غموض الفصائل صداع في رأس الحكومة العراقية وضربات واشنطن تبرهن حجم "التناقض"
شفق نيوز/ برهنت الضربة الأمريكية الأخيرة في بغداد، التي أسفرت عن مقتل القيادي في كتائب حزب الله العراقية "أبو باقر الساعدي"، الوضع الغامض الذي تعيشه الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران، إذ يعمل بعضها كجزء من قوات الأمن الرسمية، وخارج سيطرة الدولة في آن واحد.
هذا الوضع ترك حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في موقف حساس بشكل متزايد، في وقت تحاول تحقيق التوازن بين علاقاتها مع الولايات المتحدة والجماعات المسلحة التي تكون في بعض الأحيان في صراع مباشر مع القوات الأمريكية.
وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على العلاقة المعقدة بين الحكومة العراقية والجماعات شبه العسكرية مثل كتائب حزب الله، والولايات المتحدة.
كتائب حزب الله هي واحدة من أقوى الجماعات المسلحة في العراق، تم تشكيلها خلال فراغ السلطة الذي أعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
هذا الفصيل هو جزء من قوات الحشد الشعبي الآن، وقوات الحشد هي ائتلاف من الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من إيران في المقام الأول التي انضمت إلى القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن استولت على أجزاء كبيرة من العراق في عام 2014، وفقا للصحيفة.
وبينما أصبحت قوات الحشد الشعبي حليفاً لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش، هاجمت بعض الفصائل ومن بينها كتائب حزب الله، القوات الأمريكية في العراق، على مدار السنوات الخمس الماضية.
في عام 2016، أعلنت الحكومة العراقية، قوات الحشد الشعبي"تشكيلاً عسكرياً مستقلاً" داخل القوات المسلحة العراقية.
ومع ذلك، فإن بعض الجماعات التي تشكل قوات الحشد الشعبي هي أيضا جزء من المقاومة الإسلامية في العراق، التي شنت حوالي 170 ضربة ضد قواعد تضم القوات الأمريكية في العراق وسوريا على مدى الأشهر الأربعة الماضية.
وفي موقف متناقض، أدانت الحكومة العراقية الضربات على القوات الأمريكية بينما أدانت أيضا في كثير من الحالات رد الولايات المتحدة، ولا سيما عندما شنت ضربات في العاصمة أو ضربت فصائل قوات الحشد الشعبي التي لم يكن لها دور واضح في الهجمات على القوات الأمريكية، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ونقلت الصحيفة الأمريكية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، عن ريناد منصور، وهو زميل أبحاث كبير في تشاتام هاوس، قوله إن "الحشد الشعبي هو فعليا ذراع للحكومة العراقية، وإنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم يحمون الدولة، سواء من خلال القتال ضد داعش أو عن طريق اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة".
كما نقلت الصحيفة، عن لاهيب هيجل، كبير المحللين للعراق في مجموعة الأزمات الدولية، إشارته إلى أن بعض الجماعات المسلحة في قوات الحشد الشعبي لها دور مزدوج، وهو "عملهم ضمن نطاق الحكومة العراقية، والآخر ما يقومون به من عمليات (مقاومة) ضد الوجود الأمريكي".
وفي أواخر الشهر الماضي، أطلق المسؤولون العسكريون العراقيون والأمريكيون محادثات رسمية لإنهاء مهمة التحالف، ولكن تم إيقاف العملية بعد يوم واحد بعد هجوم بطائرة بدون طيار من قبل الفصائل المسلحة في العراق ضد قاعدة في الأردن أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وبينما تتصاعد التوترات بين القوات الأمريكية والفصائل المدعومة من إيران في العراق، رأى منصور، أن "الطرفين لا يريدان في الواقع مواجهة شاملة، أو حربا مباشرة، في العراق".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة والعراق من المرجح أن تواصلا العمل من أجل خروج قوات التحالف والتحرك نحو إقامة علاقات ثنائية بين البلدين.
في حين، رجح هيغل، أن تدفع الفصائل المتحالفة مع إيران، الحكومة العراقية إلى "جدول زمني متسارع" للتخلص التدريجي من التحالف، متوقعاً عدم مغادرة الولايات المتحدة "تحت تهديد الفصائل وسلاحها"، لذلك هناك حاجة إلى وقف التصعيد من أجل إجراء تلك المحادثات والوصول فعليا إلى بعض النتائج.