبين على بوابة خابور كمنفذ حدودي وحيد، تمر من
خلاله أكثر من 2000 شاحنة يومياً، داعياً في الوقت نفسه إلى "فتح منافذ
حدودية إضافية لتخفيف الضغط وتسهيل حركة البضائع".
كما أشار إلى أن "القيود المفروضة على التأشيرات تعرقل حركة رجال
الأعمال الأتراك إلى مناطق عراقية مهمة، مما يُعيق توسيع شبكة التوزيع داخل
البلاد".
وتُظهر آراء المستهلكين العراقيين ميلاً واضحاً للمنتجات التركية، لما
تقدمه من جودة مرتفعة وسعر منافس، حيث تقول هناء جاسم، موظفة من كركوك، إنها تفضل
الملابس التركية، خصوصاً للأطفال، "لأنها مريحة، أنيقة، وتدوم طويلاً".
وعن الألبسة النسائية، توضح جاسم، أن "رغم ارتفاع أسعارها مقارنة
بغيرها، إلا أن النساء يفضلنها لما تمتاز به من جودة وتفاصيل عصرية".
وأضافت أن "بعض القطع يصل سعرها إلى 50 دولاراً، فيما تباع البدل
النسائية الراقية بأسعار تصل إلى 200 دولار، لكنها مرغوبة لجودتها وطول
عمرها".
الصناعة المحلية تواجه التحدي
في المقابل، يرى الخبير في تجارة الألبسة حسام جمال، أن "الاعتماد
المتزايد على الألبسة التركية قد ينعكس سلباً على الصناعة المحلية، التي تعاني من
ارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة الحماية الجمركية".
لكنه أشار إلى أن "المنتج التركي يواصل فرض حضوره في السوق العراقية
بفضل جودة القماش، التصاميم الحديثة، والطلب الشعبي الكبير"، مؤكداً أن
"قطاع الألبسة يعد من أبرز مجالات التعاون الاقتصادي
بين العراق وتركيا".