مساجد بلا وقود ولا صيانة.. أزمة تمويل تضرب الوقف السني في الأنبار
شفق نيوز/ مسجد في الأنبار
شفق نيوز- الأنبار
تواجه مديرية الوقف السني في الأنبار أزمة مالية خانقة انعكست بشكل مباشر على واقع المساجد والبنية التحتية الدينية في عموم مدن المحافظة.
ويصف مسؤولون في الوقف السني، الأزمة بأنها "الأقسى منذ سنوات"، ولم تتوقف عند حدود صيانة المساجد أو إعمارها، بل وصلت إلى عجز الوقف عن توفير وقود المولدات الخاصة، الأمر الذي ترك العشرات من الجوامع بلا كهرباء كافية، وسط موجات الحر التي تضرب المنطقة.
وبهذا السياق، كشف مصدر مسؤول في الوقف بمحافظة الأنبار لوكالة شفق نيوز، أن التخصيصات المالية التي تصل للمديرية "لا تكاد تغطي الحد الأدنى من الرواتب، فيما تُترك بقية المتطلبات بلا تمويل".
وبحسب المصدر، فإن الوقف السني "لم يتمكن هذا العام من توزيع غاز المولدات على المساجد" كما جرت العادة، وبالتالي الكثير من المساجد في الرمادي والفلوجة وهيت تفتح أبوابها بلا كهرباء أو بقدرة محدودة جداً، ما ينعكس سلباً على المصلين خصوصاً في الصلوات الليلية.
من جهته، أشار الناشط المدني، أحمد الدليمي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الأهالي هم من يعوضون جزءاً كبيراً من هذا النقص، من خلال التبرعات".
ووفق الدليمي فإن الكثير من المساجد الجديدة في الأنبار لم تُبنَ بأموال الدولة، بل بتبرعات تجار وأبناء المنطقة، "لكن المشكلة أن غياب الصيانة والدعم الرسمي يحول هذه الجوامع إلى بنايات مهملة بعد سنوات قليلة".
ونتيجة لذلك، دعا الدليمي إلى إيجاد "شراكة واضحة بين الوقف السني والمجتمع المحلي"، بحيث تتحمل الدولة مسؤولية الإدارة والخدمات، بينما يواصل الأهالي المساهمة في البناء والتجهيز.
من جهته، قال إمام مسجد الرحمن في الأنبار، الشيخ عبد السلام المحمدي، لوكالة شفق نيوز إن مسجدنا يُعد من أكبر مساجد المدينة، لكنه يعاني من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة "بسبب توقف تزويد الوقود للمولدات".
ولهذا السبب، "نحن مجبرون أحياناً على جمع التبرعات من المصلين لشراء وقود للمولد"، لكن ذلك لا يكفي لتشغيل المسجد طوال الأسبوع، بحسب المحمدي.
ويلفت إلى أن التقصير الرسمي في دعم المساجد لم يعد مجرد مسألة إدارية، بل "أصبح عائقاً أمام أداء الشعائر بالشكل الطبيعي".
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الأنبار تتصدر قائمة المحافظات الأكثر تضرراً من ضعف التخصيصات المالية للوقف السني، إذ لا تزال عشرات المساجد بانتظار إعادة إعمارها منذ سنوات، بينما تواجه أخرى خطر التوقف عن العمل لغياب التمويل.
الأزمة كما يصفها نشطاء، لم تعد قضية مؤقتة مرتبطة بموازنة عام واحد، بل تحولت إلى "مشكلة بنيوية" في إدارة ملف الوقف السني، وفي ظل غياب حلول عملية، يبقى الأهالي والمصلون هم من يتحملون كلفة سدّ الفراغ حتى الآن.