تطور ممزوج بتحديات في "شريان" العراق الاقتصادي

تطور ممزوج بتحديات في "شريان" العراق الاقتصادي
2025-03-23 19:00

شفق نيوز/ تعد البصرة المنفذ البحري الوحيد الذي يربط العراق بالعالم الخارجي عبر جزئه الجنوبي، إذ تحتوي على جميع موانئ العراق المتمثلة بميناء أم قصر وميناء المعقل وميناء خور الزبير وأبو فلوس.

ويلعب ميناء أم قصر دوراً كبيراً في استقبال السفن ويحتل الأهمية التجارية الأولى نظراً للمميزات التي يتميز بها، وفي مقدمتها مسارات الملاحة البحرية وتوفر الأرصفة المناسبة لاستقبال السفن.

 

"عقود من الإهمال"

ورغم اعتبار موانئ البصرة الشريان الاقتصادي الرئيسي للعراق، من خلال توريد المواد والسلع المهمة للمحافظات العراقية كافة، إلا أنها "لم تشهد تطورات في العمل منذ القرن الماضي، فضلاً عن الإهمال بسبب الفساد الإداري والمالي"، وفق الخبير في مجال النقل، باسل الخفاجي.

وقال الخفاجي لوكالة شفق نيوز، إن "السبب الرئيسي في عدم تأدية الموانئ عملها بصورة صحيحة هو الفساد الإداري والمالي وسيطرة أحزاب عليها، وكذلك عدم وجود نية لتطوير ووضع نظام حديث لهذه الموانئ، خاصة ميناءي أم قصر وخور الزبير اللذان لم يشهدان تطورات منذ القرن الماضي".

وبين أن "الموانئ العراقية هي نفسها القديمة منذ 40 عاماً، فلم تشهد تطوراً وتعميق غاطس البواخر لاستقبال البواخر الكبيرة والمتوسطة، حيث بسبب قلة الغاطس فإن البواخر التي تأتي للموانئ هي حمولاتها محدودة لا تتجاوز 25 ألف طن، لذلك هناك حاجة لتعميق الغاطس ومضاعفته من 10 أمتار إلى 20 أو 25 متراً لاستقبال البواخر العملاقة وجلب مواد كبيرة إلى الموانئ".

ونبه إلى أن "الميناء القديم يبلغ الغاطس فيه 6 أو 7 أمتار فقط، وبالتالي لا تدخل إليه البواخر العملاقة ولا المتوسطة، بل الصديقة فقط، وهناك أمل بإنجاز ميناء الفاو عام 2030 لتجاوز هذه المشكلة".

 

أمن الملاحة

وإلى جانب الأمور الفنية، يبرز دور السلطات الأمنية في فرض الأمن في الموانئ والسيطرة على أمن البواخر والملاحة البحرية من قبل قوات وزارتي الدفاع والداخلية.

وصرح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، عقيل الفريجي، بأن "الإجراءات المتخذة في الموانئ هي ضمن المواصفات العالمية، سواء من تجهيزات السلامة والإطفاء إلى كاميرات المراقبة وكل ما يتعلق بضبط أمن الموانئ".

وأشار الفريجي، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "هناك قسماً خاصاً في وزارة الداخلية لهذا الغرض، وهي شرطة الموانئ، كما هناك قيادة القوة البحرية في وزارة الدفاع، وهذه القوتين مهيئتان ومدربتان وأعدادهما وتجهيزاتهما كافية".

وعن التوسعة التي تجريها وزارة النقل، خلص الفريجي، إلى القول أن "كل الأمور محسوبة من قبل وزارتي الدفاع والداخلية، وستكون هناك زيادة للأعداد لفرض الأمن من خلال هذه القوات المتخصصة في الموانئ، وخاصة الصنف البحري والقوات البحرية".

