من العراق.. سيناريوهات مصرية وأردنية رداً على خطة ترامب

من العراق.. سيناريوهات مصرية وأردنية رداً على خطة ترامب
2025-02-12 15:05

شفق نيوز/ تصاعدت المواقف المصرية والأردنية الرافضة لتهجير قطاع غزة إلى البلدين على مدى الساعات الماضية، في ظل ضغوط من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على تنفيذ خطته التي تعتمد على تهجير أهالي القطاع، وسط رفض وتنديد عربي وعالمي للفكرة والمطالبة بحل الدولتين.

ويروج ترامب منذ 25 يناير/كانون الثاني 2025، لمخطط تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وآخر تلك المحاولات قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، بالبيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن كلا البلدين (الأردن ومصر) سيمنح "قطعة أرض" للغزيين.

يأتي ذلك بعد أن هدد ترامب، الاثنين الماضي، بإيقاف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين، في إشارة إلى سكان غزة.

وقال ترامب للصحفيين خلال اللقاء مع العاهل الأردني إنه "لا بديل أمام الفلسطينيين سوى الخروج من غزة"، في المقابل، قال الملك عبد الله الثاني، إن المملكة ستأخذ 2000 طفل من قطاع غزة من الذين يعانون من أمراض، بما في ذلك السرطان، إلى بلاده "في أسرع وقت ممكن"، وهو ما وصفه ترامب بأنه "رائع".

وبشأن خطة ترامب حول غزة، أوضح العاهل الأردني، أن العرب سوف يقدمون رداً على مقترحه، مشيراً إلى أنه يعتزم إجراء مشاورات في السعودية في هذا الشأن، مؤكداً أنه "يتعين علينا أن نضع في الاعتبار كيفية تحقيق هذا الأمر بما يخدم مصلحة الجميع"، لافتاً إلى أنه "علينا أن ننتظر لنرى خطة من مصر بشأن قطاع غزة".

وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في الشأن الأردني، كمال زغلول، "ذهاب الأطفال والجرحى إلى الأردن ومصر هي مسألة قديمة ليس لها علاقة بالتهجير، والمؤتمر الصحفي كان قبل الاجتماع المغلق، والأهم هو الاجتماع المغلق الذي لخصه الملك بتغريدته وخرج مرتاحاً ورافضاً التهجير، ويجب حل القضية على أساس حل الدولتين".

ورأى زغلول خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "زيارة الملك كانت ناجحة، لكن هناك ذباب إلكتروني إسرائيلي اتخذ أسماء عربية وبدأ ببث بذور الفتنة، وتم التجييش ضد الأردن، لأن إسرائيل تريد ضم الضفة الغربية، والأردن يرفض رفضاً قاطعاً ذلك، وهذا ما أوضحه الملك خلافاً لما يتداول"، مؤكداً، أن "الكرة الآن بملعب الدول العربية".

وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد قال أمس الثلاثاء، عقب لقاء الزعيمين، إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض "واضحاً وحاسماً بأن التهجير لن يكون حلاً، وأن هناك ثمة خطة لإعمار غزة من دون تهجير للشعب الفلسطيني".

وبيّن الصفدي خلال مقابلة تلفزيونية، أن "الرئيس ترامب قدم فكرته واستمعنا له وقلنا له، إن لدينا أفكاراً أخرى نعتقد أنها هي التي ستصلح للحل، والحوار مستمر بيننا وبينهم، وسنقدم الخطة العربية التي يعمل عليها الأشقاء في مصر، ونحن ومصر موقفنا واحد وثابت والأشقاء العرب موقفنا واحد".

يُذكر أن العاهل الأردني قال عن مباحثاته مع الرئيس الأمريكي، عبر حسابه في منصة إكس، أمس الثلاثاء: "أعدتُ التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهذا هو الموقف العربي الموحد"، مؤكداً أن "السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

وعن الموقف المصري، أوضح المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية في مصر، اللواء الدكتور سمير فرج، أن "موقف مصر واضح بعدم توطين الفلسطينيين داخل أي شبر في مصر، سواء في سيناء أو غيرها، فهذا قرار قطعي، رغم وجود تحديات كثيرة منها قطع المعونة الاقتصادية، لكن حتى لو فُرض حصار اقتصادي فهذا لن يغير الموقف المصري".

وأضاف فرج، للوكالة، أن "تكرار التهديدات والتصعيد من قبل ترامب ينبغي التعامل معه بجدية على أنه خطر حقيقي ودائم، رغم أنه قد يكون لأغراض سياسية وربما للمساومة على هذا الموقف مع مواقف أخرى، لذلك تعد مصر سيناريوهات عديدة للتعامل مع هذه التهديدات".

