ديكورات ومجالس ضمن سباق التحضيرات.. شهر محرم ينعش الأسواق في بغداد (صور)

شفق نيوز - بغداد
تزدهر المشغولات اليدوية والصناعات
الموسمية في العراق مع اقتراب شهر محرم الحرام، حيث تشهد الأسواق حركة نشطة في
شراء مستلزمات إحياء الشعائر الحسينية، من "ديكورات عاشورائية وتوزيعات
ورايات ولوحات"، إلى تجهيز المأكولات والحلويات والمعجنات، فضلاً عن صناعة
السرادق (الخيم العزائية أو ما يعرف محلياً بالجادر)، في مشهد سنوي، لا سيما في
مناطق الرصافة من بغداد وفي المحافظات الوسطى والجنوبية ذات الغالبية الشيعية.
وتسعى العائلات العراقية، إلى إظهار مجالس
العزاء بأبهى صورة تنظيماً وتنسيقاً، وصولاً إلى اختيار الخطيب أو الرادود، أو ما
يُعرف بـ"الملاية" في المجالس النسوية.
والخميس الماضي، أعلن مكتب المرجع الديني
الأعلى في النجف، علي السيستاني، بأن يوم الجمعة الماضي، هو أول يوم في شهر محرم
لعام 1447 هجري.
تحضير مبكر
ويقول حيدر الدراجي (37 عاماً)، وهو صاحب
موكب متنقل بين بغداد خلال أيام شهر محرم، وفي الإسكندرية خلال زيارة الأربعين، إن
"إحياء شعائر الإمام الحسين عليه السلام يتطلب دقة في التفاصيل، من ترتيب
المجلس إلى إعداد الطعام واختيار الرادود أو الخطيب المناسب".
وفي حديث لوكالة شفق نيوز، يضيف الدراجي،
قائلاً: "نجتمع قبل محرم بشهرين لفتح صندوق التبرعات الذي نخصصه لهذا الغرض،
ويجمع شهرياً طوال العام من قبل أصحاب الموكب، لتغطية نفقات العزاء ومساعدة
المحتاجين أيضاً".
من جهتها، تؤكد أم فاطمة (55 عاماً)، وهي
من سكان بغداد، أنها تقيم مجلس عزاء نسوي سنوياً خلال العشرة الأولى من محرم.
تقول أم فاطمة، في حديث لوكالة شفق نيوز،
إن "الأمر يتطلب تحضيراً مسبقاً، من إعداد الطعام والمشروبات إلى تجهيز
التوزيعات ونشر الرايات واللوحات التعبيرية داخل المنزل".
وتشير إلى أن "كل ذلك يضفي روحانية
خاصة على المكان، لذلك أتحمل أحياناً تكاليف إضافية، حتى لو اضطررت للرجوع إلى
مدخرات أولادي".
الملابس السوداء تتصدر المشهد
وإلى سوق الشورجة وسط العاصمة العراقية
بغداد، يؤكد التاجر محمد علي التميمي، المتخصص في بيع الملابس النسائية والزي
العاشورائي، أن "شهر محرم يشهد حركة تجارية تفوق حتى مواسم الأعياد".
ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن
"الطلب على الملابس السوداء يكون كبيراً جداً، خصوصاً وأن فترة الحزن تمتد
لـ40 وحتى 60 يوماً، ما يدفع النساء والأطفال لشراء أكثر من زي".
كما يتابع التميمي، حديثه بالقول إن
"مبيعات الزناجيل والطبول والسيوف وغيرها من الأدوات العاشورائية تزدهر أيضاً
في هذه الأيام من كل عام".
وعلى الصعيد الغذائي، فتقول أم جمانة (45
عاماً)، المتخصصة في صناعة المعجنات وتجهيز الوجبات للمجالس الحسينية، إنه
"رغم أجواء الحزن، فإن شهري محرم وصفر يحققان لي أرباحاً تعادل ما أجنيه طوال
العام".
ووفقا لأم جمانة، خلال حديثها لوكالة شفق
نيوز، فإن "النساء يُفضّلن طلب وجبات مغلّفة بطريقة راقية، كجزء من التعبير
عن حب وولاء لآل البيت، وهو بالنسبة لنا موسم للعطاء والتقرب إلى الله"، على
حد قولها.
مجسمات واقعة الطف
في سوق الأولى بمدينة الصدر، يشير أبو
مريم، صاحب محل لبيع المجسمات العاشورائية، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن
"الإقبال يزداد بشكل ملحوظ قبيل شهر محرم، خاصة من النساء".
ويؤكد أيضاً أن "العمل على إنتاج
المجسمات التي تجسد معركة الطف يبدأ قبل عيد الأضحى لتلبية الطلب، ويشمل ذلك مشاهد
عبد الله الرضيع، القاسم بن الحسن، وأزياء المحاربين القدامى".
ورغم الطابع الحزين لشهري محرم وصفر، إلا
أن الأسواق الشعبية في العراق عموماً وبغداد خصوصاً تشهد رواجاً كبيراً، إذ تمثل
هذه الطقوس موسماً اقتصادياً واجتماعياً وروحياً في آنٍ واحد، تتشابك فيه العقيدة
بالتجارة، وتُظهر فيه العائلات الشيعية حرصاً بالغاً على إحياء ذكرى عاشوراء بأقصى
درجات الاحترام والتفاني.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، يوم
الخميس الماضي، إطلاق الخطة الأمنية الخاصة بشهر محرم، مؤكدة عدم وجود أي قطوعات
مرورية في عموم البلاد، فيما أشارت إلى انخفاض الجريمة والحرائق.
وضمن استعدادات الزيارات الدينية خلال هذا
الشهر، أعلن مجلس محافظة كربلاء، قبل أيام قليلة، تحديث الخطة الخاصة بزيارة شهري
محرم وصفر لمعالجة التحديات السابقة، وخاصة التي رافقت زيارة الأربعينية للعام
الماضي، من خلال إحالة أكثر من 23 مشروعاً كبيراً شملت قطاعي
الكهرباء والنقل.