بينها اربيل.. لهذه الأسباب تتفوق حظوظ "طريق التنمية" على "الممر الهندي"
شفق نيوز/ اعتبر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط واوروبا (Imec)" الذي تؤيده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يزال يحتاج الى وقت قبل أن يتحقق.
وأوضح التقرير البريطاني، أن تركيا تؤيد في المقابل، مشروع "طريق التنمية" الذي يجمعها مع العراق، والقابل للتحقق بحسب وجهة نظرها رغم التحديات والعراقيل التي أمامه، مؤكدا أنه بإمكان انقرة ان تستفيد من علاقاتها القوية مع اربيل من اجل انجاح المشروع.
وأوضح التقرير، الذي نشره الموقع باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، ان مشروع الممر الهندي الذي أعلن عنه خلال قمة دول ال20 في نيودلهي، من دون مشاركة روسيا والصين، وأن الهدف منه، أن يكون بديلا عن "مبادرة الحزام والطريق" الصينية.
إلا أن التقرير لفت إلى أن المشروع المقترح الذي وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "تاريخي"، ما يزال في مرحلة إعلان سياسي للنوايا حيث يدعمه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكنه لن يتحقق على المدى القريب.
وذكر التقرير بأن مشروع الممر الهندي يطرح تصور الارتباط بين الهند والإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، وهو ما يتحتم وجود مجموعة واسعة من الاتفاقيات، حيث أنه على سبيل المثال، لدى الصين تعاون مع حوالي 140 دولة من خلال "مبادرة الحزام والطريق".
وبعدما أشار التقرير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعارض فكرة الخط الهندي المطروحة حاليا، معتبرا أنها لا يمكن أن تتحقق من دون تركيا التي يشدد على أهميتها كقاعدة تجارية، قال التقرير إن تركيا حققت مع العراق تقدما في المحادثات حول مبادرة "مشروع طريق التنمية" وهو خط للسكك الحديدية والطرقات السريعة التي ستربط ميناء الفاو الكبير في البصرة بالحدود التركية الجنوبية، وهو مشروع يصفه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأنه "الخيار الافضل، والاقل تكلفة"، لربط الشرق الأوسط باوروبا، بينما يقول عنه اردوغان بانه يمثل اولوية بالنسبة لتركيا حيث من المقرر اختتام المفاوضات حوله خلال الشهرين المقبلين، والانتهاء من المرحلة الاولى من المشروع بحلول العام 2028.
وبحسب التقرير البريطاني، فانه بمجرد الانتهاء من ميناء الفاو الكبير، سيصبح من بين اكبر الموانئ في الشرق الأوسط، بمساحة تبلغ 54 كلم مربعا وبمساحة بمقدورها استيعاب سفن الشحن الأضخم حجما.
ولفت الى ان موسوعة "غينيس" للارقام القياسية اعتمدت كاسر الامواج في الفاو الكبير باعتباره الأكثر طولا في العالم اذ يبلغ طوله حوالي 14.5 كيلومتر.
وتابع التقرير، أن "طريق التنمية" يمكنه أن يستفيد من واقع وجود خط سكة حديد يمتد جنوب الموصل، برغم من انه قديم، في حين أن أعمال التجديد تجري حاليا في بعض خطوط ومحطات السكك الحديدية في العراق.
وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير إلى أن أردوغان قال مؤخرا ان قطر والإمارات تدعمان هذا المشروع، كما أن دول الخليج تخطط من جهتها لإقامة خط للسكك الحديدية فيما بينها، وفي حال تم الجمع بين المبادرتين، فان عملية النقل الى اوروبا ستصبح اكثر سهولة.
وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أن التحديات الرئيسية التي تواجه "طريق التنمية" تتضمن ظاهرة عدم الاستقرار السياسي، والتعقيدات المرتبطة بمؤسسات الدولة، والمسائل الأمنية في العراق، مضيفا أنه رغم تحسن الوضع الأمني خلال السنوات الماضية، إلا أن وجود الميليشيات لا يزال يشكل تهديدا، وهو ما يتضح في الاشتباكات الاخيرة بين المقاتلين المدعومين من إيران والمتظاهرين الكورد في كركوك.
وفي الوقت نفسه، اشار التقرير الى نشاطات حزب العمال الكوردستاني في شمال العراق والتي وصفها بانها تشكل تهديدا، حيث ان تركيا تشن ضربات جوية ضد الجماعة في العراق.
وتابع قائلا انه مما يفاقم من تعقيد الامور، هو استمرار ازمة الحكم وتقاسم السلطة في العراق، موضحا ان وجود مجموعات تعمل بالوكالة عن قوى اجنبية، ومرتبطة بالحكومة العراقية، يخلق عراقيل.
وبالإضافة الى ذلك، ذكر التقرير انه لم تحدث حتى الان مصالحة كاملة بين اربيل وبغداد، في ظل وجود مسائل لم يتم حلها تتعلق بالميزانية وتقاسم عائدات النفط.
ومع ذلك، اعتبر التقرير، أن علاقات تركيا القوية مع اربيل يمكن أن تساعد في ضمان عدم تأثير هذه القضايا على مشروع "طريق التنمية".
واضاف التقرير ان اردوغان في الوقت نفسه، يحاول وضع المشروع في سياق إقليمي، بدلا من تصويره على أنه مجرد مبادرة ثنائية بين تركيا والعراق.
وختم التقرير بالقول إن "طريق التنمية" لن يربط الشرق الاوسط باوروبا عبر تركيا فحسب، اذ انه سيربط تركيا بدول الخليج ايضا، وهي رؤية تركية تتوافق في هذا الصدد مع سياسة التعددية التي طورتها دول الخليج مؤخرا، وذلك في وقت تعمل فيه تركيا على اعادة بناء العلاقات مع الإمارات والسعودية بعد مرحلة من التوترات.
وخلص التقرير الى القول، إنه بينما لا يزال "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط واوروبا (Imec)"، مجرد فكرة نظرية، فان "طريق التنمية" آخذ بالتشكل بشكل نشيط، وهو ما يمنح المشروع فرصة جيدة للنجاح.
ترجمة وكالة شفق نيوز