دور للصدر وانقسام داخل الحشد.. ماذا فعلت حماس في العراق؟
شفق نيوز/ كشف تقرير بريطاني، عن تفاصيل زيارة "نادرة" أجراها وفد من حركة حماس الفلسطينية إلى العراق في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شهدت لقاءات لم تعقد مع مسؤولين في حكومة محمد شياع السوداني، وانما مع مستشارين له، لافتاً إلى أن الوفد طلب خلال اللقاءات بأن تعزز بغداد تحركها السياسي، بما في ذلك الطلب من لبنان تعزيز انخراط حزب الله اللبناني في المواجهة العسكرية مع إسرائيل.
دعوة من الفصائل
وذكر موقع "أمواج ميديا" الذي يتخذ من لندن مقرا له، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "وفد حماس جاء الى العراق بدعوة من الفصائل الشيعية المسلحة، وان القيادي الحمساوي اسامة حمدان هو من ترأس الوفد، ورافقه بشكل خاص (محمد الحافي) من مكتب العلاقات العربية والاسلامية في الحركة"، مضيفا أن الغموض يخيم على تفاصيل الزيارة، التي قال انها تمت وسط مخاوف من احتمال جر العراق الى حريق اقليمي أشعلته الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة.
وبعدما نقل التقرير عن مصادر مطلعة متعددة قولها ان الفلسطينيين التقوا بعدد من القادة العراقيين، اشار الى ان زيارة الوفد تأتي بعد الغاء الزيارة التاريخية التي كان يفترض ان يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في 7 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، لكنها الغيت في اللحظات الاخيرة بعد ورود انباء هجوم حماس على المناطق الاسرائيلية المحيطة بغزة.
وبينما لفت التقرير، إلى أن "زيارة الوفد جاءت تلبية لدعوة من جماعات عراقية في (محور المقاومة) من بينها حركة حزب الله النجباء وكتائب حزب الله، قال إن أعضاء وفد حماس التقوا مع الامين العام السابق لكتائب حزب الله، عبد العزيز (ابو فدك) المحمداوي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس اركان قوات الحشد الشعبي، وزعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي الذي كان تحدث مع هنية في 10 تشرين الاول/اكتوبر معربا عن "استعداده لاي جهد لتحرير القدس ودعم الشعب الفلسطيني".
طلب حماس
ونقل التقرير البريطاني، عن مصدر مطلع على الاجتماعات في بغداد، قوله إن "وفد حماس أطلع مضيفيه العراقيين على التطورات في قطاع غزة، بما في ذلك العمليات العسكرية المستمرة، مضيفا انه تم الطلب من العراقيين تعزيز تدخلهم الدبلوماسي فيما يتعلق بأزمة غزة.
ولفت التقرير إلى إن وفد حماس حث ايضا نظراءه على الضغط على الحكومة العراقية للتواصل مع الحكومة اللبنانية حول تمهيد الطريق امام حزب الله اللبناني لتعزيز دعمه العسكري للقضية الفلسطينية. لكن التقرير وأشار التقرير، إلى أنه "لم يتم التأكد بشكل مستقل من هذا الادعاء الاخير، لكنه ذكر بتصريح القيادي البارز في حماس خالد مشعل، في 16 اكتوبر/تشرين الاول، والذي اشاد فيها بحزب الله لاشغاله القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان، لكنه اضاف ان "هذه المعركة تتطلب المزيد".
وأضاف المصدر، وفق التقرير البريطاني، أن "الجانب العراقي لم يؤكد انه سيتصرف بناء على الطلبات الفلسطينية، او ما هي التحركات المقبلة، لكنه اشار الى ان يتردد ان العراقيين تعهدوا بنقل رسالة وفد حماس الى الحكومة العراقية".
بعيدا عن السوداني
وتابع التقرير أن "وفد حماس لم يعقد اي لقاء علني مع مسؤولين في ادارة الرئيس السوداني، الا ان حمدان التقى بالفعل ببعض مستشاري السوداني، من دون تسمية اي منهم، مضيفاً انه بينما يبدو ان بغداد اعطت الضوء الاخضر للزيارة، الا انه من المعتقد ان الاجتماع المفترض مع مستشاري الحكومة، جرى بشكل سري.
واعتبر التقرير انه في حال صحت هذه المعلومات، فهذا يعني ان حكومة السوداني تسعى الى تجنب اي احتكاك مع واشنطن من خلال تصوير العراق على انه محايد وليس له علاقات مع حماس، حتى برغم تصريح السوداني مرارا عن دعمه للفلسطينيين و"حقهم في مقاومة الظلم والارهاب الصهيوني" في الاسابيع الاخيرة.
