جرائم حرب في العراق زلزلت المصالح الأمريكية.. كفاح "أسانج" يقترب من نهايته بـ"محاكمة أخيرة"
شفق نيوز/ كان من بين الملفات التي نشرتها "ويكيليكس"، مشاهد لضربة أمريكية في العراق تسببت بقتل 11 مدنياً بينهم صحفيان عام 2007، وغيرها من جرائم الحرب التي ارتكبتها الولايات المتحدة في بغداد وكابول، فضلاً عن وثائق شكلت تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية في المنطقة آنذاك.
اليوم، يقترب كفاح مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج لتجنب مواجهة اتهامات التجسس في الولايات المتحدة من نهايته، وذلك بعد ملحمة قانونية مطولة في المملكة المتحدة، تضمنت سبع سنوات من المنفى الذاتي داخل سفارة أجنبية، وخمس سنوات في السجن، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ووفق تقرير للوكالة، ترجمته وكالة شفق نيوز، يواجه أسانج ما يمكن أن يكون "جلسة المحكمة الأخيرة" في لندن ابتداء من يوم غد الثلاثاء، وبينما يحاول وقف تسليمه إلى الولايات المتحدة، حددت المحكمة العليا يومين من الحجج حول ما إذا كان بإمكان أسانج أن يطلب من محكمة الاستئناف منع نقله، وإن لم تسمح فيمكن إرساله عبر المحيط الأطلسي.
"حياة أو موت"
وعن المحاكمة الأخيرة، نقل التقرير، عن زوجة أسانج، "ستيلا أسانج"، قولها إن "القرار هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لأسانج، الذي تدهورت صحته خلال فترة احتجازه"، مردفة: "حياته في خطر كل يوم يبقى فيه في السجن.. إذا تم تسليمه، فسوف يموت".
وجرى اتهام أسانج، البالغ من العمر 52 عاماً، وهو خبير كمبيوتر أسترالي، في الولايات المتحدة بـ18 تهمة بسبب نشر ويكيليكس لمئات الآلاف من الوثائق السرية في عام 2010.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، يقول المدعون العامون إنه تآمر مع محلل الاستخبارات في الجيش الأمريكي تشيلسي مانينغ، لاختراق جهاز كمبيوتر البنتاغون وإصدار كابلات دبلوماسية سرية وملفات عسكرية عن الحروب في العراق وأفغانستان.
ويواجه أسانج، 17 تهمة تجسس وتهمة واحدة بإساءة استخدام الكمبيوتر، وإن تمت إدانته، فيمكن أن يحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى 175 عاماً، على الرغم من أن السلطات الأمريكية قالت إن أي عقوبة من المرجح أن تكون أقل بكثير، وفق محامين له تحدثوا للوكالة الأمريكية.
ويجادل أسانج وأنصاره بأنه تصرف كصحفي لفضح المخالفات العسكرية الأمريكية، وهو محمي بموجب الحريات الصحفية التي يضمنها التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة.
جرائم في العراق
ومن بين الملفات التي نشرتها ويكيليكس كان مقطع فيديو لهجوم طائرة هليكوبتر أباتشي عام 2007 من قبل القوات الأمريكية في بغداد أسفر عن مقتل 11 شخصا، من بينهم صحفيان من رويترز.
وذكر التقرير الأمريكي، أن جوليان أسانج اتهم بتلقي وحيازة ونقل المعلومات للجمهور عن أدلة على جرائم الحرب التي ارتكبتها الحكومة الأمريكية، كما يقول محامو الولايات المتحدة إن أسانج مذنب بمحاولة اختراق كمبيوتر البنتاغون وأن منشورات ويكيليكس خلقت "خطرا جسيما ووشيكا" على مصادر الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان والعراق.
وفي حين أن القضية الجنائية الأمريكية ضد أسانج لم يتم الكشف عنها إلا في عام 2019، فقد تم تقييد حريته لأكثر من اثنتي عشرة سنة، حيث لجأ إلى السفارة الإكوادورية في لندن في عام 2012 ومنح اللجوء السياسي بعد أن قضت المحاكم في إنجلترا بأنه يجب تسليمه إلى السويد كجزء من تحقيق في الاغتصاب في الدولة الاسكندنافية.
ألقت الشرطة البريطانية القبض عليه بعد أن سحبت حكومة الإكوادور وضع اللجوء الخاص به في عام 2019، ثم سجن لتخطيه الكفالة عندما لجأ لأول مرة داخل السفارة.
وبحسب التقرير، منع قاض في لندن في البداية نقل أسانج إلى الولايات المتحدة على أساس أنه من المرجح أن يقتل نفسه إذا احتجز في ظروف قاسية داخل سجن أمريكي، لكن المحاكم اللاحقة مهدت الطريق لهذه الخطوة بعد أن قدمت السلطات الأمريكية تأكيدات بأنه لن يواجه المعاملة الشديدة التي قال محاموه إنها ستعرض صحته البدنية والعقلية للخطر.
محاكمة أخيرة
وأشار التقرير الأمريكي، إلى أنه في حال رفضت محكمة لندن نداء أسانج للاستئناف الكامل، فيمكن تسليمه إلى الولايات المتحدة بمجرد موافقة المسؤولين البريطانيين على إقالته، في وقت يخطط فريقه القانوني لاستئناف حكم سلبي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لكنهم يخشون من احتمالية نقله إلى محكمة في ستراسبورغ، فرنسا.
في السياق، قال رئيس تحرير "ويكيليكس" كريستين هرافنسون: "لقد تميز هذا الإجراء بأطر زمنية طويلة وزاحفة.. نحن نسميها العقاب من خلال العملية، فمن الواضح أنها محاولة متعمدة لمعاقبته من خلال أخذ هذا الوقت الطويل".
وخلص تقرير وكالة أسوشييتد برس، للإشارة إلى ما يخطط له محامو أسانج، وكشفت أنهم سيقولون إنه لا يستطيع الحصول على محاكمة عادلة في الولايات المتحدة، وأن معاهدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحظر تسليم المجرمين للجرائم السياسية وأن جريمة التجسس لم يكن من المفترض أن تنطبق على الناشرين.
ترجمة: وكالة شفق نيوز