بعد "إضعاف المحور".. رؤية امريكية تتوقع شخصية عراقية لخلافة سليماني ونصرالله
شفق نيوز/ ذكر موقع
"1945" الأمريكي المتخصص بشؤون الأمن القومي، أنه يتحتم على إدارة
دونالد ترامب القادمة، بدلا من الانسحاب من العراق، العمل على الاستثمار في السيادة
والقومية العراقية لمساعدة العراقيين على الحفاظ على الاستقلال الذي يستحقونه،
واحتواء الحرس الثوري الإيراني والقوى الوكيلة له في العراق، ومنعه من العمل في
البلد كقاعدة عمليات له، مشيرا إلى إن زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، قد
يصبح الوجه القيادي الجديد لـ"محور المقاومة".
وقد أشار التقرير،
الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أنه بعد تحول إيران لـ"الموقف الدفاعي"
بعد التطورات التي جرت في غزة ولبنان وسوريا، فإن هذا يجعل العراق الحليف الرئيس
للجمهورية الإسلامية، العضو الوحيد المتبقي في محور المقاومة.
واعتبر التقرير، أن
"السياسة العراقية، وحتى الشيعية منها، كانت دائما الأكثر تعقيدا مما يدركه
كثيرون في واشنطن"، مشيرا إلى أن "بعض زعماء الكتل الشيعية مثل قائد
فيلق بدر هادي العامري، يعمدون إلى بيع السيادة العراقية لصالح إيران، بينما كان
العديد من أعضاء حزب الدعوة أكثر تشككا في إيران، وخاصة اذا كانوا قد امضوا سنوات
في منفاهم ببريطانيا وليس في سوريا أو إيران".
وتابع التقرير انه
"بينما راهنت وزارة الخارجية الأمركية لاحقا بآمالها على زعيم التيار الوطن
الشيعي مقتدى الصدر باعتباره علاجا للنفوذ الإيراني، فان الدبلوماسيين اساءوا
فهمه، حيث ان معارضة الصدر للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لم تكن بسبب اختلافه
مع مفهوم ولاية الفقيه، بل لأن الصدر نفسه كان يأمل في ان يصبح هو الزعيم
الأعلى".
وراى التقرير، أن
"السقوط السريع لوكلاء إيران، جدد التركيز على العراق"، موضحا أن
"الوجه الفعلي لجبهة المقاومة ظل لفترة طويلة بيد قائد قوة القدس الإيراني
قاسم سليماني، حيث كان يتمتع بشخصية كاريزمية وبشهرة كبيرة، وبمثابة وزير للخارجية
الإيرانية بحكم الأمر الواقع، لكن بعد أمر ترامب بالضربة التي قتلت سليماني خارج
مطار بغداد، لم تنتقل قيادة جبهة المقاومة الى اسماعيل قاآني، وانما إلى الأمين
العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي كان كلما تحدث على شاشة التلفزيون توقف جميع
اللبنانيين تقريبا للاستماع اليه".
وبالمقارنة، قال
التقرير، أن "نعيم قاسم، الذي تولى زعامة حزب الله، في المقابل، عندما ألقى
خطابا في 4 كانون الثاني/ يناير 2025، كان هناك تجاهل من جانب من موظفي المطاعم
والمقاهي وروادها في أحد مطاعم الضاحية الجنوبية لبيروت".
وأضاف انه "مع مقتل نصر الله، فانه من المرجح ان تنتقل قيادة جبهة المقاومة إلى عراقي، وهو قيس الخزعلي البالغ من العمر 50 عاما، زعيم حركة عصائب أهل الحق، الذي بامكانه على غرار سليماني ونصر الله"، مذكرا بأن "الخزعلي عندما كان قائدا للمجموعات الخاصة المدعومة من إيران في السنوات الأولى من غزو العراق، اعتقلته القوات البريطانية، ثم اطلقت سراحه في وقت لاحق في مقابل إطلاق سراح رهينة اختطفته مجموعته".
