تحذير من وسيلة علاجية منتشرة في العراق
شفق نيوز/ يلجأ مواطنون وخاصة في الأحياء الفقيرة إلى عيادات طب الأعشاب لمعالجة مرضاهم، وذلك لرخص ثمنها مقارنة بنظيرتها الكيميائي ولاعتقادهم أنها "آمنة"، في ما يحذّر مختصون من آثار جانبية ضارّة قد تصيب المتداوي بها، في حال كان المُعشّب غير مؤهّل لهذه المهنة، أو كانت الحالة المرضية شديدة.
وتنتشر محال العطّارين والمعالجين بالأعشاب في عموم محافظات العراق، وأصبحت تلك العيادات قبلة المواطنين الفقراء للاستطباب، بعد أن وصلت نسبة الفقر في البلاد إلى نحو 25% وفق إحصاءات وزارة التخطيط.
ويتكفّل العشّابون بمعالجة مرضاهم وفق وصفات تُحدد بمدة زمنية وبمقادير معينة للتداوي، وتتمثل بعلاج تساقط الشعر والترشيق والتسمين والأمراض الجلدية وصولا إلى الأمراض المزمنة والمستعصية وغيرها.
"رخيصة وآمنة"
تقول المواطنة أم خضر من محافظة النجف لوكالة شفق نيوز، إن منزلها لا يخلو من الأعشاب، من القرفة والحبة السوداء واليانسون وغيرها، فهي "أفضل من العلاج الكيميائي، لأسباب عديدة منها رخص ثمنها ولكونها آمنة"، وتضيف، أنها تستخدم الأعشاب "للقضاء على الأنفلونزا أو للتخفيف من أعراضها".
والتداوي بالأعشاب، هو طب شعبي أو تقليدي يعتمد على استخدام النباتات والمستخلصات النباتية، وله أسماء متعددة منها الطب النباتي، طب الأعشاب، علم الأعشاب، طب العرب، وأحيانا يشمل طب الأعشاب منتجات النحل (العسل) والفطريات، وبعض المعادن، والأصداف، وأجزاء معينة من الحيوانات.
أحد المعالجين بالأعشاب في محافظة البصرة، يذكر في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "الأعشاب ذات تأثير إيجابي وفعّال وليس سلبي، ومعظم المواد المتوفرة في الصيدليات مستخلصة من الأعشاب، نظرا لفوائدها الكثيرة الصحية للإنسان، وكما تعلمنا من أجدادنا العشّابين، بأن الأعشاب، (اذا لم تفد لا تضر)".
ويوضّح المعالج الذي يقضي معظم أوقات نهاره بخلط وتركيب الأعشاب، أن الأخيرة فيها "مقادير محددة للتداوي بما يناسب كل حالة"، مشيرا إلى أن "مهنة التداوي بالأعشاب ورثها من جده الذي كان عشّابا على مدى 60 عاما".
سلاح ذو حدين
في المقابل، يحذّر مختصون من استخدام الأعشاب دون التثبّت من خبرة المُعشّب أو من المواد العشبية التي قد تحدث آثارا جانبية ضارّة لدى المتداوي بها، وفق استشاري طب الأسرة، الدكتور علي أبو علي طحين، ويؤكد أن "بعض الأعشاب قد تكون مفيدة ونافعة لكن ليس جميعها، فهي سلاح ذو حدين".
ويبيّن أبو طحين خلال حديثه لوكالة شفق نيوز بأن "الأعشاب يمكن أن تنفع في الحالات البسيطة، أما في الوعكات الصحية الشديدة فيمكن حينها أن تكون الأعشاب وسيلة مساعدة، لكنها لا تستطيع لوحدها شفاء المصاب، بل يجب اللجوء إلى طبيب مختص وأخذ العلاج الكيميائي".