في اليوم العالمي ضد العنف الجنسي.. إيزيديات يستذكرن مآسي داعش وتوجيه أممي للعراق بانصافهن
شفق نيوز / ست سنوات مرت على النكبة التي تعرضن لها الإيزيديات، جراء بطش تنظيم داعش إبان استباحته لثلث مساحة العراق، ومناطق أوسع من سوريا.
الناجيات الإيزيديات ما زلن يعانين الأمرين، مرارة الاغتصاب والإرغام على جعلهن جواري وإماءً، ومرارة عدم إنصافهن بالشكل المبتغى والمطلوب.
اليوم العالمي ضد العنف الجنسي
ويعتبر (19 حزيران) من كل عام، يوماً عالمياً للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، ولا شك أن هذا اليوم يعني الكثير للنساء الايزيديات اللاتي تعرضن لأبشع أنواع العنف الجسدي والاغتصاب على يد عناصر التنظيم المتشدد، بعد اجتياحهم لمناطق سنجار عام 2014.
وبهذا اليوم، استذكرت نساء إيزيديات تحررن من قبضة تنظيم داعش، معاناتهن أثناء الاختطاف، وذلك خلال حدثيهن لوكالة شفق نيوز.
ناجيات من داعش
هناء (25) عاماً، ناجية إيزيدية من قبضة داعش، تحدثت للوكالة، عن قصة معاناتها، قائلة "كانوا يعاملوننا كعبيد وخادمات، تارة يضربوننا، وتارة يقومون باغتصابنا".
وأضافت وعيناها تدمع: "كنت أتناول أدوية منع الحمل، حرصا على عدم الإنجاب منهم"، مردفة بالقول "ذات مرة حاولت الانتحار ولم استطع، بمجرد تفكيري بأهالي واقربائي".
وتعاني هناء، الآن بحسب قولها، من "أمراض مزمنة، كما أنها تعاني ظروفا إنسانية صعبة، خصوصا أنها وحيدة الآن، لكون عائلتها جميعهم مازالوا مفقودين ولا أحد يعرف شيئاً عن مصيرهم".
خوخي، ناجية أخرى من داعش، تمكنت من الفرار من مخيم الهول عام 2020، بعد أن قام أحد اقربائها بانقاذها عبر دفع أموال طائلة إلى أحد المهربين، بحسب ما تحدثت لوكالة شفق نيوز.
واستذكرت خوخي، الأيام المظلمة، عندما ألقي القبض عليها ومعها شقيقتها الصغيرة، بالقول "أتى أحد (أمراء داعش) وقام بتصنيف الفتيات من الأجمل إلى الأقل جمالاً".
وعن تعرضها للاغتصاب، لفتت خوخي، ملامح الإنهيار واضحة على وجهها، إلى أنها "كانت محجوزة حصراً لأمراء داعش، وأنها تعرضت للاغتصاب مرات عدة، وقاومت ذات مرة ولكن دون جدوى، ففي كل مرة قاومت تعرضت لضرب مبرح بالسياط".
2800 مازلنَ بقبضة داعش
بدوره، أكد مسؤول مكتب شؤون المختطفين والمختطفات الإيزيديات حسين كورو، لوكالة شفق نيوز، بقاء "2800 من النساء والأطفال حتى الان بيد داعش موزعين في العراق وسوريا"، لافتا إلى تحرير "3546 حتى الآن".
توجيه أممي بإنصافهن
من جانبها، أهابت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، إنغيبيورغ سولرون غِيشلادوتير، بالسلطات العراقية على "تمكين الناجيات للحصول على المستحقات كافة ذات الصلة الواردة في قانون (الناجيات الأيزيديات)".
ودعت غِيشلادوتير، الحكومة العراقية إلى "تكثيف جهودها لضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم الفظيعة، وضمان توفير الموارد الكافية، بما في ذلك الموارد المالية والبشرية، للوفاء باحتياجات ضحايا العنف الجنسي كافة في حالات النزاع".
وأضافت، أن "تشريع قانون الناجيات الأيزيديات في شهر آذار من هذا العام خطوة كبيرة نحو تلبية احتياجات الناجيات من الفظائع التي ارتكبها داعش في العراق".
وينص القانون على تقديم التعويضات والرعاية للناجيات وإعادة تأهيلهن في المجتمع. ويعد التنفيذ الكامل للقانون أمراً ضرورياً.