"زوم" عراقي أمريكي يخلق صورة نمطية إيجابية: العراق لا زال حياً وانظروا للجانب الآخر من الرواية
شفق نيوز / يثير تقرير نشره موقع "إيندي ويك" الأمريكي، حواراً افتراضياً بين طلبة جامعيين عراقيين وأمريكيين يجري بشكل أسبوعي على منصة "زوم ZOOM" أسهم في تغيير الصورة النمطية لكلا الطرفين عن وضع العراق، وفيما يبين أن اللقاء يجري بين الطرفين كجزء من مبادرة بناء السلام من جانب جامعة الموصل مع جامعة نورث كارولينا الامريكية، يؤكد طرفي الحوار رغبتهم بأن يرى العالم العراق "على قيد الحياة".
ويقول تقرير لموقع "إيندي ويك" الأمريكي ترجمته وكالة شفق نيوز إن " برغم المسافة الفاصلة الممتدة على طول 10 آلاف كيلومتر، الا أن طلاباً من العراق أقاموا خط تواصل افتراضي مع نظرائهم الطلاب في جامعة نورث كارولينا الأمريكية ما يساهم في تغيير الصور النمطية السائدة بين الطرفين، وتطوير التفاهم المشترك".
وتطرق التقرير إلى "تجربة مشتركة بين الطالبة في جامعة الموصل نورا الجدوع التي كانت قبل عامين تسعى الى مغادرة العراق، والطالبة في جامعة نورث كارولينا ايدن يوسف التي لم تكن واثقة من أنها ستتمكن من رؤية العراق في يوم من الايام".
ويوضح التقرير الامريكي إن "بفضل المبادرة المبتكرة لبرنامج التبادل الافتراضي بين جامعة الموصل مع جامعتي شابيل هيل وغرينزبورو في نورث كارولينا، يتطور الفهم المتعلق بالعراق والولايات المتحدة، حيث اكتشف الطلاب من البلدين ان بينهم الكثير من الامور التي بامكانهم التشارك حولها وتعلمها من خلال تواصلهم الافتراضي أسبوعيا عبر تطبيق (زووم)".
وبعدما لفت التقرير الى ان "تنظيم داعش سيطر على الموصل من العام 2014 حتى العام 2017، حيث قتل آلاف المدنيين واغلقت المدارس وجرى تدمير القطع الاثرية والمواقع التاريخية"، نقل عن الجدوع قولها انه "برغم ان الموصل كانت في حالة حرب، وقد تم تحريرها للتو ولا تزال تتعافى، الا انه في الوقت نفسه إذا كنت على تواصل مع الشباب هنا، فانك سترى مواهب مذهلة وانجازات حقيقية".
وتوضح الجدوع انه "إذا كنت سألتني قبل عامين، ساقول لك انني اريد مغادرة العراق والا اعود ابدا وانه لا مستقبل لي هنا".
ويشير التقرير إلى أن "الدروس التي تتلقاها الجدوع في جامعة الموصل الهمتها لكي تبقى، وإن نظرائها في جامعات نورث كارولينا، يشجعونها لكي تطور نفسها أكثر"، مبينة بقولها "أتفاجأ أسبوعيا بأفكار جيل الشباب".
ويبين التقرير الأمريكي إلى أن "في صباح أحد أيام السبت، سأل طالب من جامعة نورث كارولينا الطلاب العراقيين ما الذي يمكن أن يثير لديهم الأمل، وتحدثت الجدوع عن حماستها من أجل فكرة إعادة فتح مكتبة للجامعة والتي كان مسلحو داعش قاموا باحراقها في العام 2015 برغم انها كانت تضم أكثر من مليون كتاب وخريطة ومخطوطة عمرها قرون وهو ما شكل خسارة لا حدود له".
"الموصل على قيد الحياة"
من جهتها، تتحدث آيدن يوسف التي نشأت ضمن أسرة عراقية في مدينة غولدزبورو في نورث كارولينا الأمريكية، عن "صعوبة الحياة في ظل الصور النمطية السائدة عن مسقط رأسها في العراق".
وتقول آيدن بعد تجربتها مع الطلبة العراقيين إن "كل ما اردته هو ان يعرف الناس أن هناك الكثير من الحياة هناك، وان الناس سعداء هناك، وهي ليست دولة مقفرة".
ويبين التقرير أن "آيدن لم تزر العراق سابقا، الا انها تخطط الآن للقيام بزيارتها الأولى كنتيجة للحوار والنقاش الافتراضي الحاصل، برغم ان عائلتها افترضت منذ فترة طويلة ان العودة الى العراق ليست آمنة، إلا أن احد الطلاب العراقيين ساعد عائلتها على ان تتفهم ان الوقت قد لكي يخططوا للقيام بزيارتهم معا الى العراق".
ونقلت آيدن يوسف عن الطالب العراقي قوله لها إن "الموصل على قيد الحياة، ولا يوجد سبب يمنعك من الذهاب"، وأضافت ايدن يوسف انها "ابلغت جدها بذلك مؤكدة على رغبتها بالذهاب الى العراق، فوافق على اصطحابها".
