أجور خيالية لنقل العائدين من دول الجوار.. شهادات مؤلمة لعراقيين يشكون فوضى المنافذ

شفق نيوز/ أعرب عدد من المواطنين العراقيين
العائدين من دول الجوار عن استيائهم من الارتفاع مبالغ "أجور النقل"،
مشيرين إلى "غياب أي تنظيم رسمي أو رقابة" على حركة النقل عند المنافذ
الحدودية.
وأدى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران منذ
الجمعة الماضي إلى إغلاق المجال الجوي في بعض الدول ومنها العراق، ما تسبب بتعليق
رحلات الطيران وتحويل مسار بعض الرحلات الأخرى، ليجد المسافرون والحجاج العراقيون
أنفسهم عالقين في دول مختلفة.
في غضون ذلك، اتخذت السلطات العراقية إجراءات
لتأمين نقلهم إلى أرض الوطن عبر المنافذ البرية، فيما قررت إعادة فتح الأجواء في
المنطقة الجنوبية لحركة الطائرات الهابطة والمغادرة إلى مطار البصرة الدولي خلال
فترة النهار فقط، بعد إغلاق احترازي كامل نتيجة التوترات الأمنية الإقليمية.
ارتفاع جنوني بالأسعار
وأدى ازدياد الطلب على النقل البري إلى ارتفاع
أسعار أجور الركاب، حيث تقول المواطنة أم تبارك من بغداد، في حديث لوكالة شفق
نيوز، إنها وصلت مؤخراً من تركيا، لكنها فوجئت بمطالبة أحد السائقين بمبلغ 150
دولاراً مقابل نقلها إلى بغداد، مستطردة بالقول: "أنا أم لـ 3 بنات، والمبلغ
المطلوب يفوق قدرتي، شعرت أنه لا يوجد أي تنظيم أو احترام لإنسانيتنا".
من جانبها، أوضحت أم حسن، وهي من محافظة كربلاء،
أنها عادت من مدينة قم الإيرانية عبر منفذ مهران، وقالت: "طُلب مني 300 دولار
مقابل سيارة أجرة من قم إلى المنفذ، رغم أن الأجرة المعتادة كانت سابقاً 100 دولار
فقط".
وتابعت بالقول: "كنت أزور الطبيب ونفدت
أموالي تماماً، وعدت بشق الأنفس".
أما المواطن أبو مصطفى من النجف، فتحدث عن
تجربته أثناء عودته من مدينة مشهد الإيرانية، قائلاً: "خسرت أموالي بعد عملية
احتيال تعرضت لها أثناء حجز تذكرة الطيران، وبقيت عالقاً حتى تدخل بعض الأشخاص على
العودة".
فوضى في المنافذ الحدودية
في المقابل، أكد بعض السائقين وجود حالات
إنسانية يتم التعامل معها بتعاون وتكافل.
وبهذا الشأن، قال السائق أبو علي، من محافظة
واسط، لوكالة شفق نيوز، إن "النقل الداخلي يجري بشكل طبيعي، وغالبية السائقين
يتعاونون مع العائدين، وحدث معي أنني أوصلت عائلة كاملة إلى إحدى محافظات الوسط
مجاناً، بعد أن نفدت أموالهم خلال طريق العودة".
ويشتكي العديد من المسافرين من غياب الخدمات
الأساسية وفوضى النقل عند المنافذ، مؤكدين أن بعض السائقين يفرضون أسعاراً
تعجيزية، في ظل غياب الرقابة أو أي دعم حكومي مباشر.
إلى ذلك، طالب المواطنون الجهات المعنية،
وخصوصاً وزارة النقل وسلطات المنافذ، بتوفير وسائل نقل منظمة وبأسعار عادلة،
وتشكيل فرق رقابية ميدانية لمنع الاستغلال وضمان عودة كريمة وآمنة لجميع
المواطنين.
تعليق من وزارة النقل
لكن وزارة النقل العراقية نفت وجود أجور إضافية
على حركة النقل البري للمسافرين العائدين، مؤكدة أن "عملية النقل تسير بوتيرة
متسقة ولا توجد مشاكل، كما هناك خدمات كثيرة مقدمة من وزارة النقل وهيئة المنافذ
الحدودية للمسافرين".
ويضيف مدير الشركة العامة لإدارة النقل الخاص،
إحدى تشكيلات الوزارة، أحمد الموسوي، لوكالة شفق نيوز، "إننا متواجدون مع
وزير النقل ومدير المنافذ الحدودية في منفذ زرباطية الحدودي حسب توجيهات رئيس
الوزراء بمتابعة تفويج الحجاج الأجانب الإيرانيين ومن باقي الدول الإسلامية، وكذلك
هناك متابعة للمنافذ البرية في جميع أنحاء العراق".
ووفقاً للموسوي فإن وزارة النقل شكلت لجاناً
ومفارز لمتابعة عملية النقل وتحديد الأجور وعدم تجاوز حد التسعيرة المحددة، وهناك
غرامات مالية للمخالفين، لذلك هناك إدارة وتنظيم لعمليات النقل كافة.
أما في الداخل الإيراني، فينوه الموسوي إلى أن
"وزارة النقل ليس لديها سيطرة هناك، وكذلك بالنسبة لمنفذ إبراهيم الخليل
باعتباره يقع ضمن سلطة إقليم كوردستان".
وكان رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة
البصرة، عقيل الفريجي، قال لوكالة شفق نيوز، أمس الثلاثاء، إن "منفذ الشلامجة
الحدودي يشهد نشاطاً متزايداً ومنتظماً في حركة المسافرين والتجارة بسبب ظروف
الإغلاق الجوي".
هذا وتتواصل الحرب المدمرة بين إيران وإسرائيل
لليوم السادس، وبينما تشن طهران ضربات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مستهدفة تل
أبيب، تستكمل إسرائيل هجماتها في الداخل الإيراني.