ولفت التقرير، إلى أن
"الخزعلي أصبح الآن وجها لجبهة المقاومة، وهو يدرك أيضا أن هذه الوضع قد يعني
تقصير عمره إلى حد كبير"، مشيرا إلى أنه "اختفى منذ عدة اسابيع، بينما
يتكهن بعض العراقيين بانه اصيب او قتل، رغم أن المتحدث باسمه قال لاحقا انه كان في
جولة دراسية في إيران لا أكثر".
وأشار التقرير، إلى
أنه "بينما واصل الرئيس الاسبق باراك اوباما استكمال الانسحاب الذي أقره
الرئيس الأسبق جورج بوش من العراق، الى أن اضطره صعود تنظيم داعش، على العودة الى
العراق، فإنه على ما يبدو سيكون ترامب مستعدا لمواصلة اعادة الانتشار والانسحاب
الذي بدأ به الرئيس بايدن".
لكن التقرير، أعتبر أن
"قرار بايدن بالانسحاب لم يكن حكيما، حيث أنه كان تعبيرا عن الضعف في مواجهة
القوة الظاهرة لجبهة المقاومة الإيرانية"، مضيفا أنه "مع رحيل نظام
الأسد وسقوط حزب الله، فإنه يتحتم على الولايات المتحدة السعي إلى احتواء الحرس
الثوري الإيراني وقواه الوكيلة، وعدم السماح له بمعاملة العراق كدولة تابعة أو
قاعدة للعمليات".
في حين أقر التقرير،
بأن "موقف ترامب الانفعالي هو ضد نشر قوات أمريكية في الخارج، إلا أنه اعتبر
ان الولايات المتحدة ليست بحاجة الى القيام بالكثير"، موضحا أن "قادة
العراق المتعاقبين يدركون ضعفهم، وأن واشنطن توبخهم حول علاقتهم مع طهران، ولهذا
فان بغداد واقعة بين المطرقة والسندان".
وبينما أكد التقرير،
أن العراق ليس بامكانه تغيير جيرانه، مثلما ليس بإمكان أوكرانيا تغيير جيرتها
لروسيا، أشار الى أن قادة العراق شقوا مساحة من خلال اللعب على الولايات المتحدة
وإيران ضد بعضهما البعض، تماما مثل المساحة التي يخلقها مغناطيسان متنافران،
فعندما تزيل مغناطيسا واحدا، فان مجال القوة سينهار".
ولهذا، اعتبر التقرير
أنه في حال أمر ترامب القوات الأمريكية بالانسحاب من العراق، فانه بذلك سيعطي
الضوء الاخضر لهيمنة إيران على العراق، مضيفا أن "انتصارا ايرانيا" كهذا
سيتردد صداه في أنحاء المنطقة كافة".
وتابع قائلا إنه
"في حال لم يكن العراق بمثابة منطقة عازلة، فإن الميليشيات المدعومة من إيران
ستكون قادرة على إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ من مسافة اقرب الى اسرائيل،
وتقصير الزمن المطلوب لعبورها، بالاضافة الى أن المصالح المدعومة من إيران قد
تتسبب في زعزعة استقرار الأردن بسهولة أكبر، وهو ما يجب على الولايات المتحدة ألا
تعتبره أنه من المسلمات".
وخلص التقرير إلى
القول، إن "ترامب يرى نفسه كاستراتيجي ماهر، إلا أن إحدى خطواته الاولى في
الشرق الاوسط قد تتمثل في تقويض فرص نجاح مبادرته"، داعيا الرئيس الأمريكي
المقبل إلى "عدم الاعلان عن نتيجة المباراة مسبقا طالما أن الخصم لا يزال
منخرطا بقوة في المواجهة".
وخلص إلى القول، أنه
"عوضا عن التراجع أمام تراجع قوة ايران، فانه من الضروري الاستثمار بشكل أكثر
نشاطا في السيادة والقومية العراقية لمساعدة العراقيين على الحفاظ على الاستقلال
الذي يستحقونه، وإبقاء شخصيات مثل قيس الخزعلي في المنفى الإيراني الذي يستحقونه
بعد أن أعطوا الأولوية لمصالح طهران على مصالح بغداد".
ترجمة شفق نيوز