شاولين كونغ فو في رحلة فريدة من الصين الى السُليمانية
شفق نيوز/ يعتبر مركز التدريب شاولين كونغ فو بمدينة السُليمانية في كوردستان الوحيد من نوعه في المنطقة حيث تعلم الألوف فيه فنونا قتالية للدفاع عن النفس على مدى السنوات القليلة الماضية.
ويفخر المدرب برهان كامل محمد بنفسه بأنه الوحيد في السُليمانية الذي يُدَرب الشباب على حركات شاولين كونغ فو.
وبدأ محمد (33 عاما) تعلم تلك الرياضة وهو صغير حيث علَم نفسه المهارات الأساسية اللازمة قبل أن يلتحق بمركز لفنون الدفاع القتالية بالمدينة. وتدرب في الصين لمدة سبع سنوات على يد أساتذة في اللعبة ونال دبلومه فيها.
وما أن عاد من الصين افتتح محمد مركزه في 2008 بهدف نشر وتبادل ذلك الفن الرائع الذي قال إنه يحظى بشعبية بين الشاب بسبب عشقهم لنجوم سينمائيين.
وقال برهان كامل محمد "هذا مركز التعليم الوحيد (لهذه الرياضة) في كوردستان والعراق والعالم العربي. وأنا الشخص الوحيد الحاصل على دبلوم في هذا الفن من الصين وأول كوردي يدرس هذا الفن في الصين. هذا الفن يختلف عن فنون الكونغ فو الأخرى وهو أكثر شعبية وإمتاعا. ويمارس نجوم سينما أمثال بروس لي وجاكي شان وجيت لي هذا الفن ويحب جمهورهم -لاسيما الشباب- تعلم هذه الألعاب بسبب حبهم لهم. وهذا شجعني على افتتاح هذا المركز". بحسب ما اورده موقع middle-east-online وتابعته شفق نيوز.
ومنذ تأسيس هذا المركز تعلم ألوف فن الدفاع عن النفس من محمد.
وقال مُدرب شاولين كونغ فو "تلقى أكثر من عشرة آلاف طالب تدريبهم وتخرجوا من المركز. حاليا لدينا ما يزيد على 1400 طالب وطالبة يتلقون تدريبهم في مناوبات. هذا الفن شائع جدا لاسيما بين النساء والفتيات. شاولين كونغ فو يسهم في تحسين الصحة البدنية والعقلية وإطالة العمر."
ولا يحقق المركز أرباحا وقال مالكه ومديره إن ذلك دفعه لأن ينفق عليه من ماله الخاص في ظل غياب أي دعم له من أي جهة.
وتتراوح أعمار طلاب المركز بين أربع سنوات و60 عاما. وهو يعمل أربع نوبات في اليوم ودورتين في الأسبوع لكل مستوى.
ويتعين على كل طالب أن يدفع 50 ألف دينار عراقي (نحو 40 دولارا) في الشهر إضافة إلى 30 ألف دينار أخرى (23 دولارا) لملابس وأحذية التدريب.
وأضاف محمد "لأنه فن صيني فانه يتطلب أسلحة وملابس لا يمكن أن نجدها في إيران وتركيا أو دول أخرى مجاورة.. لذا لزم عليَ أن أجلبها من الصين. في البداية كان الأمر صعبا نسبيا لي لأنه يحتاج لكثير من المال. ومع ذلك نجحت في تطوير المركز على مر السنين بدون مساعدة أي طرف سواء اللجنة الأولمبية أو حكومة كردستان. كان الأمر صعبا بالفعل لدرجة أني اضطررت في بعض الأحيان أن أبيع بعض ممتلكاتي الثمينة لتوفير التمويل للمركز".
ومن بين من يتدربون في المركز طالبة تُدعى باسوز محمد قالت إنها استفادت كثيرا بدنيا ونفسيا من التدريب.
وأضافت "أتدرب على شاولين كلاسيك منذ عام ونصف. المدرسة تختلف بالفعل عن المدارس الأخرى في المدينة. حقيقة أن فن شاولين صعب جدا لاسيما بالنسبة للنساء لكنه مفيد للغاية بدنيا ونفسيا. يساعد في جعل الشخص أقوى روحيا وبدنيا ويساعده في الدفاع عن نفسه".
وأوضح طالب يُدعى أحمد ماجد أن التدريب ساعده في زيادة ثقته بنفسه وأهَله للدفاع عن نفسه إذا تعرض لاعتداء.
وقال "كان صعبا عليَ في البداية لكني تمرنت كثيرا واعتدت الأمر. وحاليا أشعر بأن صحتي على ما يرام تماما بفضل هذه اللعبة التي اخترتها لأني لا أحب أن أتعارك مع الناس. لكن بمقدوري الدفاع عن نفسي بها لأن علينا ألا نمارسها بطريقة هجومية. تتطلب منا وتُعلمنا أن نمارسها بطريقة دفاعية".
ومعبد شاولين الذي أُنشئ قبل 1500 عام هو المعبد الرئيسي لمدرسة شاولين التي تُدَرس البوذية حتى اليوم.
وجرى تطوير حركات شاولين كونغ فو التي تُعرف أيضا باسم شاولين البوذية في معبد شاولين البوذي بإقليم خنان بالصين. وأصبحت شاولين كونغ فو واحدة من أكبر مدارس الكونغ فو بفضل حركاتها الثرية وتاريخها الذي يعود لأكثر من 1500 عام.