قصف وحشي في البصرة .. الاباتشي و F16 تلسع جلود السكان دون رحمة
شفق نيوز/ لم تعد معاناة اهالي محافظة البصرة مقصورة على ملوحة المياه، وفشل الحكومات المتعاقبة بتوفير الماء الصالح للشرب الى السكان، بل ان مصائب اخرى تقع يوميا على رؤوس البصريين، لانعدام الخدمات وغياب مشاريع البنى التحتية.
وتتمثل احدى المشكلات الجديدة في انتشار تجمعات المياه الآسنة والبعوض، الذي استوطن فيها بسبب عدم معالجتها، ذلك البعوض الذي تكاثر بصورة هائلة وتطور في الحجم، ما ادى الى تندر السكان، برغم مصائبهم، ليقارنوه بالطائرات السمتية.
يصف ابو احمد من اهالي منطقة الطوبة والنخيلة، الواقعة وسط البصرة الواقع المأساوي الذي تعيشه المنطقة نتيجة انتشار كميات كبيرة من البعوض التي احتلت المنطقة على حد وصفه، نتيجة تجمع كميات كبيرة من المياه الاسنة في المنطقة، ويؤكد ان ابناءه اصيبوا بامراض جلدية نتيجة ظهور انواع كبيرة من البعوض.
ويواصل ابو احمد حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلا، إنه "في ظل جائحة كورونا فان الملاكات الصحية ركزت على الوباء، في حين ان هناك اوبئة اخرى في البصرة اغلبها يحصل نتيجة ظهور انواع الحشرات الغريبة في ظل ارتفاع درجات الحرارة اللاهبة في البصرة"، مردفا "والدليل تطور حتى حشرات البعوض، التي لدينا لها صور متنوعة نتمنى ان يطلع عليها المختصون في الشأن البيئي والصحي في الجنوب".
مراسل وكالة شفق نيوز، حصل على صور ارسلها بعض المواطنين من اهالي قضاء ابي الخصيب الواقعة جنوبي البصرة، اذ يتحدث بعض المواطنين وباسلوب ساخر عن البعوض الذي اصبح ذو احجام كبيرة، وقد تطور في ظل تلوث بعض المناطق وعدم احتوائها على مشاربع للبنى التحتية، لا سيما الاراضي الزراعية منها؛ اذ يقول "ابو نرجس" لمراسل شفق نيوز، ان انواع البعوض التي تظهر في البصرة نسميها طائرات الاباتشي و (اف 16) نتيجة حجمها الكبير الذي يهجم على المواطين بلسعات حادة .
ويقول ابو نرجس، ان تسمية بعض اهالي قضاء ابي الخصيب للبعوض بهذا الاسم، هو نتيجة كبر حجم البعوض الذي يشبه الطائرة، قائلا "اننا سنزودكم كوكالة صحفية بالصور التي توضح كبر وحجم البعوض كانه طائرة ونستغرب كيف تظهر وتكبر هذه الحشرات في هذا العام في ظل جائحة كورونا"، مطالب المختصين في الصحة بـ"الا ينسوا حملات المكافحة لطائرات الاباتشي من البعوض الذي انتشر في قضاء ابي الخصيب".
من جانبه، يقول "ابو محسن" مختار منطقة احد اقضية البصرة، إن "حملات المكافحة انعدمت في هذا الصيف للحشرات، وحتى ان توفرت فانها ليست في جميع المناطق"، مبينافي حديثه يقول لوكالة شفق نيوز، ان "قضاء شط العرب اتسع بالمساحة السكانية وبدأ يتوسع بخلاف بقية السنوات الماضية، ونطالب المختصين في الصحة والحكومة الملحية بان ينفذوا حملات لمكافة البعوض والحشرات المختلفة التي بدأت تظهر مع ارتفاع درجات الحرارة اللاهبة في البصرة التي وصلت الى اكثر من 52 درجة مؤية".
أما "ام فراس" من منطقة المعقل الواقعة وسط محافظة البصرة، فتشكو عبر شفق نيوز، من انتشار الامراض الجلدية على اجساد ابنائها نتيجة لسعات البعوض، التي تاتي من بعض الانهر القريبة من المنطقة، لافتة الى ان "لون المياه الموجودة بات أحمراً ، نتيجة التلوث والمجاري المنتشرة بمحاذاة اكثر المنازل في المنطقة"، وتوضح، ان "لسعات البعوض والحشرات المتعددة الاخرى تسببت بطفح جلدي حتى للكبار وليس للاطفال فحسب".
ويرى ابو زهراء من اهالي منطقة القبلة، أن "حملات مكافحة البعوض توقفت بعد ان انتشرت حالات مرض كورونا"، معتبرا أن "الدولة عاجزة عن توفير حملات لمكافحة البعوض والحشرات التي لا نعرف من اين جاءت؛ مع اختلاف احجامها وشكلها الغريب".
كما يشير الى أن "بعض الادوية التي تشترى لا تنفع لمكافحتها"، مشددا "على الحكومة المحلية ودائرة البيئة والصحة باخذ دورها في توزيع حملات المكافحة، لأن البعوض هجم على اجساد اطفالنا".
وتعد البصرة ثالث أكبر مدن العراق، وتقع في أقصى جنوب البلاد على الضفة الغربية لشط العرب، وهو المعبر المائي الأول، كما تعتبر البصرة العاصمة الاقتصادية، ويبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2014.
