ذا غارديان: هجوم إيران المرتقب قد يشهد انخراط فصائل من العراق ودول المحور
شفق نيوز/ سلطت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، يوم الأحد، الضوء على مدى إمكانية إيقاف انجراف منطقة الشرق الأوسط نحو حرب شاملة، بعدما أدى اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى "إذلال قادة إيران" وبدد الآمال بتحقيق وقف إطلاق النار.
وأشار تقرير للصحيفة ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أنّ "شهر العسل الذي كان مسعود بزشكيان يأمل أن يعيشه بعد تنصيبه في الأسبوع الماضي، قد انتهى الآن، إذ بعد أقل من 12 ساعة من أدائه اليمين الدستورية، هز انفجار مجمعا للحرس الثوري في وسط طهران، وكان الهدف هو إسماعيل هنية الذي كان ضيف الشرف في حفل التنصيب، واحد أكثر المطلوبين في الشرق الأوسط.
ولفت التقرير البريطاني، إلى أن بزشكيان، الفائز المفاجئ في الانتخابات الرئاسية، قد وعد بإصلاح العلاقات الممزقة مع الولايات المتحدة واوروبا، وكان الكثيرون يأملون أن يبشر فوزه بعصر اكثر انفتاحاً وتقدما، وأن ينزع فتيل التوترات الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالارتداء القسري للحجاب، لكن اغتيال هنية بدد كل تلك الامال، واصبح الرئيس الايراني الجديد يجد نفسه في عين عاصفة دولية يحذر المحللون من انها قد تقود الى حرب شاملة تجتاح الشرق الاوسط.
وبحسب التقرير، فبينما غضب خامنئي - صاحب السلطة المطلقة في إيران - من الهجوم الذي أهانه وأهان بلاده وقواتها المسلحة، وأمر بالاستعداد للانتقام العسكري المباشر ضد إسرائيل، يسارع البنتاغون إلى تشكيل تحالف دولي في المنطقة لاعتراض الهجوم الإيراني المحتمل، لكن بعض الدول قد لا توافق على الانخراط مجددا، وهو تردد يعكس الغضب الكبير ازاء الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، حيث ينظر الى اغتياله لهنية ولقائد كبير في حزب الله اللبناني قبل ايام، على انه عمل استفزازي وتصعيدي متهور.
واعتبر التقرير ان خطوة إيران التالية قد تكون حاسمة في تحديد ما اذا كان الشرق الأوسط سيغرق في الفوضى، مضيفا ان الموقع المحوري لايران يجب الا يكون مفاجئا كما تسارع ظهورها التدريجي كقوة بارزة في المنطقة بعد احداث 7 اكتوبر، وأن "محور المقاومة" الايراني المعارض لاسرائيل والولايات المتحدة، والذي يضم جماعات من لبنان وسوريا والعراق واليمن، يتمتع بدعم علني متزايد من الصين وروسيا، وأصبح الآن قوة كبيرة تتحدى النظام الذي يقوده الغرب.
وتحدث التقرير، عن وجود تطورين مترابطين آخرين يدفعان المنطقة نحو الهاوية، ومنها سلوك التدمير الذاتي للائتلاف اليميني الحاكم في اسرائيل، والذي يضم اليهود المتشددين دينيا والمتطرفين القوميين، مذكرا بانه قبل بدء الحرب، كان المجتمع الاسرائيلي في حالة اضطراب وانقسام بسبب محاولات نتنياهو الحد من استقلالية القضاء ومناهضة الديمقراطية، وذلك خدمة لمصالحه الذاتية، إضافة إلى أن اسرائيل تواجه في المحاكم الدولية اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب.
ورأى التقرير البريطاني، أن "هذا الانحدار المؤسف الى حالة منبوذة عالمية، لا يؤدي سوى الى دفع نتنياهو وحلفائه الى اظهار المزيد من التحدي".
وأوضح ان هذا التحدي ظهر عندما القى نتنياهو مؤخرا خطابا عدائيا لا يعكس الندم امام الكونغرس، مضيفا ان التطور الاخر الذي يقوض الان استقرار الشرق الاوسط، هو "انحدار قوة الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة التي كانت تهيمن عليها فيما مضى".
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "اطلق يد نتنياهو في غزة، وهو خطأ فادح لم يتم تصحيحه حتى الان"، مضيفا انه كنتيجة لذلك، فان "مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، التي تضررت بالفعل بسبب الكوارث في العراق وافغانستان وسوريا والصومال وليبيا، شهدت المزيد من التدهور".
وخلص التقرير الى القول انه "بعد الصدمة والاشتعال الناجمين عن غزة، والذهول والوقوع في شرك المواجهة بين ايران واسرائيل، والافتقار الى القيادة الاميركية العادلة، فإن الشرق الأوسط وأطرافه المدججة بالسلاح، تقترب بشكل حتمي من حرب واسعة النطاق يزعمون جميعاً بأنهم لا يرغبون بها".
العراق والمنطقة
في هذا الصدد، قال التقرير ان العراق اتخذ موقفا متشددا ازاء الصراع في غزة منذ البداية، حيث ادان الغزو الإسرائيلي ورفض انتقاد حماس، وهو ما يعكس الدعم التاريخي الذي يقدمه العراق للقضية الفلسطينية، وليس النفوذ السياسي لايران برغم ان هذا النفوذ كبير.
وفي حين اشار التقرير الى الهجمات التي شنتها الميليشيات المدعومة من ايران على القوات الامريكية في العراق وسوريا خلال الشهور الماضية، رأى ان المخاوف تزايدت من ان تؤدي حرب على مستوى المنطقة إلى جذب المسلحين العراقيين، بالإضافة إلى جماعات مماثلة في سوريا، بعد وقوع 3 هجمات على القوات الامريكية في الأيام الماضية، وبعدما شنت الولايات المتحدة غارات جوية جنوب بغداد الثلاثاء الماضي.
وبعدما نبه التقرير إلى أن الحوثيين في اليمن متحالفون مع إيران التي تسلحهم ويعارضون بقوة وجود دولة اسرائيل، وهم شنوا هجمات على السفن في البحر الاحمر بسبب صلاتها باسرائيل، ذكر بان الغرب قام بشن غارات على مواقعهم، الا ان التهديد الذي يمثلونه تصاعد مؤخرا بعدما نجحوا في اصابة مبنى في تل ابيب بطائرة مسيرة، فشنت اسرائيل غارات جوية انتقامية على ميناء الحديدة على البحر الاحمر. واعتبر التقرير ان الحوثيين "سيكونون بالتأكيد على استعداد لمواجهة مع اسرائيل".
أمريكا وأوروبا
وذكر التقرير، أن الولايات المتحدة وأوروبا قد تنجران سريعا إلى حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، ولفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون هجوماً إيرانياً أكبر مما حدث في نيسان/ابريل الماضي، بما في ذلك تفعيل الجماعات "الوكيلة" في العراق وسوريا ولبنان، في وقت يتراجع فيه النفوذ الأمريكي".
وتابع أن بايدن لم يتخلَ عن محاولة التوصل إلى خطته للتوصل إلى صفقة كبرى تربط وقف إطلاق النار في غزة والمناقشات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين مقابل ضمانات امنية اقليمية امريكية إضافية.
وختم تقرير "ذا غارديان" بالقول إن "مثل هذه الصفقة تهدف إلى نزع فتيل القنبلة الموقوتة المتمثلة في فلسطين، ونزع الفتيل الايراني، الا انه في الوقت الراهن، يبدو الأمر وكانه حلم مستحيل".