لقاء لمؤيدي حرب العراق: لم تكن فشلا والعالم يريد دورا امريكياً أكبر
شفق نيوز/ كتب "معهد كوينسي" الأمريكي عن النقاش الذي أثارته الذكرى الـ20 للحرب الأمريكية على العراق، سواء بين السياسيين من صناع القرار في السياسة الخارجية، أو المراقبين، سواء ممن أيدوا الحرب أو عارضوها، مشيرا الى انعقاد لقاء بين المحافظين الأمريكيين من مؤيدي الحرب، والذين يعتبرون ان العالم بحاجة الى دور أكبر لأمريكا وليس أقل.
وترجمت وكالة شفق نيوز التقرير الذي أشار إلى أن من كبار المؤيدين لقرار الحرب الكاتب ماكس بووت الذي كتب في مجلة "فورين افيرز" الامريكية مؤخرا قائلا انه "من الواضح أن تغيير النظام (في العراق) لم ينجح على النحو المأمول. واحتلال أفغانستان والعراق كان في الواقع، خطأ فرض ثمنا باهظا من الدم والأموال، على كل من الولايات المتحدة - وحتى على الدول التي غزتها بالطبع".
الا ان التقرير لفت إلى أنه لم يكن هناك إحساس بالأسف على الغزو يوم الاثنين الماضي في "معهد أمريكان انتربرايز" الذي يمثل المحافظين الجدد، والذي استضاف نقاشا في إطار سلسلة من الندوات التي تحاول "تقديم تحليل قائم على الحقائق لحرب العراق".
ولفت التقرير إلى أن الايجاز الذي قدمه المعهد الأمريكي حول الحدث يقول فيه انه سيتناول "موضوع صناعة الأساطير والتاريخ المسيس" في الحرب، إلا أن التقرير أكد أن المعهد لم يتطرق الى التضليل والمعلومات المضللة التي قادت إلى طريق الحرب في المقام الأول، مذكرا بان "أمريكان انتربرايز" نفسه قام بالكثير من اجل نشر هذه المعلومات المضللة في وسائل الإعلام، واللقاءات التي كان ينظمها وتحظى بحضور كبير وارتباط قوي بأحمد الجلبي في الفترة التي سبقت غزو العراق.
وبدلا من ذلك، اوضح التقرير ان المعهد ركز خلال اللقاء على السؤال الذي طرحه المحاضر روبرت كاغان الذي قال "لماذا أمضينا 20 عاما نتعامل مع هذا الأمر (حرب العراق) على أنه أسوأ كارثة حلت بالولايات المتحدة، وهو أمر ليس كذلك بالتأكيد، بأي مقياس كان؟".
وكان من بين المشاركين، الباحثة في المعهد دانييل بليتكا التي كانت تدير العديد اللقاءات في المعهد قبل 20 عاما، وهي اكدت على انه من المهم عدم التركيز على الحرب من خلال عدسات رؤية مرتبطة بالماضي، وإنما يجب التركيز على فهم المزاج المعاصر.
وتابع التقرير أنه كما كان متوقعا، فإن الباحثين في "أمريكان انتربرايز" اتفقوا بدرجة كبيرة على أن الغزو كان مبررا في ذلك الوقت، وأنه في حالة حدوث اي اخفاقات، فإنها تقتصر على وقوع أخطاء مرتبطة بالتنفيذ، خصوصا في الغزو والاحتلال الذي تبعه.
وخلال الندوة، تم تقديم عدد من التفسيرات للحرب من قبل متحدثين مختلفين، حيث ركز نائب مستشار الأمن القومي في عهد جورج بوش، ستيفين هادلي على ما نسيه الأمريكيون خلال ال20 سنة التي أتت بعد الغزو، بما في الرعب الذي شعر به الشعب الأمريكي والإدارة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وهجمات الجمرة الخبيثة التي تلت ذلك، والخوف العام من اسلحة الدمار الشامل، وكيف تضافرت كلها لتحول بوش الى رئيس في زمن الحرب.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر هادلي "كيف كان صدام حسين وحشيا بالنسبة لشعبه، ومن خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات ضد إيران، وغزو الكويت 1990، واستخدام الاسلحة الكيماوية ضد شعبه من الكورد".
وبحسب رواية هادلي، فإن البديل عن الغزو الأمريكي، كان سيتمثل في منح صدام حسين "بطاقة مجانية للخروج من السجن"، وان يتم رفع العقوبات وتكون بغداد بذلك قد تحركت لتطوير اسلحة دمار شامل، وربما يكون العراق قام بغزو الكويت مجددا، وربما غزا دولا أخرى، كالسعودية.
أما الباحث روبرت كاجان، الذي تحدث خلال لقاء منفصل إلى جانب المؤرخ ملفين ليفلر، فقد اعتبر أن القوة الدافعة لشن الحرب لم تكن اسلحة الدمار الشامل لصدام ، ولا لأنها كانت جزءا من الحرب على الإرهاب، ولا من أجل السيطرة على النفط العراقي، وانما الهدف هو السعي وراء التفوق، أو على حد تعبيره "محاولة تعزيز ما يبدو أنه نظام عالمي ديمقراطي بإمكاننا دعمه".
ونقل التقرير عن كاجان قوله إن جانبا من سبب عدم شعبية الحرب بين الأمريكيين خلال العقدين الماضيين، هو أنهم اساءوا فهمها على انها جزء من الحرب العالمية على الإرهاب بدلا من كونها استمرارية لمشروع أواخر القرن الـ20 الهادف الى اقامة النظام العالمي الليبرالي وحمايته.
ولفت التقرير إلى أنه في اللحظات القليلة التي تطرق فيها المتحدثون على مسألة الآثار طويلة المدى للحرب، فإن كاجان كان يرفض المخاوف بشأن كيفية تأثير الحرب على مكانة واشنطن العالمية، وتجاهل ايضا الطريقة المحايدة التي تجاوبت بها معظم دول الجنوب للحرب في أوكرانيا، والجوانب الأخرى من الصراع في العراق التي أدت إلى تراجع الثقة بالولايات المتحدة.
واكد كاغان "ان الفكرة القائلة بان الولايات المتحدة عانت من ضربة دائمة لموقعها في العالم، تتناقض مع ما نراه في كافة أنحاء العالم اليوم. وكل ما نسمعه من بقية العالم- ما لم تكن روسيا او الصين او ايران- هو انهم يريدون المزيد من امريكا، وليس أقل".
ترجمة: وكالة شفق نيوز