مقبرة جماعية أم آثار؟ شفق نيوز تتقصى قضية جثث ناحية النيل في بابل

مقبرة جماعية أم آثار؟ شفق نيوز تتقصى قضية جثث ناحية النيل في بابل
2025-05-27 16:19

منذ صباح اليوم الثلاثاء، ومحافظة بابل أمام أمر مهم بعد العثور على أربعة هياكل عظمية مجهولة الهوية، في موقع تنقيب أثري بناحية النيل، حيث لا يعرف أن كانت جرائم قتل سابقة أو دليل جديد على مقبرة جماعية في المحافظة، أو أنها تعود إلى حقب زمنية بعيدة؟، وللإجابة على ذلك تحرت شفق نيوز، الأمر. 

مكتشفة قبل أسبوع

يقول النائب عن محافظة بابل أمير المعموري، إن "المعلومات التي وصلت لنا، أن هناك  رفات أربعة جثث عثر عليها في ناحية النيل أثناء عملية تنقيب تل أثري، وبعد العثور على الرفات تم وضعها في مكان آخر خارج المنطقة الأثرية دون إبلاغ الجهات المعنية".

وتابع المعموري، لوكالة شفق نيوز: "حسب كلام منقبي الآثار أن عمر رفات الجثث بين 40-60 سنة، وأن الجثث لا تعود إلى عصور قديمة حسب كلامه، وأنها كانت مدفونة فوق مستوى الآثار".

ويوضح أن "الأشخاص عثروا على الجثث منذ الأسبوع الماضي، وقاموا بجمعها بأكياس بلاستيكية ووضعها في مكان معين"، مؤكداً أن "هذا الإجراء غير صحيح وغير قانوني ولا يمكن التعامل مع الجثث في هكذا طريقة، وتم حاليا إبلاغ القوات الأمنية بخصوص الرفات التي تم العثور عليها". 

أرض أثرية بحوزة مستثمر!

كما كشف النائب عن بابل، أن "هناك تل أثري تحت مسمى تل جريان في ناحية النيل بمحافظة بابل، وتم استثماره من قبل احد الاشخاص وان المستثمر ينقب الأرض ويملّكها بعد عملية التنقيب"، مشيراً إلى أن "الآثار التي يتم العثور عليها بعد عملية التنقيب تذهب إلى الحكومة، وبعدها تصبح الأرض ملك للمستثمر".

هل هي مقبرة جماعية؟ 

من جانبه يؤكد مدير مفوضية حقوق الإنسان في بابل أحمد العطار، إنه تم التوجه للموقع الأثري في الساعة 11 صباحاً بحضور النائب امير المعموري، وقيادة شرطة المحافظة والأدلة الجنائية ورئيس البعثة المسؤول عن التنقيب في الموقع، تم استخراج أربعة رفات، ثم العثور على رفات جثة خامسة". 

ويضيف في تصريحه لوكالة شفق نيوز، أن "المكان لا يمثل مقبرة جماعية كون الرفات كانت مدفونة كل على حدة، وقانون حماية المقابر الجماعية ينص على أن المقبرة الجماعية يجب أن يكون عدد الرفات المدفون فيها اثنين وأكثر". 

ولفت إلى أن "دائرة البلدية تقوم بدفن بعض الجثث التي تعود لأشخاص مجهولي الهوية أو مجانين في أماكن بعيدة عن مركز المدينة، لكن ذلك أيضاً أمر مستبعد بأن تكون لتلك الرفات صلة بالأمر". 

وأكمل العطار: "طلبنا من مؤسسة الشهداء إيقاف العمل في الموقع الأثري للوقت الحالي لحين معرفة مصير هذه الرفات"، مشيراً إلى أن "الإجراء الذي ستتخذه مؤسسة الشهداء هو تشكيل لجنة برئاسة قاض وعضوية المدعي العام، ومفوضية حقوق الإنسان والجهات المعنية الأخرى، من أجل الكشف على الموقع وتحديد إذا ما كان مقبرة جماعية او لا"

وبين أنه" في حال كانت مقبرة جماعية سيتم استدعاء الفريق الفني الموجود في مؤسسة الشهداء، دار حماية المقابر الجماعية، ويتم تنقيب هذا الموقع لغرض استخراج الرفات الأخرى، وإذا لم تكن مقبرة جماعية، سيتم دفن الرفات التي عثر عليها، في إحدى المقابر النظامية بعد أخذ الموافقات القضائية". 

وأشار إلى أن "قيام آثار بابل أو البعثة الموجودة في الموقع، برفع الجثث ووضعها في أكياس دون علم الجهات المختصة يعتبر مخالفة ويجب عدم تكرارها مستقبلاً". 

آثار بابل ترد

من جهته يقول مدير آثار بابل رعد حامد، إن "بعثة الآثار كانت تنهي عملها وتنسحب من موقع التنقيب، أنا العثور على هياكل عظمية بموقع تنقيب فهو مسألة طبيعية ويتم اكتشاف هياكل عظمية دائما في مواقع التنقيب في كل انحاء العراق تعود إلى فترات زمنية مختلفة" 

وتابع حامد في تصريح لوكالة شفق نيوز: "أنا لا أستطيع أن أحدد عمر هذه الهياكل العظمية ما لم ما لم يكن هناك نص مسماري مكتوب أو دليل مادي يحدد الفترة الزمنية التي تعود لها وبعكسه تقوم البعثة بأخذ عينات وإرسالها للمختبرات المتخصصة لتحديد العمر". 

وبين أن "بعثة التنقيب في ناحية النيل ورئيسها صلاح الخرجي، قاموا بحفظ هذه الهياكل العظمية بأكياس ودفنها بشكل مؤقت للحفاظ عليها من التفت بعد تعرضها للهواء"، مؤكداً أن "عملية نقلها إلى بغداد تحتاج موافقات رسمية لكي لا يتعرض ناقلها للمساءلة من قبل السيطرات والأجهزة الأمنية في الطريق، لذلك تم التحفظ عليها لحين الحصول على موافقات". 

وكان مصدر أمني، قد أفاد في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، بالعثور أربع هياكل عظمية مجهولة الهوية في ناحية النيل شمال مدينة الحلة مركز محافظة بابل.

وأخبر المصدر، وكالة شفق نيوز، بأن "فرق آثار كانت تنقب (تلاً أثرياً) يعود للحقبة الساسانية في ناحية النيل شمالي مدينة الحلة في بابل، وأثناء التنقيب عثروا على جرار واواني فخارية و4 هياكل عظمية مجهولة".

وأضاف المصدر، أن "الهياكل العظمية جرى نقلها إلى دائرة الطب العدلي لكشف تفاصيلها وإلى أي فترة تعود".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon