مراقبون يقيّمون الجلسة البرلمانية "السرية" للسوداني: مهمة وجاءت في وقت خطير
شفق
نيوز/ وصف مراقبون للمشهد السياسي العراقي، استضافة رئيس الوزراء العراقي، محمد
شياع السوداني، وثلاثة من وزرائه، في جلسة "سرية" لمجلس النواب، بأنها
"مهمة"، لنظر للأوضاع الإقليمية المتوترة وآخرها ما يجري في سوريا،
مشيرين إلى أن تناول الجلسة للملف الأمني والوضع على الحدود مع سوريا والإجراءات
الاحترازية أمر في غاية الأهمية.
ويقول
عارف الحمامي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، إن "من
بين أهم النقاط التي تم الحديث عنها خلال استضافة السوداني في البرلمان هي الوضع
الأمني في ظل أحداث سوريا والاحترازات الأمنية على الحدود، كما تم طرح ملاحظات
نيابية على رئيس الوزراء بهذا الشأن".
ويشير
الحمامي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الحديث دار في الجلسة أيضاً عن
قانون النفط والغاز والموازنة والبرنامج الحكومي".
من
جهته، يؤكد الخبير الأمني، هيثم الخزعلي، أن "استضافة السوداني في مجلس
النواب مهمة وجاءت في وقتها المناسب، وتم فيها استعراض الإجراءات الأمنية والخدمية
ونسب الإنجاز في البرنامج الحكومي، وأن مناقشة المواضيع بين السوداني وأعضاء
البرلمان يعكس تكامل السلطتين التشريعية والتنفيذية".
ويلفت
الخزعلي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "هذه الاستضافة جاءت في وقت يقود
العراق فيه حراكاً دبلوماسياً من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة، وتم إجراء اتصالات
مع تركيا ومجموعة من الدول المعنية بالشأن السوري، وقد تُعقد قمة في بغداد بهذا
الشأن في مقبل الأيام".
ويحذر
الخزعلي، بأنه "في حال تدهور الوضع الداخلي في سوريا، فأنه قد ينعكس على
الوضع الداخلي العراقي، وقد تُكرر المجموعات الإرهابية في سوريا تجربة داعش عام
2014 في العراق، لذلك لا بد من معالجة هذا الملف بكل الوسائل السياسية
والدبلوماسية وحتى العسكرية إذا استلزم الأمر، وقد يرسل العراق قوات إلى سوريا
لحماية أمنه القومي إذا استوجب الوضع".
بدوره،
يرى المحلل السياسي، عباس الجبوري، أن "استضافة رئيس الوزراء في مجلس النواب
هي للإيضاح منه حول الأوضاع الأمنية داخل العراق بعد أحداث سوريا وسيطرة مجاميع
مسلحة على مناطق فيها، لذلك أوضح السوداني القدرات الأمنية التي يتمتع بها
العراق".
ويبين
لوكالة شفق نيوز، أن "الأمن العراقي مرتبط بالأمن السوري على اعتبارها دولة
مجاورة، لكن العراق وضع الكثير من المؤشرات الجيدة التي تدل على انتباهه، من خلال
إنشاء سياج بارتفاع ثلاثة أمتار مع أسلاك شائكة، كما هناك ساتر ترابي وخندق بعرض
ثلاثة أمتار، كما هناك تواجد لقوات الحدود وتم الدفع بقطعات عسكرية لتعزيز الأمن
ومسك الحدود بشكل جيد، وأن هذه الإجراءات كفيلة بعدم السماح لمرور المجاميع
المسلحة إلى الداخل العراقي".
ويشير
الجبوري، إلى أن "العراق يعمل على مسارين في الوقت الراهن، الأول تأمين
الحدود الخارجية وعدم السماح باختراقها، والمسار الثاني متابعة الخلايا النائمة
التي ربما تستغل الوضع وتتحرك في الداخل العراقي".
وكان
النائب عن ائتلاف دولة القانون، جواد الغزالي، قد قال إن "استضافة رئيس
الوزراء كانت موفقة ووضعت النقاط على الحروف بخصوص بعض المواضيع وخصوصاً أحداث
سوريا وقانون الموازنة"، لافتاً إلى أن "السوداني تحدث عن تأمين الحدود
وانتشار وجاهزية القطعات العسكرية من الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي".
وفيما
يخص إرسال قطعات من الجيش العراقي إلى سوريا، أكد العزالي في تصريح سابق لوكالة
شفق نيوز، أن "السوداني لم يتطرق لهذا الأمر خلال الجلسة، وأن الحكومة
السورية لم تطلب ذلك من العراق، وفي حال طلبت فإن العراق سيستجيب لذلك".
ووصل
رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم، إلى مبنى مجلس النواب، يرافقه نائب
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط
محمد تميم، ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري.
وصوت
مجلس النواب في بداية جلسة الاستضافة على أن تكون "الجلسة سرية" فيما
يتعلق في الجانب الأمني.
بدوره
قال مكتب السوداني في بيان، إن رئيس الوزراء استعرض، في جلسة مجلس النواب،
السياسات والتدابير الحكومية المتخذة لمواجهة تحديات المنطقة وتطوراتها منذ أحداث
7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كما أشار إلى أنه أوضح الأسباب الموجبة لتعديل قانون
الموازنة الاتحادية العامة.
كما
استعرض السوداني، وفق مكتبه الاعلامي، ملخصاً للبرنامج الحكومي ونسب تنفيذه،
والمتحقق من مستهدفات الأولويات الحكومية.
وأيضا
قدم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ونائب رئيس مجلس الوزراء
وزير التخطيط محمد تميم، ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إيجازاً عن السياسات
الخارجية والتدابير الحكومية لمواجهة مجمل التحديات وسير تنفيذ البرنامج الحكومي،
خلال جلسة الاستضافة.