سكانها يخشون انتقاد "الإهمال".. وضع "كارثي" في مدينة عراقية "غير صالحة للعيش" (صور)
شفق نيوز/ يعاني قضاء عفكَ في محافظة الديوانية من "واقع مأساوي" جرّاء نقص الخدمات وتهالك البنى التحتية، فضلاً عن قلّة المدارس والمراكز الصحية، بالإضافة إلى أزمة مياه حادّة قضت على الزراعة، إلى جانب ارتفاع البطالة بين الشباب، حتى بات القضاء "غير صالح للعيش".
ويقع قضاء عفك ضمن منطقة الفرات الأوسط، على بعد 30 كم شمال شرق من مدينة الديوانية مركز المحافظة، وجنوب العاصمة بغداد على بعد نحو 180كم.
ويقدر إجمالي سكان قضاء عفك بنحو 180 ألف نسمة حسب تقدير حكومي عام 2014، وأغلب سكنته يمتهنون الزراعة وتربية الحيوانات، إذ يضم القضاء أراضٍ زراعية واسعة، ومن أهم منتجاته القمح والشعير.
وضع "كارثي"
يتعرض أهالي قضاء عفك إلى أزمات متعددة يومياً، "كما هو وضع باقي الأقضية والنواحي والقرى وحتى مركز مدينة الديوانية، نتيجة تهالك البنى التحتية والنقص في الخدمات، فضلاً عن أزمة المياه وجفاف نهر عفك، في ظل عدم وجود معالجات حكومية لهذه التحديات".
هذا ما أفاد به الناشط السياسي، عمار المياحي، ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "قضاء عفك ليس فيه أدنى مقوّمات العيش الكريم، لذلك وضعه كارثي، ولن يتغير حاله الا بتغيير طريقة إدارة الدولة لهذه الأزمات، وتغيير الحكومة المحلية وإدارة القضاء الذين ثبت تقصيرهم في عملهم".
إهمال متعاقب
ويشير المواطن أبو علي من أهالي عفك، إلى أن "القضاء لم يتمتع بما يكفي من اهتمام الحكومات المتعاقبة، إذ يعاني من الإهمال ونقص الخدمات، منها عدم تعبيد الشوارع، وقلّة وتقادم المدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى خسارة الزراعة".
وبين لوكالة شفق نيوز، أن "هذا الواقع دفع الأهالي وخاصة الفلاحين للهجرة إلى المدينة".
من جهته يقول الناشط سيف علي الغالبي، من أهالي القضاء، متحدثاً عن وضع المدارس "هناك مدارس كرفانية آيلة للسقوط وأخرى مهدمة"، ويشرح مفصّلا "مدرسة (أقرأ) الابتدائية المختلطة مهدمة، ومدرسة (الجولان) آيلة للسقوط، أمّا مدرسة (الحسين) فهي كرفانية".
ويضيف الغالبي لوكالة شفق نيوز "بسبب قلّة المدارس وبُعد المسافة يتعرّض التلاميذ لمخاطر الطريق أثناء ذهابهم وعودتهم، ومؤخراً توفى أحد التلاميذ أثناء عبوره الشارع العام في القضاء".
أزمة المياه
وعن المياه يوضح الغالبي، أن "القضاء يعاني من أزمة مياه حادّة، ما اضطر أهالي قرى عفك (ال برجود، والكرينات، والحزامات، وسيد غازي، والثريمة، وغيرها)، إلى حفر الآبار واستخدام مياهها المشبّعة بالكبريت للاغتسال، ما أدى إلى تساقط شعرهم وإصابتهم بأمراض جلدية".
ويتابع "أما شط قضاء عفك فقد تعرض للإهمال ورمي المياه الثقيلة (المجاري) فيه، حتى بات ملوّثاً بالكامل، فيما يعمد الأهالي إلى شراء مياه الشرب بسعر 11 ألف دينار للسيارة الحوضية الواحدة (تنكر)".
مصانع مغلقة
وفيما يخص المصانع، يقول الغالبي إن "قضاء عفك فيه ثلاثة مصانع للأسفلت، والطابوق، والنسيج، كلها مغلقة، ما تسبب بارتفاع نسب البطالة بين الشباب والخريجين الذين يضطرون مغادرة القضاء والهجرة إلى المحافظات الأخرى للعمل".
ويشير إلى أن "القضاء ليس فيه شارع نموذجي واحد، كما ليس هناك مدينة ألعاب للأطفال، أما المتنزهات التابعة للبلدية فهي مهدّمة ومتهالكة وتفتقر إلى الإنارة وألعاب الأطفال".
وينبّه الغالبي إلى أن "أهالي القضاء يتجنبون الحديث عن معاناتهم والمطالبة بحقوقهم خوفاً من رفع دعاوى عليهم، إذ أن قضاء عفك ليس محروماً من الخدمات فقط، وإنما حتى من الشكوى ووصل الحال إلى درجة الخوف من كتابة منشور ينتقد فيه المواطن الواقع الخدمي بسبب تكميم الأفواه الحاصل في القضاء".
جهود حكومية
بدوره يؤكد قائمقام قضاء عفك، ماجد المنذور، أن "شح المياه مشكلة أساسية ورئيسية في القضاء، ما يستوجب وضع مديرية الموارد المائية معالجات سريعة خاصة أن القضاء والمحافظة عموماً تعتمد على الزراعة".
ويوضح المنذور خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "لدى مديرية الموارد المائية أربعة سيارات حوضية تنقل بواسطتها المياه إلى القرى والأرياف، كما أن موازنة 2023 تتضمن نقل أنبوب للمياه الخام إلى المجمعات الموجودة في القرى، وهذا سوف يُساهم نوعاً ما في معالجة شح المياه".
وفيما يتعلق بالمدارس، يبين أن "هناك أربع مدارس من القرض الصيني في داخل القضاء، ووصل العمل فيها ما نسبته من 60 إلى 70%، وبإكمالها سوف ينتهي الدوام الثنائي، ولا يوجد في القضاء دوام ثلاثي أو رباعي كما في مناطق أخرى".
أما بخصوص الخدمات البلدية، فقد ذكر المنذور أن "تعبيد الشوارع توقف في الوقت الحالي لحين عمل شبكة الصرف الصحي التي تضمنتها موازنة 2023".