 

الفاو الكبير

وعن تفاصيل هذه التوسعة التي تجريها وزارة النقل وتطورات العمل بميناء الفاو الكبير، أفاد المتحدث باسم وزارة النقل، ميثم الصافي، بأن "عام 2025 سيشهد افتتاح المرحلة الأولى لمشروع ميناء الفاو، وهذا يعتبر إضافة نوعية للموانئ ولمستقبل الاقتصاد العراقي".

ولفت الصافي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ميناء الفاو مستمر العمل به وفق التوقيتات الزمنية والمقاييس العالمية، وسوف يتم تشغيل المشروع عن طريق السكك الحالية تمهيداً لتشغيله عام 2030 من خلال طريق التنمية".

وذكر أن "مساحة ميناء الفاو 54 كم، وسوف تكون فيه أكبر مدينة صناعية، ليكون القلب النابض لمشروع طريق التنمية والمحطة الأولى لربط الشرق بالغرب، وأقرب محطة لربط العالم شرقاً بالعالم غرباً من خلال هذا الميناء".

وزاد بالقول: إن "مسافة الطريق من ميناء الفاو إلى أوروبا ستكون 1200 كم فقط، وهو الأقرب عالمياً، وهذا سيكون له دور في تنوع الاقتصاد العراقي والخروج من الاقتصاد الريعي، وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي لتمويل الميزانية العامة".

وفيما يتعلق بمشكلة عمق غاطس البواخر التي تحدث عنها خبير النقل، باسل الخفاجي، وإمكانية تلافيها في ميناء الفاو، قال الصافي، إن "عمليات الحفر بالقناة الملاحية بميناء الفاو الكبير هي 19.8 متر، وهذا أعلى مستوى غاطس، ونعمل على أن يكون هناك التزام بمعايير الحفر".

 

نسب الإنجاز

وعن نسب إنجاز مراحل مشروع ميناء الفاو، أوضح الصافي، أن "في عام 2025 سيتم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الذي يضم مراحل عدة، والأهم هي المرحلة الأولى باعتبار هي مرحلة بناء البنى التحتية لهذا المشروع من خلال المشاريع الخمسة لميناء الفاو".

وأكد المتحدث باسم وزارة النقل، "استلام مشروع الأرصفة الخمسة، وهناك عمل لاستلام الطريق الرابط بطول 62 كم وسيكون هذا اختصاراً للوقت والجهد وتقليل التلوث، وأن نسب الإنجاز في هذا الطريق وصلت إلى 97 بالمئة، ونعمل على افتتاح هذا المشروع الثاني والذي يضم مجسرين تجاوزت نسبة إنجازهما 98 بالمئة في أقرب وقت".

أما المشروع الثالث، فهو "النفق المغمور، ووصل إلى مرحلة تركيب الكتل الكونكريتية، وهذا المشروع معقد والأول من نوعه في الشرق الأوسط"، وفق الصافي، مبيناً أن "المشروع الرابع هو ساحة الحاويات ونسب الإنجاز فيها تجاوزت 86 بالمئة".

وعن المشروع الخامس، بين أنه "حفر القناة الملاحية، والوزارة ملتزمة بالتوقيتات الزمنية من حيث استمرار العمل وكذلك ملتزمة من خلال عمق القناة الملاحية التي هي 19.8 متر".

وأكد الصافي في ختام حديثه، أن "عمليات جميع الموانئ والملاحة البحرية تسير بأفضل حالاتها ولا توجد أي مشكلة، فيما تجاوزت إيرادات الموانئ عام 2024 كل الأعوام السابقة".

يذكر أن شركة الموانئ العراقية، أعلنت في 30 كانون الأول/ديسمبر 2024، إجمالي إيرادات الشركة خلال عام 2024، مؤكدة أنها بلغت أكثر من تريليون دينار عراقي، وفيما بينت أن إجمالي مناولة الحاويات بلغ مليون و800 ألف حاوية، أشارت إلى أن عدد البواخر الراسية بلغ أكثر من ثلاثة آلاف باخرة.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon