تطور مفاجئ يربك حسابات العراق بالصراع الإسرائيلي الإيراني

شفق
نيوز/ باتت منطقة الشرق الأوسط على شفا "حرب كبيرة" بعد تدخل الولايات
المتحدة الأمريكية المفاجئ بالصراع الدموي الدائر بين إسرائيل وإيران منذ 13
حزيران/ يونيو الجاري، باستهداف منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، في تعقيد
جديد للحرب ستتضح ملامحه في طبيعة الرد الإيراني المتوقع على هذا الهجوم.
ويحذر
مراقبون، أن الرد الإيراني إذا كان عنيفاً ضد المواقع الأمريكية أو لجأ إلى إغلاق
مضيق هرمز أو باب المندب، حينها سيصبح الصراع حرباً مفتوحة في المنطقة، وسط دعوات
بضرورة نأي العراق عن هذا الصراع وعدم جر البلاد لتكون ساحة معركة لتصفية
الحسابات.
وفي
هذا السياق، يقول النائب الأول لرئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم أبو سودة،
لوكالة شفق نيوز، إن "العراق ليس له علاقة بالحرب بين إسرائيل والجارة إيران،
لذلك من المهم نأي البلاد عنها للحفاظ على الاستقرار الحالي وعدم الانجرار
وبالتالي يكون العراق ساحة لمعركة هو ليس طرفاً فيها".
على
شفا حرب كبيرة
من
جهته، يرى الكاتب المختص في العلاقات الدولية، حسين شعيتو، أن "المنطقة على
شفا حرب كبيرة خصوصاً بعد التدخل المحدود للجيش الأمريكي في إيران لإظهار واشنطن
للمجتمع الأمريكي والرأي العام بأنها تدخلت للحد من التخصيب الإيراني، لكنها حرصت
على عدم تدمير هذه المنشآت لتجنب الذهاب لمرحلة اللاعودة".
ويوضح
لوكالة شفق نيوز، أن "الجانب الأمريكي يعتقد أن إيران بهذا الاستهداف المحدود
قد تذهب إلى التهدئة بعد أن ترد بشكل محدود أيضاً بحسب ما يعتقد به الأمريكي
حالياً، لذلك من المتوقع أن ترد إيران على هذه الضربة سواء على القطع البحرية في
الخليج، أو على قاعدة أمريكية في إحدى الدول، وعلى إثر حجم الرد الإيراني سيتقرر
التصعيد من عدمه".
ويتفق
رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الإستراتيجية، أحمد الياسري، مع ما قاله
حسين شعيتو، بأن "الهجوم الأمريكي على إيران زاد من تعقيد الحرب، أما
تأثيراته على المنطقة فهذا يعتمد على طبيعة الرد الإيراني".
ويبين
الياسري لوكالة شفق نيوز، أن "إيران إذا استهدفت المواقع الأمريكية أو لجأت
لإغلاق مضيق هرمز أو باب المندب، حينها ستصبح حرباً مفتوحة في المنطقة، في ظل عدم
وجود أي مبادرة في الأفق، لكن حتى هذه اللحظة الوضع مسيطر عليه".
موقف
الفصائل
وعن
موقف الفصائل المسلحة الموالية لإيران من التطور الجديد في الصراع، يقول عضو
المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون)، محمد عبد الله النعمي، إن
"موقف الفصائل هو التضامن مع إيران وفلسطين ومساندتهما"، مبيناً أن
"إيران والمحور بأكمله هم في موقف المدافع عن نفسه ولم يعتدوا على أي
أحد".
ويضيف
النعمي لوكالة شفق نيوز، أن "القوات المسلحة اليمنية أعلنت منذ اليوم الأول
من الصراع وقوفها الكامل إلى جانب إيران، وأنها على استعداد لاستهداف البارجات
والسفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا اقحمت أمريكا نفسها بالعدوان على إيران، أما
نهاية الحرب فهذا القرار بيد العدو الذي فتح على نفسه هذه الحرب".
هذا
وكان المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، الشيخ كاظم الفرطوسي، رفض خلال حديثه لوكالة
شفق نيوز، الأحد، التعليق على التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكداً
أن من حق إيران الرد على أي اعتداء تتعرض له، وأن الحرب لم تتوقف لغاية الآن.
إلى
ذلك، حذر السياسي عائد الهلالي، من تحول العراق الى ساحة اشتباك إقليمي مباشر بعد
التصعيد الأخير، المتمثل بالتدخل الأمريكي في الحرب ما بين إيران وإسرائيل.
وأوضح
الهلالي، لوكالة شفق نيوز، أن "الساحة العراقية تقف على مفترق طرق خطير،
وتحديداً أمام الوعيد الذي أطلقته الفصائل المسلحة العراقية بالانخراط الفوري في
المواجهة، فالتصريحات التي صدرت من قادة تلك الفصائل لم تكن مجرد تهديدات إعلامية،
بل تحمل في طياتها نذر تحوّل العراق إلى ساحة اشتباك إقليمي مباشر".
التدخل
الأمريكي
وفجر
اليوم، وجّهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية استهدفت منشآت نووية داخل
الأراضي الإيرانية، بينها مواقع في نطنز، وفوردو، وأصفهان، مستخدمة قاذفات
استراتيجية وقنابل خارقة للتحصينات، وذلك بالتنسيق مع إسرائيل.
وقد
وصفت طهران الهجمات بأنها "عدوان سافر وانتهاك للقانون الدولي"، مؤكدة
احتفاظها بحق الرد، فيما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "تهدئة
الأوضاع"، محذراً من رد أقوى في حال استمرت الهجمات الإيرانية على المصالح
الأمريكية أو الإسرائيلية.
فيما
ردت إيران رسمياً عبر التلفزيون الحكومي بتحذير بأن جميع الأمريكيين العسكريين
والمدنيين في المنطقة أصبحوا أهدافاً مشروعة، فيما قلّل مستشار البرلمان الإيراني
مهدي محمدي من حجم الأضرار، مؤكداً إمكانية إصلاح المواقع المستهدفة.
وكانت
القوات الإيرانية قد أطلقت صباح الأحد عشرات الصواريخ على إسرائيل رداً على
الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية في إيران.
واستهدفت
الصواريخ مناطق في تل أبيب وحيفا، وألحقت أضراراً بمواقع استراتيجية في خليج حيفا،
فيما أكد الحرس الثوري أن الهدف كان نقاطاً حيوية ذات أهمية عسكرية واقتصادية.
إلى
ذلك قالت وسائل إعلام إيرانية، إن الضربات الإيرانية على إسرائيل، صباح الأحد،
تضمنت لأول مرة، صواريخ من طراز "خيبر".