جمر تحت الرماد في "الجبهة" الاسرائيلية مع لبنان
شفق نيوز/ تشهد الحدود اللبنانية مع اسرائيل منذ أيام توترا متبادلا بين الطرفين، حيث جرت سلسلة حوادث وقع خلالها ضحايا، على خلفية التصعيد بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، ما ينذر بمخاوف من اشتعال شرارة جبهة قتال جديدة.
وتشهد الحدود اللبنانية مع اسرائيل تظاهرات احتجاج من متضامنين مع الفلسطينيين، وقع في صفوفهم قتيل وعدد من الجرحى، بإطلاق نار اسرائيلي، في وقت حملت اسرائيل السلطات اللبنانية مسؤولية أي تدهور أمني.
وجرت محاولات من متظاهرين لبنانيين وفلسطينيين تجمعوا من مختلف مناطق لبنان، لاختراق الحدود الاسمنتية مع اسرائيل. وقبل ثلاثة ايام، اطلقت ثلاثة صواريخ كاتيوشا من داخل الأراضي اللبنانية على مناطق الشمال الاسرائيلي الا انها لم توقع اصابات، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الهجوم من قرية القليلة في الجنوب والتي تعتبر ضمن سيطرة قوات الامم المتحدة (اليونيفيل)، بالاضافة الى الجيش اللبناني. كما أطلقت صواريخ كاتيوشا من داخل الاراضي السورية.
وكان شاب لبناني من قرية عدلون في الجنوب اللبناني، قتل قبل يومين بعد تعرضه هو ومجموعة من الشبان لقذائف صاروخية، كان قد أطلقها جنود اسرائيليون عليهم أثناء محاولتهم اجتياز الحدود مقابل مستوطنة المطلة اليهودية، المحاذية للحدود مع لبنان.
وتجدد التوتر امس بعد سقوط جريح آخر عندما اطلق الجنود الاسرائيليون النار عليه اثناء تظاهرة حاول خلالها بعض المتظاهرين اعتلاء الجدار الاسمنتي الشاهق وتحطيم كاميرات المراقبة الاسرائيلية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واللبنانية والحزبية.
وجرت التظاهرة بالرغم من اجراءات أمنية اتخذها الجيش اللبناني بالاضافة الى قوات "اليونيفيل" في المناطق المحاذية للشريط الحدودي خاصة بالقرب من قريتي العديسة وكفركلا الحدوديتين، في اطار محاولة لمنع اختراق الحدود من قبل المتظاهرين مجددا. ووقع تدافع وتضارب بين الجنود اللبنانيين وبعض المتظاهرين، بالقرب من "بوابة فاطمة" الملاصقة للحدود مع اسرائيل.
ولم تكن هذه الحوادث المرة الاولى التي تقع عند الحدود بين الدولتين خلال السنوات الماضية، الا ان التوترات حول القدس وفي انحاء الضفة الغربية بالاضافة الى الحرب المشتعلة خلال الايام الماضية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة حيث سقط مئات القتلى والجرحى، تثير كلها مخاوف من تدهور حادث أمني صغير الى مواجهة عسكرية أكبر بين اسرائيل ولبنان.
وفي مؤشر ضمني على وحدة الموقف او الاحياء لاسرائيل بترابط الجبهات، نعى "حزب الله" اللبناني القتيل محمد طعان، ثم تبعته حركة حماس الفلسطينية والجهاد الاسلامي الفلسطينية باعتباره شهيد الدفاع عن الفلسطينيين.
و"حزب الله" في حالة استنفار بكل الاحوال منذ اكثر من اسبوع، اذ كان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله اعلن قبل ايام قليلة من انفجار الموقف العسكري بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وضع قواته في حالة استنفار وجهوزية، تحسبا لأكبر مناورات عسكرية في تاريخ اسرائيل، كانت تعتزم اطلاقها الاحد الماضي، لكن تفجر الموقف، دفع اسرائيل الى تأجيلها.
وكان المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي غرد على "تويتر" قائلا ان لبنان "يتحمل مسؤولية ما يجري داخل لبنان وينطلق منه وسيتحمل مسؤولية أي محاولة للمس بمواطني إسرائيل". وأشار الى ان الجيش الاسرائيلي أحبط الجمعة ما وصفه بانها "عملية تخريبية بالقرب من السياج الأمني مع لبنان" في اشارة على ما يبدو الى محاولة متظاهرين اختراق الحدود التي قتل فيها الشاب محمد طعان.
وقال أدرعي انه "في أعقاب التحركات الآيلة لإثارة الشغب على الحدود اللبنانية نتوجه إلى الدولة اللبنانية بنصيحة واضحة وهي العمل على وضع حد لهذه المحاولات ومنع مثيري الشغب من الاقتراب إلى الحدود محذرين من هذه المحاولات. لن نسمح بتعريض مواطنينا للخطر أو المس بهم بأي شكل فالسيادة الإسرائيلية خط أحمر".
ويحمل تاريخ الدولتين العديد من الحروب منذ انشاء اسرائيل في العام 1948. وهاجمت اسرائيل لبنان في الاعوام 1978 و1982 وسيطرت على اجزاء كبيرة من اراضيه بما في ذلك احتلال العاصمة بيروت، مواجهات عسكرية واسعة بين اسرائيل و"حزب الله" منذ ذلك الوقت خاصة في الاعوام 1993 و1996 و2006، وهو ما يجعل اشتعال الجمر تحت الرماد على الجبهة احتمالا مطروحا دائما، خاصة في ظل ما يجري في غزة.
وفيما من المتوقع ان تستمر التظاهرات على الجانب اللبناني من الحدود، اعلنت القوات الاسرائيلية انها اعتقلت شخصين عبرا الحدود من المملكة الاردنية باتجاه الاراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها اسرائيل. وقبل ايام، اطلقت صواريخ كاتيوشا عدة من داخل الاراضي السورية باتجاه اسرائيل، ولم توقع اصابات.