ونقل التقرير البريطاني، كذلك عن أستاذ العلوم السياسية العراقي محمد العزي قوله إن "دعوة حماس لزيارة العراق تعتبر جزءا من جهود الفصائل العراقية للتعبير عن دعمها للقضية الفلسطينية امام مؤيديها، مضيفا ان ان قبول حماس للدعوة يعتبر بمثابة فتح جبهات جديدة من اجل اضعاف القوات الامريكية في المنطقة، وبالتالي إضعاف إسرائيل".
ما دور الصدر؟
وتساءل التقرير البريطاني، عن سبب عقد لقاءات بين وفد حماس وممثلي التيار الصدري والذي كان زعيمه السيد مقتدى الصدر دعا في نفس يوم وصل الوفد الفلسطينى الى العراق، الى اغلاق السفارة الامريكية في بغداد بسبب الدعم الامريكي "للكيان الصهيوني".
ونقل التقرير عن قزي قوله إن "وفد حماس كان متخوفا من ردة فعل ايران"، واصفا الصدر بانه شخصية عراقية "تعارض سياسات طهران في العراق والمنطقة".
لكن بحسب قزي، فإن الفصائل الشيعية المسلحة بالاضافة الى الصدر يحاولون الاستثمار في القضية الفلسطينية بهدف "حشد الدعم الشعبي"، خصوصا قبل انتخابات المحافظات في الشهر المقبل.
كما نقل التقرير عن مصدر تابع للمكتب الإعلامي للسوداني قوله دعوة حماس لزيارة بغداد تمثل محاولة لاحراج الحكومة العراقية، معتبرا ان الدعوة لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، موضحا ان ان الزيارة كانت اساسا تمثل ردا على قيام السوداني وبعض حلفائه في الاطار التنسيقي الشيعي، المدعوم من ايران، برفض "مطالبات الفصائل الشيعية المسلحة، للحصول على مناصب امنية حساسة".
انقسام الحشد
ونقل التقرير البريطاني، عن مصدر مطلع آخر قوله ان هناك انقسامات داخل قيادة الحشد الشعبي، مشيرا بذلك الى ان الجماعات المسلحة الموالية لـ "محور المقاومة" تخوض مع بعض اطراف هيئة التنسيق الشيعية الحاكمة التي ساعدت السوداني على تولي رئاسة الوزراء في العام الماضي.
ولفت التقرير الى ان الوثائق المفترضة المنسوبة الى وزارة الدفاع العراقية، وجرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، تشير الى عن ضرورة اعادة توزيع وتامين مستودعات الاسلحة، واعادة نشر الطائرات بين القواعد، وتعزيز وسائل النقل لكبار المسؤولين، وتأمين معدات الاتصالات ووسائل النقل، الى جانب تعزيز جهود الاستخبارات لردع اي تهديدات محتملة، مضيفا ان هذه التعليمات المفترضة تشير الى ان الحكومة العراقية ربما تتحسب للمواجهة.
وذكر التقرير البريطاني، أن المراقبين يشعرون بالقلق من احتمال تدهور الاوضاع الامنية بما في ذلك المواجهة المحتملة بين الجماعات الشيعية المسلحة والحكومة. ونقل التقرير عن مصدر بارز في هيئة التنسيق الشيعية قوله ان العناصر المسلحة ستستمر في استهداف المواقع الامريكية داخل العراق او على طول الحدود مع سوريا من اجل احراج الحكومة السودانية وجرها الى الحرب، برغم ان بغداد رفضت هذه الهجمات وتمسكت بالتهدئة والحوار.
ونقل التقرير عن الباحث الأمني علي عبد الإله قوله إن تدهور الاوضاع الامنية بات وشيكا بسبب الخلاف بين الحكومة وبعض الجماعات الشيعية المسلحة، لكنه استبعد ان تقوم الولايات المتحدة برد واسع النطاق على الهجمات على قواتها في الاسابيع الاخيرة، موضحا ان الردود الامريكية المحتملة على تلك الهجمات قد تشمل استهداف قوافل الحشد الشعبي او شخصيات بارزة لدفع الجماعات المسلحة من اجل الحد من هجماتها ضد المواقع الامريكية في المنطقة.
وبحسب عبد الاله، فإن هناك مصلحة لواشنطن في الحد من ردودها لانها "تدرك ان اثارة الفوضى في الفترة الحالية قد يفتح الطريق امام ازمة جديدة الولايات المتحدة بغنى عنها".
وختم التقرير البريطاني، بالإشارة إلى أن "الوضع في العراق ما يزال هادئا بشكل عام، وأن كان من المحتمل أن يكون ذلك ما قبل العاصفة، حيث قد يصبح البلد في طريقه نحو الانجرار الى حرب جديدة بالتوازي مع، أو فيما يرتبط، بالحرب بين حماس واسرائيل، مضيفاً أن احتمال حدوث مواجهة داخلية حقيقي ايضا ما لم تكن هناك جهود اقوى بهدف تهدئة التصعيد والحوار.