رغم تصريحات إدارة بايدن.. 16 دولة تنخرط في "حرب إقليمية"
شفق نيوز/ ذكر موقع "ذا انترسبت" الاخباري الأمريكي، أن ما اسماه "الصراع الإسرائيلي" بات يطال 16 دولة، على الرغم من ان ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن تقول بأنها "تقوم باحتواء احتمالات الحرب الإقليمية"، وهي حرب، وفق الموقع، أصبحت قائمة بشكل أوضح بعد الضربات الانتقامية التي شنتها إيران السبت الماضي.
وأوضح التقرير الأمريكي، بترجمة وكالة شفق نيوز، أن الحرب الإقليمية في الشرق الاوسط اصبحت تشمل الآن ما لا يقل عن 16 دولة، وشهدت الان الضربات الاولى من نوعها من داخل الاراضي الايرانية على اسرائيل، ومع ذلك، فان الولايات المتحدة لا تزال تصر على أنه لا وجود لحرب أوسع نطاقا، فيما يمثل اخفاء لحجم التدخل العسكري الأمريكي.
إلا أن التقرير قال إن الولايات المتحدة، وكرد على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي اطلقتها ايران السبت، استخدمت انطلاقا من 8 دول على الأقل، طائرات وصواريخ الدفاع الجوي للتصدي لها، بينما اطلقت ايران ووكلائها هجمات لهم من العراق وسوريا واليمن.
وانتقد التقرير ما أسماه تواطؤ وسائل الإعلام مع فكرة تصوير الحرب الاقليمية وكأنها غير موجودة، وذكر بأن صحيفة "نيويورك تايمز" عنونت بالقول "بايدن يسعى الى تجنب التصعيد بعد الدفاع الناجح لاسرائيل"، متجاهلة أن النزاع انتشر بالفعل. كما ذكرت بعنوان لمجلة "الإيكونوميست" قالت فيه "إيران تهاجم اسرائيل، مما يجازف بحرب اقليمية شاملة". اما شبكة "ان بي سي" الامريكية فتقول بشكل مخادع مثلما يفعل البيت الابيض، بان "بعض كبار المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من ان إسرائيل قد ترد بشكل متسرع على الهجمات الايرانية غير المسبوقة بطائرات مسيرة وصواريخ، مما قد يؤدي الى صراع اقليمي اوسع يمكن أن تنجر إليه الولايات المتحدة".
ولفتت "انترسبت" الى تصريحات متكررة لإدارة بايدن مفادها أن أيا مما يجري فعليا لا يصل الى مستوى حرب اقليمية مثلما قال مثلا المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، ردا على سؤال حول الغارة الاسرائيلية على السفارة الايرانية، رغم أن تصريحات رايدر جاء بعد تأكيدات متكررة من جانب القيادة الإيرانية بأن الانتقام سيأتي، وأيضا بعد رسالة خاصة من الايرانيين الى الولايات المتحدة مفادها انه اذا قامت بمساعدة اسرائيل، فان الولايات المتحدة ستكون عرضة للانتقام، وهي تطورات قالت ادارة بايدن بعدها انها تكرر التأكيد على موقفها الصارم الداعم لاسرائيل.
وذكر التقرير أنه بينما كان العالم يركز على تأكيدات البنتاغون حول مجيء وذهاب حاملات الطائرات والطائرات الحربية الى المنطقة لتكون بمثابة "رادع" ضد إيران، فإن الولايات المتحدة كانت تقوم بهدوء ببناء شبكة من الدفاعات الجوية لخوض حربها الاقليمية.
وذكّر التقرير بما أعلنه بايدن السبت الماضي عندما قال انه "بناء على توجيهاتي، ومن اجل دعم الدفاع عن اسرائيل، قام الجيش الامريكي بنقل طائرات ومدمرات للدفاع الصاروخي الباليستي الى المنطقة على مدار الاسبوع الماضي، وبفضل عمليات النشر هذه والكفاءة غير العادية لجنودنا، فقد ساعدنا اسرائيل على اسقاط جميع الطائرات المسيرة والصواريخ تقريبا".