وأكد أن "كل موقف ضد تهديدات ترامب، سواء من القاهرة أو غيرها، سيكون له ثمن، لذلك يجب أن لا يكون التعامل بشكل منفرد مع الولايات المتحدة نتيجة عدم التوازن في القوى بين مصر والولايات المتحدة، أو بين الأخيرة وأي دولة عربية أخرى".

وتابع فرج: "لذلك على مصر الاعتماد على تحالفات عربية ودولية لتعويض ما يمكن أن تفقده من الدعم أو المساعدات الأمريكية للجيش المصري، الذي في حال نقصانه سيؤثر بشكل حقيقي على التوازنات في الشرق الأوسط"، مشدداً على أهمية "بلورة موقف عربي لأن الأمر لن يتوقف على تهجير سكان قطاع غزة بل سيمتد إلى قضايا أخرى، خاصة وأن أدوات الضغط الأمريكية لا تقتصر على المساعدات المالية، بل هناك عناصر أخرى تمتلكها الولايات المتحدة".

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أكد على ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منه، وذلك بعد ساعات من تلويح ترامب بحجب المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن حال رفضهما لخطته الرامية لنقل سكان القطاع إلى البلدين.

يأتي هذا في وقت يجري فيه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مشاورات مع دول عربية، بينها الأردن والسعودية والإمارات، في سبيل توحيد المواقف الرافضة لأي تهجير قسري للفلسطينيين.

وتؤكد هذه الدول دعمها لخيار "حل الدولتين"، وقيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، وترى في المقترح الأمريكي خطراً يهدد استقرار المنطقة ومستقبل أي تسوية سياسية.

بدوره، قال المحلل السياسي، مجاشع التميمي، إن "ترامب يمارس ضغطاً كبيراً على مصر والأردن في سبيل تنفيذ مشروعه بالاستيلاء بشكل كامل على قطاع غزة، وأن إيقاف المساعدات إلى مصر التي تمر بظروف صعبة سيكون له تأثير كبير على اقتصادها".

وأضاف التميمي، لوكالة شفق نيوز، أن "ما يقوم به الفلسطينيون والعرب حالياً هو محاولة للضغط على ترامب سياسياً وإعلامياً للعدول عن خطته، خاصة بعد الاتفاق على عقد قمة عربية طارئة في مصر، كما هناك تنسيق عالي تقوم به قطر والسعودية لمحاولة تاني الرئيس الأمريكي عن تنفيذ مخططه".

ورجح التميمي، أن "يقدم ترامب عروضاً كبيرة للفلسطينيين الذين يعانون من انقطاع تام في الخدمات، فضلاً عن غياب الأمل بحياة آمنة في المستقبل، لذلك من المتوقع حدوث مزيد من التطورات خلال الأشهر المقبلة، أمام عزم ترامب بدعم من إسرائيل تنفيذ مشروع تحويل قطاع غزة إلى منتجع سياحي شبيه بمنتجع أوليفيرا الفرنسي".

من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي، رمضان البدران، أن "الأهداف التي يريدها ترامب في غزة هي ليست انتقامية أو عقابية، بل هي تراعي ظروفهم وتحاول تحسينها"، معتبراً أن "إعادة التوطين ليست تطهيراً عرقياً".

وبين البدران، خلال حديثه للوكالة، أن "45 بالمائة من سكان غزة بلا عمل، والفقر وصل إلى نسبة 80 بالمائة، لذلك يعتمد السكان على المساعدات الدولية، في ظل قلة مصادر العيش التي تعتمد على الزراعة وصيد الأسماك وصناعات بسيطة يصعب الحصول على المواد الأولية لها، لذلك قطاع غزة هو في حد ذاته منهكاً، وما فاقم الوضع هو تعرضه لتدمير هائل".

وأوضح، أن "إعادة بناء قطاع غزة مع وجود التوترات القائمة أمر معقد، لذلك يريد ترامب إعادة توطينهم بشكل منظم ومنحهم مناطق سكنية وظروف اقتصادية أفضل".

وتوقع البدران، أن "الفكرة سوف تتضح أكثر عبر الزمن، وستكون واقعية وعملية، وحتى الحكام العرب سوف يرونها واقعية لكنهم بحاجة إلى توضيح أكثر لتكون مقبولة شعبياً، لذلك سوف يتقدم هذا المشروع ويلاقي مقبولية رغم القسوة التي فيه على السكان لتغيير ظروفهم وتاريخهم، لكن هذا سيقابله في المستقبل امتيازات وظروف عيش أفضل".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon