"غدر الصديق" دفعه لإثبات وفاء الذئاب (صور)
شفق نيوز / بهاء المعاضيدي، مواطن عراقي من سكنة قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار، من مواليد 1985، ومنذ طفولته وهو يعمل على تربية العديد من الحيوانات المفترسة المعروفة بخطورتها على حياة كل من يقترب منها، بل على حياة أي مكان تضع قدمها به، ومن أخطرها "أفعى الكوبرا"، وابن آوى أو ما يعرف بـ"الواوي".
وقص المعاضيدي، مسيرته بتربية وترويض الحيوانات الخطرة هذه، لوكالة شفق نيوز، قائلا "بدأت بتربية وترويض الببغاء لكني لم أتمكن من تحقيق ما كنت أطمح له، ثم بدأت بتربية وترويض أفعى الكوبرا، ورغم نجاحي بذلك إلا أن والدي كان معارضاً بشدة لتربيتها فضطررت لتركها، ثم قمت بترويض (الواوي)، لكن اعتراض والدي على ذلك أجبرني أيضا على تركه".
وتابع بالقول "قبل ثمانية سنوات، تمكنت أخيراً من إقناع والدي بتربية وترويض الذئاب، وما دفعني لانتقاء هذه الفصيلة من الحيوانات المفترسة هو ما يعرف عنها بالغدر والخيانة، فبعد تعرضي للغدر من قبل أحد المقربين مني، قررت أن أثبت أن الذئاب بريئة من هذه التهمة".
وأكد المعاضيدي، أنه "طوال ثماني سنوات عمل على تربية الذئاب، لم يتعرض أو أي أحد من عائلته وجيرانه لأي خطر منها، فحتى أنه في إحدى المرات غاب عنها لشهر أو أكثر بقليل، ولم يطعمها أحد لمدة تجاوزت يومين، وعندما دخل عليها بدأت باللعب معه وكأنه لم يفارقها للحظة، وإذا قام أحد بمهاجمتي أمامها تتغير ملامحها فجأة ولو كان بإمكانها لانقضت عليه".
وأشار إلى أن "منذ بداية تربيته للذئاب كان يملك ستة منها، وقام ببيع ثلاثة بسبب ما تستهلكه من طعام يقدر بأكثر من مليوني دينار بالشهر الواحد، فضلاً على عدم امتلاكه لمكان يأويها جميعها".
ولفت المعاضيدي، إلى أن "الذئاب لا تأكل أي لحوم عفنة، لذا يجب شراء كميات كبيرة من اللحم وبعض الأجزاء من الدجاج، وهذا ما يزيد من عبء تكاليف هذه المهنة".
وحول الأرباح التي يجنيها المعاضيدي، من هذه المهنة، أجاب إنها لا تأتي سوى بشيء بسيط من الأرباح (...) وغالباً ما يقوم بمضاعفة المبلغ من حسابه لتأمين قوت الذئاب، لكنه يحرص على الإبقاء عليها للأجر والثواب".
وذكر مربي الذئاب، أن "هناك الكثير من الناس ما زالوا يستخدموا شعر وماء الذئب للعلاج من أمراض معينة، كما أن هنالك من يشتروا ناب الذئب أو غيرها من أعضائه لأغراض مختلفة"، مردفاً بالقول "الذئاب التي لدي تعيش في قفص داخل أرض سكنية بجوار منزلي تعود لأخي، الذي يريد مني تحويل الذئاب لمكان آخر من أجل أن يبني أرضه، ولا أعلم ما العمل الآن وأين سأذهب بها".
وأضاف المعاضيدي، أن "هناك العديد من أهالي المنطقة قاموا بتقديم شكوى ضدي بسبب تربية الذئاب بمنطقة سكنية، ولكن لم يتمكنوا من منعي، فلست بمجنون لأربيها بالقرب من أطفالي لو كانت تشكل أي خطر، ولم تتخذ السلطات الأمنية أي إجراء لمنعي أو مفاتحتي بالأمر حتى".
وأوضح أنه كان يملك العديد من الحيوانات الأخرى، لكن عدم امتلاكه لمكان مناسب لها وانعدام وجود متنزه أو حديقة حيوانات في الأنبار، أجبره على بيعها واحدة تلو الأخرى".
وخلص المعاضيدي، إلى مطالبة محافظ الأنبار والمسؤولين المحليين بـ"تخصيص مكان في المحافظة وجعله حديقة للحيوانات على غرار حديقة الوزراء في بغداد وغيرها"، مؤكداً، أن استجابة المحافظة لهذا الطلب، سيدفعني لجلب كل الحيوانات وترويضها فيها، حتى الأسود".