وبحسب التقرير، فإنه كجزء من هذه الشبكة الدفاعية، جرى نشر بطاريات صواريخ أرض-جو بعيدة المدى من طراز "باتريوت" ومنظومات دفاع صاروخي اخرى تابعة للجيش الاميركي في العراق والكويت والامارات وقطر والسعودية والأردن وفي القاعدة السرية "الموقع 512" في اسرائيل.
واوضح التقرير ان هذه الانظمة بالاضافة الى الطائرات الامريكية المتمركزة في الكويت والأردن والإمارات وقطر والسعودية، تشابكت سوية وتعاونت لتوفير قبة حماية فوق اسرائيل، مضيفا أن بريطانيا ايضا كانت مرتبطة بشكل وثيق بهذه الشبكة الاقليمية، في حين ان دولا اخرى مثل البحرين، كانت اشترت صواريخ "باتريوت" لتكون جزءا من هذه الشبكة.
وتابع التقرير انه برغم تشكل هذه الشبكة الإقليمية الواضحة، وحتى فيما بعد الهجوم الاسرائيلي على سفارة إيران في دمشق، فان ادارة بايدن ظلت تنفي باستمرار ان حرب حماس امتدت إلى خارج غزة، وهو ما وصفه التقرير بأنه موقف سياسي ــ ومخادع متواصل منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واضاف التقرير انه كجزء من الشبكة الاقليمية، فان 4 سفن أمريكية، وهي جزء من المجموعة القتالية "يو اس اس دوايت دي ايزنهاور"، أدت دورا مركزيا في إحباط الهجمات المدعومة من إيران، حيث جرى تجهيز السفن بصواريخ أرض-جو بعيدة المدى ونظام "فالانكس" الحربي، وهو مدفع يعمل بمثابة خط الدفاع الأخير للسفينة ضد الهجوم، مشيرا الى ان كافة هذه السفن نفذت عمليات هجومية ودفاعية في البحر الأحمر وخليج عدن، مع التركيز على هجمات الحوثيين.
وبحسب التقرير، يتضمن ذلك السفينة الأمريكية "يو اس اس غرايفلي" التي اشتبكت منذ آذار/مارس الماضي مع الطائرات المسيرة الحوثية والصواريخ التي أطلقت من داخل اليمن باتجاه إسرائيل باتجاه حركة المرور البحرية. ويتضمن ايضا السفينة المدمرة "يو اس اس ميسون"، كما ان السفينة المدمر "يو اس اس لابون" إلى المنطقة في ديسمبر/كانون الأول وكانت تعمل في الغالب في خليج عدن. كما جاء طراد بحري حامل للصواريخ الموجهة في عيد الميلاد إلى المنطقة، وهي كانت بمثابة المركز الرئيسي للقيادة والسيطرة للدفاع الجوي.
ولفت التقرير إلى أن السفن الحربية الامريكية رست بهدوء في موانئ في عمان والسعودية وجيبوتي، بينما ميناء الدقم في سلطنة عمان هو الميناء الاجنبي الاكثر زيارة من جانب هذه السفن. واشار التقرير الى ان لبنان منخرط ايضا في الحرب من خلال الهجمات المتبادلة بين حزب الله واسرائيل.
وذكر التقرير بأن البيت الابيض اقر بان الطائرات الحربية الاميركية شاركت في بعض عمليات إسقاط الصواريخ الإيرانية. ولفت الى أن متتبعي الرحلات الجوية رصدوا طائرة للتزود بالوقود تابعة للسلاح الجوي الامريكي، متمركزة في قطر، وهي تقوم بمهمات فوق العراق خلال الهجوم الإيراني.
وأشار التقرير الى أنه بالإجمال، جرى إطلاق حوالي 170 طائرة مسيرة وأكثر من 30 صاروخ "كروز" وأكثر من 120 صاروخا باليستيا على اسرائيل السبت، وكانت القوات الأمريكية مسؤولة عن أكثر من 100 عملية اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ ايرانية، بحسب المسؤولين الاسرائيليين.