زلزال ترامب يصل طهران ويوقظ "سلاماً إيرانياً" تجاه المنطقة وإسرائيل

زلزال ترامب يصل طهران ويوقظ "سلاماً إيرانياً" تجاه المنطقة وإسرائيل
2025-02-06 16:55

شفق نيوز/ ما إن قدِم ترامب (الرئيس الأميركي الجمهوري) المعروف بتشدده تجاه إيران ووكلائها بالمنطقة، تسارعت الهزات السياسية في المنطقة ووصلت ارتداداتها إلى الداخل الإيراني، الذي بدى مؤخراً أكثر تقبلاً للخريطة الجديدة التي أعادت ترسيم الشرق الأوسط الجديد.

فقدت طهران مؤخراً حضورها في العمق العربي، وتحديداً خطوط الصد الأمامية مع إسرائيل، حزب الله (لبنان) نظام الأسد (سوريا) وصولاً إلى جارها العراق، كل ذلك حدث بين ليلة وضحاها، وما يزال النظام الإيراني يحاول استيعابها.

ولأجل النهوض مجدداً ثمة خطاب مغاير يخرج من الداخل الإيراني، تجاه جميع السياسات المراد اتباعها في المستقبل القريب، من أجل الحفاظ على النظام الذي دمرته العقوبات الاقتصادية.

 

موقف جديد

وفي أحدث تصريح من أعلى هرم السلطة في طهران، جدد الرئيس مسعود بزشكيان، التأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وذلك ردا على تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وجاءت تصريحات بزشكيان خلال لقاء مع دبلوماسيين أجانب في طهران، حيث شدد على أن "التحقق من هذه المسألة مهمة سهلة"، وذلك بعد يوم واحد من دعوة ترامب إلى اتفاق نووي سلمي "خاضع للتدقيق" مع إيران.

وأشار بزشكيان -خلال الاجتماع- إلى فتوى قديمة أصدرها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحظر استخدام الأسلحة النووية. وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده لا تسعى لامتلاك مثل هذه الأسلحة، "عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل بارتكاب أعمال قتل بحق أناس أبرياء".

 

الضغوط القصوى

بدوره، أعاد ترامب -الثلاثاء الماضي- فرض سياسة "الضغوط القصوى" على طهران، مدعيا أن الأخيرة تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما نفته إيران مرارا.

وأدت سياسة "الضغوط القصوى"، التي أطلقها ترامب خلال ولايته الأولى، إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وبموجب هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه عام 2015، فُرضت قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الدولية.

ورداً على إعادة فرض سياسة "الضغوط القصوى"، انتقدت إيران الخطوة الأميركية، معتبرة أنها "ستفشل مجددا"، كما أكدت على التزامها بسياسة عدم السعي لامتلاك أسلحة نووية، مشيرة إلى أن برنامجها النووي يهدف لأغراض سلمية فقط.

 

تراجع عن النووي

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي : "إذا كانت القضية الرئيسية هي ألا تسعى إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، فهذا أمر قابل للتحقيق ولا توجد مشكلة به"، مردفاً: "مواقف إيران واضحة، فهي عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، وهناك فتوى من القيادة حددت لنا الخطوط العريضة بهذا الأمر".

تصريحات عراقجي، جاءت في الوقت الذي قال فيه خلال مؤتمر صحفي عقده في لشبونة في ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، رداً على احتمال إعادة الدول الأوروبية فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران:  "إذا استمر الغرب في التهديد بإعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة، فمن المرجح أن يتحول النقاش النووي داخل إيران نحو امتلاك الأسلحة".

بدوره، رفض عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، الادعاء المنشور المنسوب إلى محسن رفيق دوست بأن "الإمام (الخميني) كان مؤيدا للأسلحة الكيماوية"، قائلا: "كان الإمام (الخميني) حساسا للغاية تجاه القضايا الإنسانية".

وأضاف رضائي، وهو قائد سابق للحرس الثوري الإيراني: "حتى بالنسبة لهجوم مضاد أو حرب مدن، فإن الخميني لم يسمح باستخدام أي سلاح كيميائي".

 

تدخل مفرط بالمنطقة

وفي المقابل، رأى محسن أمين زاده، نائب وزير الخارجية الأسبق، أن "التدخل الإيراني المفرط في القضية الفلسطينية دفع الحكومات العربية إلى أحضان إسرائيل، ولعلنا لو تنحّينا جانباً لشعرت الحكومات العربية بقدر أعظم من المسؤولية".

وزاد أمين زاده، بالقول إن "التدخل المفرط في هذا المجال والعقوبات والفقر الناتج عنها أدى إلى كراهية بعض الشباب لفلسطين وقضيتها في إيران"، مضيفاً، أن "الحكومة الإسرائيلية تشبه حيوانًا مفترسًا بريًا. إذا أذيته وهو سليم فإنه سيصبح أكثر وحشية وافتراسا، وحرب غزة التي استمرت 15 شهرا أثبتت ذلك".

وتابع بالقول: "لقد دفعت حكومة ودولة إيران ثمناً باهظاً للغاية للقضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل خلال الأعوام الثلاثين الماضية، والآن بعد أن تم طرد إيران جزئياً من سوريا ولبنان، سواء طوعاً أو كرهاً، فقد يكون من الأفضل إعادة النظر في السياسات".

 

هدنة مع إسرائيل

ونبه أمين زاده، إلى أن "بعض العرب الفلسطينيين كانوا بخانة معارضي الأسد ومؤيدي صدام، وهنأوا تحرير الشام، أما البقية الباقية من العرب فقد رحبوا اليوم بحكومة (الجولاني)"، معتبراً أن "إسرائيل تمثل العالم الصليبي الصهيوني بأكمله، بما في ذلك روسيا والغرب، في المنطقة".

وخلص نائب وزير الخارجية الإيراني الأسبق، إلى القول إن "قتال إسرائيل هو قتال لأمريكا وحلف شمال الأطلسي"، مستدركاً: "وعليه يجب أن نمضي بهدنة فعلية مع إسرائيل، وترك القضايا العربية للعرب حتى يأتون ويطلبون المساعدة من إيران".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon