مخاوف من مزروعات متفجرة في العراق تكفي لتدمير 10 مدن
شفق نيوز/ اذكت حادثة الإنفجار الكبير في مرفأ بيروت بلبنان، المخاوف على مدن عراقية من مخاطر المخلفات والمقذوفات الحربية غير المنفلقة؛ من إنفجارات قد تحدث في أي وقت ولأسباب عدة.
وتسبب داعش بزرع آلاف الألغام في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته بالعراق، خاصة في محيط المدن في محاولة منه لصد تقدم القوات العراقية.
عوضاً عن ذلك قام الجيش العراقي ابان الحرب مع إيران، بزرع ملايين الالغام الارضية على طول الحدود الممتدة، وما تزال عشرات الآلاف منها متواجدة في المناطق الحدودية. مما خلفت مشكلات تهدد الواقع الاقتصادي في الشريط الحدودي مع ايران الذي يضم مدن خانقين ومندلي وقزانية بمحافظة ديالى.
ويؤكد مدير ناحية قزانية الحدودية مع ايران 115 كم شرقي بعقوبة مازن اكرم الخزاعي، وجود 10 مواقع للألغام في قزانية و3 مواقع اخرى في ناحية مندلي 93 كم شرقي بعقوبة الحدودية مع ايران منذ نحو 30 عاما ابان الحرب العراقية الايرانية، مشيراً الى انها لم تشهد أي عمليات رفع أو معالجة رغم الخطط والبرامج التي اعلن عنها مسبقا؛ بسبب ضعف الامكانيات الفنية او لمشكلات مالية الى جانب الانشغال التام بأحداث داعش بعد عام 2014.
ويكشف الخزاعي لـوكالة شفق نيوز، ان النظام السابق قبيل عام 2003 شجع الاهالي على البحث عن الالغام مقابل شرائها منهم بمبالغ مالية مجزية، ما سبب حوادث أودت بحياة عشرات السكان، واصابة قسم كبير منهم بالعوق، منوها الى ان القوات الامريكية بعد إسقاط النظام السابق اتبعت الخطة نفسها بشراء الالغام من الاهالي، ومن ثم تعود لاعتقالهم لأسباب مبهمة.
وينتقد الخزاعي اهمال خطر الألغام في الشريط الحدودي مع إيران ومخاطر ذلك الكبيرة على سكان القرى والقصبات الحدودية، مستدركا بالقول "حوادث انفجار الالغام انتهت منذ 4 سنوات بعدما كانت تجرفها الفيضانات والسيول القادمة من ايران، الى جانب اللوحات التحذيرية التي رسمتها قوات الحدود لحماية المزارعين والرعاة في محيط حقول الالغام".
من جانبه يخمن الخبير الامني مرتضى السعيدي، مخاطر حقول الالغام المتواجدة في حدود ديالى وايران، انها تكفي لتدمير 10 مدن، مردفاً "ولا زال خطرها قائما برغم صعوبة وصول الجماعات المسلحة اليها، او استعمالها لتصنيع عبوات ومتفجرات لشن هجمات مسلحة".
ويحذر السعيدي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، من السيول الجارفة المتوقع حدوثها في موسم الشتاء، التي ربما تجرف المخلفات والمقذوفات الى المناطق الزراعية والسكنية، داعيا الجهات المعنية الى اعتماد "خطة شاملة لرفع الالغام او الاستعانة بالمنظمات الدولية المختصة لرفع الالغام والمخلفات وتطهير حدود ديالى- ايران من مخاطر كامنة ربما تنفجر في أي وقت".
خطر الألغام لا يتمحور على الحدود فقط، بل أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) اكدت أن ألغاماً ومتفجرات منتشرة في المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في العراق، وعملية إزالتها شاقة وأكثر خطورة بسبب "التلوث" بالمتفجرات.
وأشارت أونماس إلى أن "الصراعات والحملات العسكرية بهدف استعادة مدن العراق من قبضة المتطرفين أدت إلى تشريد أكثر من 5.8 مليون شخص بين عامي 2014 و2017.
وأوضحت أونماس أن الكثيرين ما زالوا بلا مأوى أو غير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب "التلوث الكبير بالمتفجرات" المرتبط بالضربات الجوية والعبوات الناسفة بدائية الصنع التي تركها تنظيم داعش، بل وأحيانا تكون تلك العبوات مربوطة بجثث مقاتلي التنظيم.
وأشارت إلى أن المبالغ المطلوبة للاستجابة لطلبات البلدان المتأثرة بالألغام تصل إلى 495 مليون دولار، مشيرة إلى أن أعلى متطلبات التمويل هي في مناطق ما بعد الصراع بما في ذلك العراق (265 مليون دولار) وأفغانستان (95 مليون دولار) وسوريا (50 مليون دولار).
وقال بير لودهامر، وهو خبير نزع الألغام تابع للأمم المتحدة، إن مدينة الموصل تحتاج 10 سنوات لتطهيرها من الألغام والقنابل.
تقدر إحصاءات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في مجال إزالة الألغام أن عدد الألغام المزروعة بمختلف دول العالم يتجاوز 110 ملايين، 40 في المئة منها في دول عربية، ويأتي العراق في المرتبة الثانية بعد مصر.