وذكر التقرير الأمريكي؛ ان "اللقاء بين الطلاب من الطرفين يتم صباح كل يوم السبت، وهو جزء من مبادرة بناء السلام من جانب جامعة الموصل، وهي واحدة من أولى برامج الدراسات الأكاديمية حول السلام في الشرق الاوسط".
وينقل التقرير عن الاستاذة المساعدة في قسم الفلسفة في جامعة الموصل هجران الصالحي، قولها إن "برنامج السلام يطور قدرة اعداد الطلاب من أجل حل المشاكل القائمة في مدينة الموصل والعراق بشكل أوسع"، موضحة أن "السلام لا يتحقق من خلال السلاح فقط".
كما يشير التقرير إلى ان "نور غازي، الاستاذة في جامعة تشابل هيل، المحاضرة في جامعة كارولينا الشمالية في غرينسبورو وجامعة الموصل، تقوم بتسهيل التبادل الافتراضي الذي كان قد انطلق من خلال فصلها الدراسي حول النزاعات المعاصرة في التاريخ العراقي وذلك في ربيع العام "2021".
ويتابع التقرير؛ أن "ايدن يوسف وجاسبر شوت كانا طالبين في الصف الدراسي نفسه في جامعة كاليفورنيا ويعملان على توسيع التبادل الافتراضي منذ ذلك الحين".
وينقل التقرير عن شوت قوله إن "هناك مسؤولية أمام الطلاب الأمريكيين لكي يتحدثوا الى الاشخاص الذين تأثرت حياتهم من جانب الحكومة الامريكية"، في اشارة الى الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 من اجل انهاء ديكتاتورية صدام حسين، حيث لقي أكثر من 180 ألف مدني مصرعهم كنتيجة مباشرة للغزو.
ويوضح شوت؛ أن "مثل هذا الحوار والتواصل الافتراضي بين الطرفين يمكن أن يحدث تغييرا كبيرا بالنسبة الى العديد من الطلاب الأمريكيين"، مضيفاً أن "هناك مسؤولية معينة من جانب الطلاب الامريكيين ايضاً، لان هذه منطقة من العالم، وهو بالتحديد بلد، يجب ألا يتم السماح للناس بالتحدث عنه من خلال الصور النمطية فقط".
من جهتها، تقول نور غازي ان "التبادل الافتراضي فتح اعين الطلاب الأمريكيين"، موضحة انها "تقول للطلاب انظروا إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة.. فهناك دائما جانب آخر للرواية".
وينقل التقرير عن الطالبة في جامعة الموصل هبة عزالدين قولها "نحن لا نكره أي شخص لا نعرفه، واعتقد ان ذلك يساعدنا على تطوير العديد من الامور، لانني اظن انه من المهم أن نتشارك مع أشخاص مختلفين من لغات وثقافات مختلفة".
ويلفت التقرير إلى أن "مشروعاً لاعادة الاعمار قامت الأمم المتحدة والحكومة العراقية بتسهيله، ساهم في اعادة افتتاح المكتبة التي وضع شعار على أحد جدرانها ان كلمة المستحيل غير موجود في قاموسنا، كما كتب ان المكتبة تمثل رمزا لانتصار الإنسانية والحضارة والسلام على الإرهاب".
وبينما تقول الجدوع أن افتتاح المكتبة كان "أحد الإنجازات الاخيرة التي حدثت في المدينة (الموصل) حيث المفترض أن تكون جامعتنا واحدة من أكبر المكتبات في الشرق الاوسط، نحن فخورون بها"، تبين الاستاذة الجامعية هجران الصالحي، إن "الطلاب والاساتذة قاموا بازالة ركام المكتبة وحماية ما تبقى من الكتب بعد طرد داعش من المدينة، في حين قامت الجامعات في جميع انحاء العراق والعالم بإرسال الكتب والموارد الى الموصل".
وتبين الصالحي انها "تأمل ان يتم الاستثمار في هذا الحلم العظيم الذي نحلم به، والذي غاب لفترة طويلة خلف دخان الحروب وأعلام داعش السوداء" مضيفة أن "الخطوات كانت بطيئة ولكن بالصبر، نزرع الشجرة".
وتحدثت الصالحي عن أملها الكبير بمدينتها الموصل، قائلة "هناك أمل منذ ان دخلت الى فصلي (في نورث كارولينا) وتحدثت بحرية مع طلابي حول قضايا اعتادت اعتبارها من المحرمات ومن المستحيل التحدث عنها، وهناك مساحة اليوم للشباب للتحدث بحرية وعقلانية، هناك أمل بعد أن حطمنا العديد من المحرمات الدينية والاجتماعية والسياسية في مجتمعاتنا التي تحكمت بمجتمعاتنا وأطرت أفكارنا في الماضي".
ترجمة: وكالة شفق نيوز