صورة قاتمة للمشهد العراقي.. سياسيون: النظام الحالي لا جدوى منه

شفق نيوز/ اعتبر سياسيون عراقيون، يوم الخميس، أن السلطة في البلاد باتت محتكرة من قبل أحزاب وجهات سياسية متنفذة ومسيطرة على الدولة ومقدراتها منذ سقوط نظام صدام حسين ولغاية الآن، في حين حذروا من استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل تراجع الخدمات وتفشي الامية والبطالة والفساد داخل المجتمع، راوا ان الانتخابات لم تعد ممارسة ديمقراطية في ظل عزوف الاغلبية عن المشاركة فيها.

هذه الآراء عبر عنها سياسيون عراقيون في جلسة حوارية تحت عنوان "المشهد السياسي في العراق" ضمن ملتقى السليمانية بنسخته التاسعة.

ومن بين هؤلاء السياسيين ليث كبة الذي قال خلال الجلسة: "توجد سلطة متمركزة بالعراق بنيت على المحاصصة، وقد احتكرت كتل سياسية كبرى تلك السلطة مستمدة قوتها من مقدرات الدولة".

وأضاف أنه "يوجد جو من الاضطراب يضرب العراق في الأشهر المقبلة متأثراً بالتحولات الكبيرة في المنطقة والعالم في ظل مليون ولادة سنويا، و500 ألف خريج وعاطل يبحثون عن فرص عمل ووظائف، في حين أن النظام الاقتصادي في البلاد عاجز بالكامل عن تلبية تلك المطالب، وارتفاع نسبة الأمية بشكل ملحوظ".

كما أشار كبة إلى أنه "لا يوجد حزب حاليا يستطيع ايجاد الحلول لمشاكل البلاد مع تراجع إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات سوى نسبة بسيطة مكّنت الكتل الكبيرة من الفوز بالانتخابات الاخيرة بينما امتنعت الاغلبية عن المشاركة"، منوها الى ان النظام السياسي الحالي في العراق قد وصل الى طريق مسدود.

ومضى المحلل السياسي "اعتقد أمام النخبة السياسية تحدٍ بالخروج من المأزق القادم"، معللا ذلك بأنه "لدينا الملايين من الناس يفتقرون للتعليم، والصحة، والخدمات، والى فرص عمل ولدينا فجوة حقيقة بين الدولة والسلطة والحكومة".

ورأى كبة ان "العراق يحتاج الى منصة للنخب السياسية الوطنية بأن تجمع رصيدها مقابل الأحزاب التقليدية التي تراجع رصيدها في العراق".

واعتبر أنه "من أجل وضع على العراق على سكة إنشاء دولة حديثة يأتي ذلك من خلال تعزيز الصلة مع اقليم كوردستان وفعلا الاقليم شبه مستقل يتعين أن يكون العراق كله إقليما وليس اقاليم".

وانتقد كبة "تسييس الدين في العراق"، مردفا بالقول إنه "يتعين أن تكون الدولة فوق مفهوم الدين، ونحتاج الى دولة حديثة وقوية تمارس دورا مباشرا في بناء القطاعات، وتحتاج الى فرز ذكي من الجانب السياسي".

من جهته يرى جمال الضاري الأمين العام لحزب المشروع الوطني، بأن "هناك عزلةً تامة وفجوة بما تفكر به الطبقة السياسية في العراق وما يراد ان يروج له"، مردفا بالقول إن "الديمقراطية ليست صندوق الانتخابات بل هي التداول السلمي للسلطة، ومحاربة الفساد، واتاحة الفرص للآخرين".

وأضاف أن "الانتخابات تخوضها أحزاب لا يُطبَّقعليها قانون الاحزاب، ولا تتم مساءلة هذه الاحزاب كيف تدير حمالاتها الانتخابية".

وتابع الضاري قائلا، ان هناك اصراراً من الطبقة السياسية للدفع بهذا النظام، والغرض منه استمرارهم في سدة الحكم"، مشيرا الى أنه "اذا لم يكن هناك جدوى من هذا النظام السياسي الحالي، فإنه يتعين مساعدة العراقيين لاصلاح وضعه".

وأما مقرر حركة الموقف الوطني، علي حمه صالح، قد قال "التنافس الانتخابي سيكون صعبا، ولكن لا بديل لدينا سوى العملية الانتخابية"، مضيفا "نحن مضطرون على اجراء تغييرات تدريجية على الوضع الراهن في البلاد عبر البرلمان فقط لا غير".