مختصون عراقيون يحذرون: لا لزواج الأقارب.. نعم للغرباء

شفق نيوز/ حذّر مختصون في مجال الصحة، من تفشي أمراض الدم الوراثية، وعلى رأسها مرض "الثلاسيميا"، نتيجة استمرار ظاهرة زواج الأقارب في العراق ودول الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال احتفالية نُظّمت في كنيسة القلب الأقدس وسط مدينة كركوك، بمناسبة اليوم العالمي لمرضى "الثلاسيميا".
وقال مدير عام صحة كركوك، أرجان محمد رشيد، لوكالة شفق نيوز، إن "دائرة الصحة توفر الأدوية الخاصة بمرضى الثلاسيميا عبر مركز متخصص، وتُقدم خدمات متكاملة لجميع المراجعين".
من جانبه، أوضح الطبيب أحمد إبراهيم، من دائرة صحة كركوك، لوكالة شفق نيوز، أن "الثلاسيميا مرض وراثي خطير ينتج عن خلل جيني ينتقل من الأبوين إلى الأبناء، ويُعد زواج الأقارب من أبرز أسبابه".
وأضاف أن "الدوائر الصحية تُلزم المقبلين على الزواج بإجراء فحوصات دم لتقليل فرص انتقال هذه الأمراض".
أول مركز في كركوك
وكانت كركوك قد شهدت في العام 2024 افتتاح أول مركز طبي متخصص لمعالجة اضطرابات الدم الوراثية، بدعم من منظمة فرنسية.
ويقع المركز داخل مستشفى الأطفال وسط المدينة، ويستقبل يومياً بين 30 إلى 40 طفلاً مصاباً بالمرض، فيما يبلغ عدد المصابين في المحافظة نحو 1250 حالة.
وقال رئيس الكنيسة الكلدانية في كركوك، يوسف توما، لوكالة شفق نيوز، إن "المركز تم افتتاحه بعد جهود استمرت منذ 2021، وتم إنجازه بفضل تبرعات من محسنين ودعم المنظمة الفرنسية".
نقص الدم والأدوية
وأكد الناشط في جمعية "الثلاسيميا" بكركوك، عباس فاضل، لوكالة شفق نيوز، أن "الاحتفالية جاءت بالتعاون مع الكنيسة الكلدانية والجمعية الخيرية بمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا".
وأشار إلى "وجود 385 مصاباً بالمرض في كركوك، يعاني عدد كبير منهم من ارتفاع أسعار الأدوية أو اختفائها من الأسواق".
وكشف فاضل عن وجود نحو 22 ألف مصاب بـ"الثلاسيميا" في العراق، مبيناً أن "العديد من العائلات لا تملك القدرة المالية لتوفير الدم والأدوية".
الحروب وزواج الأقارب
وقال رئيس نقابة الممرضين المختبريين في كركوك، حيدر الكناني، لوكالة شفق نيوز، إن "الانتشار الواسع لأمراض الدم في العراق يعود إلى الحروب والتلوث البيئي، فضلاً عن زواج الأقارب الذي يؤدي إلى انتقال الجينات الوراثية من الآباء إلى الأبناء ويؤدي إلى أمراض مزمنة".