"أكتاف الأنهار".. انتهاك للمحرّمات من نوع آخر في العراق

"أكتاف الأنهار".. انتهاك للمحرّمات من نوع آخر في العراق
2025-06-05 11:47

شفق نيوز/ تتعرض الأنهار بصورة عامة في العراق إلى تجاوزات مختلفة، منها نصب محطات وفتح منافذ فيها، واستغلال أكتاف الأنهار بإنشاء الأبنية من قِبل المتجاوزين، أو مشيدات ثابتة ضمن محرّماتها، فضلاً عن استغلال لشق طرق مجاورة للأنهار ما يؤدي إلى حصول حوادث سير، فيما لا تستطيع الحكومة تسييجها بسبب عمليات الكري.

وتقسم الأنهار حسب تصريف النهر إلى (رئيسي، موزع، حقلي)، وهذه يتم تحديدها وفق ضوابط المحرّمات في وزارة الموارد المائية، "حيث لكل نهر محرّم، وبعض المحرّمات يصل إلى 50 متراً، وبعضها 25 و15 و10 أمتار، وأقلّ محرّم 5 أمتار للقناة الحقلية الصغيرة التي ليس فيها أي فرع"، بحسب معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل في وزارة الموارد المائية، غزوان السهلاني.

ويؤكد السهلاني لوكالة شفق نيوز، أن "الأنهار بصورة عامة تتعرض إلى عدة تجاوزات، فبالإضافة إلى تجاوز الحصص المائية من نصب محطات وفتح منافذ، هناك استغلال لأكتاف الأنهار أما بإنشاء الأبنية من قِبل المتجاوزين أو إنشاء مشيدات ثابتة ضمن المحرّمات، في مخالفة لقانون استغلال الشواطئ".

ويضيف السهلاني، "كما هناك تجاوزات كثيرة من الطرق التي من المفترض أن يكون التبليط خارج محرّمات الأنهار، لكن ما يحدث وبسبب وجود الدور السكنية، تترك دوائر الطرق والبلدية إزالة الدور السكنية وتحاول أخذ محرّمات الأنهار التي وجدت لصيانة النهر وتنظيفه وتوسعته وإعادة تصميمه وتبطينه مستقبلاً، لذلك من الضروري الإبقاء على المحرّمات".

ويشير إلى أن "موافقات تقليص المحرّم تُعطى بشروط ولحالات حرجة في مناطق محددة بحيث لا تؤثر على تنظيف النهر ولا على توسعته مستقبلاً، وفي حال تم إعطاء استثناء باستغلال المحرّمات فهو يُعطى على شرط ترك مسافة لا تقل عن 10 أمتار من حافة أي نهر، ولمقطع معين من النهر، وليس على طوله".

لكن عضو لجنة النقل النيابية، زهير الفتلاوي، يلاحظ أن "المسافة التي تُترك ضمن شروط إقامة مشاريع الطرق على الأنهر لا يتم الالتزام بها، لذلك يلاحظ وجود طرق ملاصقة للأنهر في مخالفة لقانون الموارد المائية، في وقت لا تستطيع الحكومة تسييجها بسبب كري الأنهر".

ويضيف الفتلاوي لوكالة شفق نيوز، أن "مرور السيارات قرب الأنهر مع عدم وجود إشارات مرورية واضحة وإنارة للطرق قد تسبب الحوادث، خاصة لمن يسلك الطريق لأول مرة، حيث يتفاجئ السائق بوجود بزل أو نهر أمامه، لذلك من الضروري توسعة القناطر التي على الأنهار والمبازل".

ويوضح، أن "الكثير من المبازل يلاحظ أنها تأخذ من الجرف (أكتاف الأنهار) بسبب عدم التغليف الذي من مهام وزارة الموارد المائية، وهذا يعود إلى عدم صرف تخصيصات الوزارة من الموازنة الاتحادية لحد الآن، وإنما التشغيلية فقط، كما هو حال أغلب الوزارات الأخرى".

ويعتبر سير المركبات على الطرق التي قرب الأنهر "خطيراً، لذلك ينبغي قيادة المركبة بحذر في هذه الطرق والأفضل الابتعاد عنها قدر الإمكان، أما إذا كان الطريق رسمياً وبحالة جيدة وسالك، فيمكن السير فيه بسرعة 60 إلى 80 كم بالساعة"، وفق مدير شعبة الإعلام في مديرية المرور العامة، العقيد حيدر شاكر.

ويعزو العقيد شاكر تكرار الحوادث قرب الأنهر خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أنها "تعود إلى عدم التزام السائق بالتعليمات والقوانين المرورية، وعدم الانتباه أثناء قيادة المركبة، كما أن السير عكس الاتجاه خاصة على هذه الطرق قد يكون مميتاً، لذلك يعاقب قانون المرور رقم 8 لسنة 2019 بالغرامة 200 ألف دينار عراقي على هذه المخالفة".

ويدعو العقيد شاكر في الختام، السائقين، عند قيادة المركبات في جميع الشوارع سواء في بغداد أو المحافظات، على جوانب الأنهر أو في الطرق الرئيسة والسريعة، إلى "ضرورة الالتزام بالتعليمات المرورية وعدم ارتكاب أي مخالفة قد تؤدي إلى الحوادث منها استعمال الهاتف النقال والقيادة بسرعة عالية والابتعاد عن الإضاءة العالية (الزينون) وغيرها من المخالفات".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon