غارة إسرائيل على إيران تفتح باباً للتهدئة.. الجميع لا يرغبون بالتصعيد الآن
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "كونفيرزيشن" الاسترالية ان الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد ايران، تشير الى احتمالات تهدئة في الوقت الراهن، والتحول الى "حرب الظل" بين طهران وتل أبيب، واستبعاد الحرب المفتوحة، خصوصا في ظل تطورات المرحلة الانتخابية في الولايات المتحدة.
وبعدما أشار التقرير الاسترالي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى تبادل الضربات الذي جرى بين ايران واسرائيل والتي قال انها اثارت مخاوف واسعة بأن المنطقة بأكملها على وشك الدخول في مرحلة أكثر تصعيدا، الا انه اوضح ان الضربات الاسرائيلية الاخيرة ربما تكون قد نجحت بالفعل في نزع فتيل التوترات.
ولفت التقرير إلى أن العديد من المراقبين عبروا عن اعتقادهم أو مخاوفهم من ان ان يكون الرد الاسرائيلي على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في اكتوبر/تشرين الاول، كبيرا ويشكل عقابا، حيث ان لدى اسرائيل القدرة العسكرية اللازمة للقيام بذلك، الا انه بدلا من استهداف البنية التحتية الحيوية في ايران او المنشات النووية، فان اسرائيل اختارت توجيه ضربات "دقيقة وموجهة" لاستهداف قدرات الدفاع الجوي والصاروخية لإيران.
ورأى التقرير؛ ان المدى المحدود لهذه الهجمات الاسرائيلية يشير الى الى ان الضربة كانت محاولة توجيه رسالة قوية الى المرشد الاعلى الايراني والقادة العسكريين الايرانيين، ومفادها ان لدى اسرائيل القدرات من أجل توجيه ضربة الى قلب ايران، لكنها تجنبت تنفيذ هجوم شامل كان سيلحق المزيد من الاضرار بالاقتصاد الإيراني الضعيف.
وتابع التقرير؛ أنه بينما سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل إمكانية القيام بتقييم شامل لفعالية الضربات الاسرائيلية، الا ان المؤشرات توحي بأنها نجحت في الكشف عن نقاط الضعف في الدفاع الايراني عموما، موضحا ان نقاط الضعف يمكن استغلالها لاحقا ضد اهداف اخرى اكثر اهمية، على غرار منشآت إنتاج النفط والغاز او حتى مواقع الطاقة النووية، في حال لجأت إيران وحلفاؤها في "محور المقاومة" إلى الرد.
وفي المقابل، قال التقرير إن تصريحات القادة الإيرانيين تشير إلى أن التأثير العملياتي للهجمات الإسرائيلية، كان محدودا، لكنه لفت إلى أن بيان وزارة الخارجية الايرانية بينما اكد على ان إيران "لديها الحق في الدفاع عن النفس"، إلا أنه في الوقت نفسه اشار الى ان إيران "ستتمسك بالتزاماتها من أجل السلام والاستقرار الإقليميين".
واعتبر التقرير؛ أن هذا الموقف يعكس فكرة ان "إيران لا تسعى على الفور الى الانتقام وتصعيد التوترات بشكل أكبر".
ومع ذلك، نوه التقرير إلى أن ذلك يمكن أن يتغير وأنه من الممكن أن تعطي الرسائل الإضافية التي يوجهها المرشد الاعلى السيد علي خامنئي او قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني، اشارات اكثر وضوحا عما إذا كانت إيران ستسعى إلى الانتقام وكيف قد تقوم بذلك.
واضاف ان ايران في الوقت نفسه، تدرك تأثير هذا التصعيد، واحتمال تعرضها للمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة والدعم المتزايد المؤمن لإسرائيل، واحتمال تضرر اقتصادها المتعثر، ولهذا فانها تقوم بحسابات دقيقة بان العودة الى الوضع الذي كان قائما قبل التصعيد مع اسرائيل، يصب في مصلحتها.
وبالنسبة الى واشنطن، رأى التقرير أن "العودة إلى حرب الظل بين اسرائيل وايران، بدلا من الحرب المفتوحة، سوف تكون موضع ترحيب في واشنطن".
ولفت التقرير الى انه منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول 2023، فان ادارة الرب جو بايدن "وجدت نفسها عالقة بين التزامات ومخاوف متنافسة، ما بين دعم اسرائيل، الحليف القديم، وفي الوقت نفسه عدم استعداء الحكومات العربية الصديقة ومحاولة تجنب توسع الصراع الى حرب شاملة في المنطقة".
وفي اشار التقرير الى الايام الانتخابية في الولايات المتحدة، قال ان الحملة الديمقراطية بشكل خاص تحاول ان تحقق التوازن بين دعمها لكتلة تصويت يهودية مؤيدة لاسرائيل بنسبة كبيرة، وفي الوقت نفسه عدم الحاق الضرر باصوات الناخبين المسلمين المهمة في الولايات الرئيسية، ولا باصوات الناخبين الشباب الاكثر تاييدا للفلسطينيين.
واضاف التقرير ان تصاعد الحرب في المنطقة لا يساعد البيت الأبيض في هذا المجال، وان علاقة الرئيس بايدن منذ عقود ببنيامين نتنياهو لم تؤد الى النتائج التي سعت اليها الادارة الامريكية لوقف اطلاق النار في غزة ولا في لبنان، مشيرا الى انه مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية، فان التوترات المتزايدة في الشرق الاوسط على جبهات مختلفة، قد تؤثر على كيفية رؤية الناخبين لنائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب، خصوصا في ولاية ميشيغان التي تمثل ساحة المعركة، حيث قد تخسر الحملة الديمقراطية أصوات الأمريكيين العرب والمسلمين الذين يشعرون بالغضب من موقف إدارة بايدن المؤيد لإسرائيل.
وبرغم أن التقرير لفت إلى صعوبة التكهن بما قد يحدث لاحقا في الشرق الاوسط، الا انه قال ان الامر قد يتطلب اياما او اسابيع او حتى اشهر من اجل تقييم ما إذا كانت الغارة الجوية الأخيرة لإسرائيل، ستؤدي الى مفاقمة التوترات بين ايران واسرائيل، او ما اذا كانت تعكس ديناميكية أكثر تهدئة في المنطقة.
وختم التقرير بالإشارة إلى وجود أسباب وجيهة للاعتقاد بأن صناع القرار في إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، يدركون أن التصعيد الإضافي ليس في مصلحة أحد، مضيفا ان الطلقات الاسرائيلية الاخيرة، ربما تكون قد قادت الى ارضاء اسرائيل بدرجة معينة، في حين وفرت لطهران الفرصة لتقول انه ليست هناك حاجة للرد على الهجوم الإسرائيلي.
ترجمة: وكالة شفق نيوز