"جنة الله على الأرض".. آفاشين كوردستان في قلب الصراع
شفق نيوز/ تناولت صحيفة "ناشيونال" الصادرة بالإنجليزية الوضع الدقيق المحيط بمنتزه أفاشين في اقليم كوردستان، والذي يعد منتزهاً سياحياً شديد الجمال يجذب الكثيرين إليه، على الرغم من أنه مطوق بالصراع ما بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا.
وقدم التقرير، بترجمة وكالة شفق نيوز، وصفاً للمنتزه الواقع في زيباري، ضمن الإقليم، حيث تنتشر مشاهد العائلات وهي تقيم حفلات الشواء والمشروبات، في ظل الشمس الشديدة الحرارة ، لكن مياه النهر باردة كالثلج، وهي منطقة تعكس جمالا رائعا حيث تصطف الأشجار الخضراء على طول المنطقة، فيما يسترخي الناس ويتناولون الطعام.
وتابع التقرير أن هناك سلسلة من التلال والجبال الجميلة بجوار المنتزه مباشرة، إلا أن قلة من الناس تجرؤ على المجازفة بالوصول إلى المناطق الاعلى من تلك التلال، مشيرا إلى أن الجبال المحيطة هي الموقع الذي تواصل فيه تركيا وحزب العمال الكوردستاني صراعهما القاتل المتواصل منذ عقود.
واشار التقرير الى ان الصراع بين الطرفين انتقل بدرجة كبيرة الى جبال كوردستان عبر الحدود التركية، حيث صعدت تركيا من غاراتها الجوية ضد حزب العمال الكوردستاني خلال السنوات الماضية، وهو ما تسبب في تقييد حركة مسلحي حزب العمال الذين أجبروا على التمركز في الأنفاق والكهوف.
ولفت التقرير إلى أن آفاشين تقع في ما يسمى بالمنطقة الخضراء، الا ان الامر لا يتطلب كثيرا للمار لكي ينحرف باتجاه مناطق أكثر خطورة.
وتابع قائلا ان الجبال أصبح يطلق عليها الآن اسم المناطق الحمراء، وان احتمال أن يضيع المرء هناك، يعني أنه بات يواجه خطرا كبيرا بالتعرض للهجوم.
وتحدث التقرير عن صهيب نجم الدين ( 39 عاما) وهو سائق شاحنة من الموصل، يأتي الى المنتزه لكي يغطس في المياه الباردة، ويستمتع مع اصدقائه بحفلة الشواء.
وبعدما لفت التقرير الى المعاناة التي عاشتها الموصل تحت حكم تنظيم داعش، قال إن الصراع الجاري بين حزب العمال الكوردستاني وبين تركيا، بعيدا عن ذهن نجم الدين عندما يكون في أفاشين الذي سبق له أن زاره من قبل.
ونقل التقرير نجم الدين قوله "في كل مرة نجيء الى هنا، لا توجد مشكلة...لكن في الجبال واماكن اخرى، هناك مشكلة".
لكن نجم الدين ردا على سؤال عما إذا كان لديه أي مخاوف في ظل الوضع الأمني، قال "كلا، بالطبع لا، شهدنا حرب داعش. لماذا سنخاف هنا؟.
لكن التقرير ذكر بان الحقيقة المأساوية تتمثل في أن المدنيين كانوا في أحيان كثيرة ضحايا لهذه الحرب المتواصلة منذ عقود بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني الذي قال التقرير انه يقول انه يعمل من اجل انتزاع حقوق أفضل للشعب الكوردي، بينما صنفته انقرة، والعديد من الدول الغربية الاخرى، انه منظمة ارهابية.
وتحدث التقرير أنه في ظل المواجهة القائمة بين الطرفين في اقليم كوردستان، فقد قتل العديد من المدنيين خلال غارات جوية تركية، وعلق السياح في المنطقة وسط تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، مثلما جرى في العام 2022، عندما قتل 9 سياح في منتزه مائي بالقرب من زاخو بعدما شنت تركيا هجوما على ما قالت إنها مواقع تابعة لحزب العمال الكوردستاني.
ورغم ذلك، قال التقرير إن العديد من الناس لا يزالون يأتون إلى المنطقة لزيارتها. ونقل التقرير عن مالك منتزه أفاشين هارمان صادق محمد قوله ان زبائنه عادة هم من السكان المحليين والسياح العراقيين والأجانب الذين يعيشون في المنطقة.
وبحسب محمد فإن "المياه باردة، وهناك طبيعة جميلة، وهو ما يحبه الناس، ولدينا ايضا مخيمات لجعل الناس يشعرون بمزيد من الراحة"، مضيفا ان الزوار تجذبهم أيضا تكلفة الإقامة الرخيصة.
وقال محمد ان "الاكثر أهمية هو المياه، فهي باردة ويحتوي على مادة كيميائية مفيدة للبشرة".
واشار التقرير الى ان السياحة تحمل أهمية بالنسبة الى المنطقة، إلى جانب الزراعة والبناء، اذ انها تمثل الجزء الأكثر اهمية في الاقتصاد المحلي، الا انه رغم الشعبية التي يتمتع بها منتزه أفاشين، إلا أن سكان المنطقة يقولون إن التزايد الكبير في الغارات التركية الاخيرة، قد الحق الأضرار بصناعة السياحة.
ونقل التقرير عن محمد قوله ان "غالبية السياح يأتون من مناطق اخرى من العراق وتحديدا من الجنوب والوسط، معتبرا أن "الوضع الامني هناك أسوأ من هنا"، مضيفا "امل ان يتم حل المشاكل هناك، وهنا ايضا، لكي يتمكن الآخرون من المجيء.
ترجمة وكالة شفق نيوز