ضغوط أمريكية بلا جدوى.. روسيا تغرق آسيا بالنفط والعراق بين المستفيدين
شفق نيوز/ تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً "بلا جدوى" على دول آسيوية بينها الهند، من أجل ألا تقبل على شراء النفط من روسيا، الا ان النفط الروسي أصبح ثاني أكبر مصدر للسوق الهندي بعد النفط العراقي مباشرة.
وأوضحت صحيفة "ميدلاند ديلي نيوز" الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الهند وغيرها من الدول الاسيوية اصبحت مصدراً حيوياً كبيراً لعائدات النفط بالنسبة الى روسيا بالرغم من الضغوط القوية التي تمارسها الولايات المتحدة حتى لا تزيد تلك الدول من وارداتها من النفط الروسي، في وقت أوقفت دول اوروبية استيرادها للنفط الروسي التزاماً بالعقوبات على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة الى ان هذه المبيعات تعزز العوائد المالية للصادرات الروسية في وقت تحاول فيه واشنطن والدول الحليفة لها، الحد من التدفقات المالية على الخزينة الروسية والتي تمول حملتها العسكرية على اوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، نقلت وكالة "اسوشيتد برس" الامريكية عن معهد الابحاث والطاقة الفنلندي، الذي يتخذ من هلسنكي مقرا له، ان روسيا حققت 93 مليار يورو (97.4 مليار دولار) كعائدات من صادرات النفط في الايام المائة الاولى من غزوها لاوكرانيا، بالرغم من تراجع مستويات التصدير.
واشار التقرير الى ان هذه العائدات تشكل 40% من ميزانية الدولة الروسية وتساهم صادرات النفط بالتالي كعامل رئيسي يمكن الجيش الروسي من الاستمرار بحربه.
واوضحت الوكالة الامريكية ان الهند المتعطشة للنفط والتي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، استهلكت ما يقرب من 60 مليون برميل من النفط الروسي خلال العام 2022 حتى الآن، مقارنة بـ12 مليون برميل في العام 2021 بالكامل، وذلك وفق ما تظهره ارقام "شركة كيبلر" لتحليل البيانات حول السلع الاساسية، في حين ان الشحنات الى دول اسيوية أخرى، مثل الصين، ازدادت في الشهور الاخيرة وانما بدرجة اقل.
وذكّر التقرير بتصريح لرئيس الوزراء السريلانكي، رانيل ويكرميسينيغ، وقوله مؤخرا ان بلاده قد تكون مضطرة الى شراء المزيد من النفط من روسيا فيما تبحث بصعوبة عن الوقود لابقاء العجلة الاقتصادية مستمرة في ظل أزمة اقتصادية سيئة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "فري اكسبرس جورنال" الهندية ان روسيا تواصل جني مبالغ مالية كبيرة من خلال بيع النفط والغاز، على الرغم من تعرضها لعقوبات اكثر صرامة في جميع انحاء العالم منذ الغزو.
واوضح التقرير الهندي ان العقود الهندية لشراء خام نفط الاورال، وهو النوع الاكثر شيوعاً في التصدير من جانب روسيا، وذلك خلال شهور اذار/ مارس ونيسان/ ابريل وايار/ مايو وحزيران/ يونيو، بالاضافة الى توقعات التسليم في تموز/ يوليو وآب/ اغسطس (حوالي 66.5 مليون برميل في المجموع)، تتجاوز بمجموعها الكمية التي جرى شراؤها خلال العام 2021 بأكمله.
وبعدما اشار التقرير الى ان واردات الهند من النفط الروسي، ارتفعت من 100 الف برميل يوميا خلال شباط/ فبراير الى370 الف برميل يوميا في نيسان/ ابريل، ثم الى870 الف برميل يوميا في ايار/ مايو.
وتابع التقرير ان واردات النفط الروسي اصبحت الان ثاني اكبر مصدر للهند بعد الواردات من العراق، مضيفا ان الهند تعد ثالث اكبر مستهلك للنفط في العالم، و80% منه يتم استيراده من الخارج.