في العراق.. التجسس "سم قاتل" بعد انتهاء العلاقة الغرامية
شفق نيوز/ عندما انتهت علاقة رسل، مع حبيبها بعد قصة حب طويلة، لم تستطع نسيانه والمضى قُدماً، بل ظلت تتابعه في صمت من خلال مراقبة حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثر سلباً على صحتها النفسية.
رسل صاحبة الـ(33 عاماً) قررت متابعة حبيبها السابق من خلال حسابات مزيّفة لمعرفة هل سيرتبط بفتاة غيرها ومن ستكون؟، واستمر الحال لمدة عام كامل، تقول لوكالة شفق نيوز.
لكن رسل، وبعد أن جلست مع نفسها، قررت التوقف عن مراقبته على السوشيال ميديا، لإنعدام الفائدة مما كانت تفعله طوال تلك المدة، وبدأت بحياة جديدة حتى نست الماضي تدريجياً، بحسب قولها.
"بلوك" نعمة
مراقبة رسل لحبيبها ليست الأولى من نوعها منذ ظهور السوشيال ميديا، حيث هناك الكثير ممن فشلت علاقاتهم العاطفية لكن بقي أحد الطرفين على تواصل بشكل أو بآخر مع الحبيب السابق، من خلال طرق مختلفة، فمنهم من يتخذ "المراقبة الصامتة" لصفحته الشخصية، كما هو الحال مع رسل، والآخر يحاول التحدث إليه من خلال حساب مزيّف، فيما يقرر القسم الثالث الإقلاع نهائياً عن التواصل مع الحبيب السابق والاستفادة من زر الحظر "البلوك".
وهذا ما ذهبت إليه فاتن (25 عاماً) عندما قرر حبيبها الذي تقدم لخطبتها "إنهاء العلاقة فجأة دون تقديم أسباب مقنعة"، تقول لوكالة شفق نيوز: "بعد فسخ الخطوبة قررتُ حظر حسابه فقط، فلا يهمني ما سيفعل في حياته، وأرى أن (البلوك) نعمة".
مشكلات صحية
من جهتها، تؤكد الباحثة الاجتماعية، رغد صبار، أن "المراقبة بعد نهاية العلاقة قد تُسبب مشكلات اجتماعية ونفسية وحتى اقتصادية نتيجة الانشغال بالمتابعة لمعظم الوقت"، مُضيفة خلال حديثها للوكالة أن "المراقِب يبتعد تدريجياً عن العلاقات الاجتماعية وينغلق على ماضيه فقط دون الالتفات إلى ما حوله من أشخاص والبدء بحياة جديدة، ما يعرضه لمشكلات نفسية".
سم قاتل
بدوره، رأى أستاذ علم النفس في جامعة بغداد، أحمد الذهبي، أن "التتبع هو السم البطيء للقتل المخطط، فعندما تتبع الآخرين ربما يصبح لديهم نفور وتقتل هذه العلاقة، والفتاة تتميز بامتلاكها رادار رصد فعّال، لذلك قد يؤثر هذا التتبع على العلاقة وربما ينهيها".
ولخّص الذهبي خلال حديثه للوكالة، أربعة أسباب لإقلاع مستخدمي السوشيال ميديا التواصل مع حبيبهم السابق: "الأمل الكاذب للعودة مرة أخرى للعلاقة ذاتها، وقد تتحول المطاردة الافتراضية إلى أرض الواقع، وتأخر فترة التعافي من ألم الفراق، والاكتئاب نتيجة لاستمرار التعلّق بالعلاقة المنتهية".