خلال 2023.. أولويات غربية لثلاث بؤر صراع جيوسياسية بينها "عراق" الأوسط
شفق نيوز/ سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على ثلاثة ساحات صراع جيوسياسية، إحداها مرتبطة بالشرق الأوسط والعراق، وفيما أكدت أن الحرب الأوكرانية ستظل خلال العام 2023، تحظى باهتمام العالم، أقرت بصعوبة متابعة ساحات الصراع الأخرى معاً.
وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "تايوان وكوريا الشمالية وفلسطين هي كلها بؤر توتر محتملة قد تتسبب في تشتيت تركيز العالم على تطورات الغزو الروسي لاوكرانيا خلال العام 2023".
وأضافت أن "العام 2022 كان يشهد على وجود ديكتاتوريين وقتلة وانظمة قمعية او مناهضة للديمقراطية، وان الانتهاكات الرهيبة والبؤس، كما في دول مثل ميانمار واليمن ومالي ونيكاراغوا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وافغانستان، لم تجتذب سوى متابعة دولية محدودة".
العراق وإيران
بالنسبة للشرق الأوسط، فبعدما ظل لعقود في قلب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أصبح مهملا نسبيا منذ كارثة جورج بوش في العراق وبعد انكفاء باراك اوباما عن سوريا.
لكن الصحيفة البريطانية، حذرت في تقريرها من العام 2023، بالقول: "قد يكون العام الذي قد تتراكم فيه مجموعة من المشكلات التي نشأت بسبب هذا الابتعاد الامريكي، لتصل الى ذروتها".
ونوه التقرير البريطاني، إلى "احتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة، وبخلاف المواجهة السرية، بين اسرائيل وايران في ظل انقسام غربي حول ايران"، مردفاً: "صراع كهذا قد يجذب العراق وسوريا (وهما ملفان لن تقم واشنطن بإنهائها) بالإضافة إلى روسيا.
وأشار التقرير، إلى أن "إيران تقترب من نقطة الغليان، بسبب التظاهرات المناهضة للحكم، وفي ظل الانهيار الوشيك للمفاوضات النووية مع الغرب، وحتى في حال قيام طهران بتقديم تنازلات كبيرة فانه سيكون من الصعب إبرام الرئيس الأمريكي جو بايدن صفقة مع نظام يقتل ويعذب فتياته".
وأضاف أن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يواجه تحديات انتخابية، وقد يعمد الى مهاجمة الكورد في شمال سوريا مجددا".
ولفت التقرير البريطاني، إلى توقعات وزير الدفاع الاسرائيلي المنتهية ولايته بيني غانتس، مؤخرا حول احتمال وقوع تصعيد دموي اضافي في الضفة الغربية المحتلة نتيجة لقرار رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو منح سلطات وزارية معززة لشركائه في الائتلاف المناهض للعرب، مشيرا في الوقت نفسه الى ان اعمال العنف التي تورط فيها الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اليهود والفلسطينيين وصل الى مستويات قياسية خلال العام 2022.
أوكرانيا
واعتبر التقرير البريطاني، أن "آفاق العام 2022 الضيقة كان سببها الحرب الاوكرانية التي تعتبر الصراع الاكبر في اوروبا منذ العام 1945"، مضيفاً أن "الحقيقة المؤلمة هي أن أزمات أخرى كما في تيغراي او غواتيمالا، ما كانت لتحتل عناوين الاخبار العالمية، وان اهتمام الغرب بصراعات دول العالم النامية، محدود بشكل عام.
وفي هذا الاطار، فإن اوكرانيا، مثلما ينظر اليها في اوروبا وامريكا الشمالية، احتكرت وتغلبت على الازمات الاستراتيجية والإنسانية الأخرى ونالت الاهتمام السياسي والاعلامي وجهود المساعدات وخيال الاهتمام الشعبي بدرجة لم يسبق لها مثيل، بحسب التقرير البريطاني.
ولفت التقرير، إلى وجود "أزمات دولية أخرى، قائمة فعليا او تلوح في الافق، ستتطلب المزيد من الاهتمام والموارد خلال العام 2023، موضحاً أن "تجاهل ثلاث ساحات صراع جيوسياسية بشكل خاص وهي سلوك الصين للهيمنة في شرق آسيا، ومستنقع الشرق الاوسط، وتوترات الولايات المتحدة مع اوروبا، سيكون أمراً صعباً".
ورأى التقرير انه من غير المؤكد ما اذا كانت مثل هذه النزعات والصراعات الخارجية ستؤدي الى تقويض قدرة اوكرانيا على مقاومة روسيا والحاق الهزيمة بها، لكنه اعتبر ان حدوث ذلك، سيكون بمثابة امل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبين أن "الاوكرانيين يعتمدون اكثر من اي وقت مضى على دعم الغرب لهم، والدعم الامريكي بشكل رئيسي، من اجل ان يتمكنوا من خوض سنة ثانية من الحرب".
واستعاد التقرير البريطاني، تصريحاً لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي مؤخرا، حث فيه أوكرانيا على "التفكير في خيار محادثات السلام مع موسكو"، مشيراً إلى احتمالية أن يكون "سيناريو كابوس الحرب على جبهتين، كان في باله وقتها، وانه ربما كان، على غرار اليابان، يفكر ايضا بوجود خصم ثالث يتمثل في كوريا الشمالية بصواريخها وطائراتها المسيرة وقدرتها النووية".
وختم التقرير بالاشارة الى القضية الثالثة المتمثلة في قلق الاوكرانيين عما سيأتي به العام 2023 اليهم في ظل الاختلافات في المواقف الامريكية والاوروبية، فيما قد تتزايد الانقسامات بين دول الاتحاد الاوروبي نفسه بشأن المفاوضات مع روسيا واستمرار الحرب.
وتحدث التقرير عن وجود استياء متزايد في واشنطن لان الولايات المتحدة منخرطة في غالبية المخاطر في أوكرانيا وتدفع حصة الأسد من التكاليف (48 مليار دولار وما زالت مستمرة)، مردفاً: "العلاقات عبر الأطلسي، تخضع للامتحان".