تقرير يصف سقوط نظام الأسد بـ"الفرصة النادرة" لأمريكا لتحجيم الصين

تقرير يصف سقوط نظام الأسد بـ"الفرصة النادرة" لأمريكا لتحجيم الصين
2025-01-07T19:45:43+00:00

شفق نيوز/ رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن سقوط نظام الأسد في سوريا يمثل "فرصة نادرة" أمام الولايات المتحدة لمواجهة السياسة الصينية في المنطقة حيث أن المنافسة الأمريكية هي بمثابة "معركة مع الصين"، وبمقدور واشنطن إن تعزز مكانتها في سوريا، على حساب بكين.

وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الصين استغلت خلال شهور بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الصراع لكي تنتقد اسرائيل والولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة.

واعتبر التقرير أن بكين شعرت بأن هناك فرصة أمامها لتقليص مكانة الولايات المتحدة مع تعزيز حضورها هي في المنطقة مع استمرار حرب إسرائيل وحماس، وتصاعد الانتقادات في المنطقة للولايات المتحدة، حيث أنه على سبيل المثال، انتقد ممثل الصين لدى الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2024 الولايات المتحدة بسبب "حماية" إسرائيل، داعياً واشنطن إلى اتخاذ "موقف مسؤول" فيما يتعلق بالصراع، مع تصوير جهود الصين بأنها تعكس بشكل أكبر إجماع أغلبية الدول.

والآن، لفت التقرير إلى أن انهيار نظام الأسد في سوريا أصبح بمثابة "فرصة" أمام الولايات المتحدة، حيث أن بكين ظلت لسنوات تدعم الأسد في قمعه للمعارضة، مذكرّاً بأن الزعيم الصيني شي جين بينغ، استضاف في العام 2023، الرئيس السوري وزوجته في بكين، متعهداً بإقامة علاقات أكثر عمقاً ومؤكداً على الرغبة في "حماية العدالة والإنصاف الدوليين".

وأوضح التقرير أن الحسابات الصينية كانت تستند على جانبين، متابعاً أن التدخلات الخارجية في ثورات الربيع العربي الأخرى، مثل ليبيا، أثارت مخاوف بكين، التي كانت تصر لفترة طويلة على مبادئها المتمثلة في "عدم التدخل" و"احترام سيادة" الدول، واستخدمت كثيراً حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنتقد النظام أو تتعارض مع روسيا ومصالح النظام، وذلك تحت ذريعة مبدأ عدم التدخل.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك قضية الأمن الداخلي للصين، خصوصاً مع ظهور الجماعات المتطرفة العنيفة على الساحة العسكرية في سوريا، مذكرّاً بأن الإيغور الصينيون بدأوا يتدفقون إلى سوريا في العام 2013 للقتال والتدريب مع الجماعات المتطرفة الأخرى.

وأضاف التقرير أنه برغم صعوبة الحصول على أرقام دقيقة، إلا أم مسؤولين سوريين سبق لهم أن قالوا إن نحو خمسة آلاف مقاتل من الإيغور، موجودون في سوريا، وكانت بكين تخشى لفترة طويلة من عودتهم إلى الصين وإثارة الاضطرابات.

وقال التقرير إنه بعد الإطاحة بالأسد، سارعت بكين إلى إعادة ضبط رسائلها، وذكرّ بما قاله متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بالدعوة إلى الاستقرار، معرباً عن رغبة الصين في أن "يقرر الشعب السوري مستقبل ومصير سوريا"، كما أن وسائل الإعلام الرسمية الصينية، بدلت وصفها لجماعات المعارضة السورية من "إرهابية"، إلى وصفها بأنها "قوات المعارضة المسلحة".

وبحسب التقرير، فإن الصين ستحاول إقامة علاقات مع أي سلطة حاكمة تظهر في سوريا، مضيفاً أن بإمكان بكين تقديم الاعتراف والمساعدة في إعادة الإعمار، إلى جانب تقديم المشورة الصديقة في حال سعت القيادة السورية الجديدة إلى الحصول على صوت دعم غير غربي.

وبعدما لفت التقرير إلى ذكاء الدبلوماسية الصينية برعايتها مثلاً المصالحة بين إيران والسعودية العام 2023، قال إن الدبلوماسيين الصينيين حاولوا مراراً تحقيق التنسيق بين الفصائل الفلسطينية، مضيفاً أن بكين لن ترغب في تلاشي مكانتها المتزايدة في المنطقة.

وتابع التقرير أنه بينما لم تكن الصين متورطة في سوريا بنفس الدرجة التي كانت عليها روسيا أو إيران، إلا أنها أصبحت أقرب إلى هذين البلدين في السنوات الأخيرة.

وأضاف أن العديد من السوريين قد يكرهون الاحتضان الصيني بشكل قوي، نظراً لعلاقاتها مع موسكو وطهران، وهو ما يمثل فرصة للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لكي تدق أسفين بين الحكومة السورية الجديدة وداعميها التقليديين.

وخلص التقرير إلى القول إنه "لدى إدارة ترامب فرصة نادرة"، مضيفاً أن ترامب قد يعتقد أن سوريا "ليست معركتنا"، إلا أن "المنافسة مع الصين هي معركتنا إلى حد كبير، وسوف تكون بلا شك محور اهتمام إدارته"، موضحاً أنه فيما يتعلق بسوريا "هناك فرصة للولايات المتحدة لتعزيز مكانتها على حساب الصين".

وختم قائلا إن الصين تتطلع إلى دول الشرق الأوسط للتأكيد على مكانتها كقوة عالمية، مضيفاً أن بكين ربما لا تحاول أن تحل محل الولايات المتحدة في المنطقة، إلا أنها تعمل على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية في محاولة لإبعاد قادة المنطقة وشعوبها عن الولايات المتحدة.

ترجمة وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon