بسبب غزة.. ضغوط كبيرة يواجهها السوداني قد تفضي إلى خروج العراق من النفوذ الأمريكي
شفق نيوز/ رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية الموقف الصعب الذي يجد العراق نفسه فيه في ظل حرب غزة، والهجمات التي تشنها فصائل مسلحة، هي جزء من الائتلاف الحاكم في بغداد، حيث تقول مصادر إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يتعرض لضغوط متزايدة من أجل العمل على إخراج القوات الأميركية من البلاد.
وقامت "الجارديان" بتغطية لمشهد تشييع علي حسن الدراجي الذي قالت إنه جرى إعلان "استشهاده" في الغارات الامريكية على مواقع للجماعات المسلحة، وذلك خلال مراسم في الأحياء الفقيرة الواسعة في مدينة الصدر.
ولفت التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، والغارات الجوية الامريكية، تسلط الضوء على خطر امتداد الوضع في غزة.
وتابع التقرير أنه بينما يقول البنتاغون ان غاراته هي دفاع عن النفس، اوضح ان عائلة الدراجي الذي رفعت صورة كبيرة له، يرتبط تاريخها بمرحلة محاربة القوات الأمريكية بين عامي 2003 و2011.
وبحسب التقرير، فإن عائلة الدراجي تعتبر أن الغارات الامريكية على مواقع الفصائل العراقية قبل أيام، هي بمثابة استمرارية لتاريخ الولايات المتحدة من الظلم في الشرق الأوسط، وتواصل انتهاكها للسيادة العراقية على حد قولها.
وأشار التقرير إلى أن العديد ممن شاركوا في تشييع علي الدراجي هم من أعضاء كتائب حزب الله التي يعتقد أنها المسؤولة الأكبر عن الهجمات ضد القوات الامريكية، وهو تنظيم انضم إليها العديد من هؤلاء منذ ما بعد الغزو العام 2003، بما في ذلك علي الدراجي وعمه ذوالفقار اللذين التحقا بصفوف التنظيم في العام 2014.
ولفت التقرير إلى أن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة متجذرة بعمق في هذا المجتمع الذي تلقى الخسارة تلو الخسارة. ونقل التقرير عن ذوالفقار قوله إن "الشعب لا يريد الأميركيين، فهم مسؤولون عن تدمير العراق".
وتابع التقرير أن علي، الذي كان يبلغ من العمر 32 عاما عن مقتله، هو الفرد السابع من عائلة الدراجي الذي يقتل في أحداث العنف المتقطعة التي عمت العراق منذ العام 2003، حيث قتلت والدة علي وشقيقتان وعمه خلال أعمال القتل الطائفية التي تلت الغزو بينما قتل اثنان من أبناء عمومته الصغار عندما أصابت قذيفة هاون منزل العائلة في العام 2008.
وذكر التقرير أن مشاهد الأطفال الفلسطينيين القتلى الذين يتم انتشالهم من تحت الانقاض، اعادت هذه الذكريات المؤلمة واحيت الغضب تجاه الولايات المتحدة، التي ينظر إليها على أنها طرف في الحرب بسبب الغطاء الدبلوماسي والمساعدات العسكرية التي تؤمنها لصالح إسرائيل.
ونقل التقرير عن ذو الفقار قوله إن "العراقيين يقفون مع غزة، وليس فقط فصائل المقاومة، وليس الحشد الشعبي فقط. نحن نتوحد كلما كانت هناك حرب".
وتابع التقرير انه عندما اسرائيل هجومها البري في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، علت الصلوات من المآذن في أنحاء العاصمة العراقية دعما لغزة، وتوحدت مساجد السنة في كافة أنحاء المدينة لتنظيم صلوات مشتركة دعما للفلسطينيين، حتى ان بعض السنة أعربوا عن دعمهم للهجمات التي يشنها الشيعة على الاميركيين.
ونقل التقرير منير العبيدي، وهو نائب رئيس مجلس علماء العراق التي تضم اكثر من الف من رجال الدين السنة، قوله "فليساعدهم الله إذا ضربوا الأمريكيين، نحن ندعو لهم بالتوفيق".
ولهذا، قالت "الجارديان" إن التصعيد الاخير هو بمثابة صداع لحكومة السوداني، ويكشف مجددا عن محدودية قدرة الحكومة في كبح الفصائل المسلحة، مذكرة بان السوداني وصل الى الحكم من خلال دعم تحالف يضم حلفاء سياسيين من "فصائل المقاومة" مثل كتائب حزب الله، الذين وافقوا على تجميد سلاحهم مؤقتا لمنح السوداني فرصة لاعادة تفاوض العراق مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق على إطار زمني لانسحاب القوات الاميركية.
الا ان التقرير البريطاني قال ان "الصبر داخل التحالف الحاكم بدأ ينفد". ونقل التقرير عن أحد مستشاري السوداني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله "هناك ضغوط على الحكومة لتسريع انسحاب القوات الأمريكية".
وبحسب المستشار نفسه، فان غالبية أعضاء الائتلاف الحاكم يؤيدون جهود السوداني للدعوة إلى حل سياسي للحرب بين اسرائيل وحركة حماس بما من شأنه ان يقود الى تهدئة الوضع في العراق، الا ان البعض منهم يعتقد ان المفاوضات "ليست كافية لردع العدوان الاسرائيلي".
وبعدما ذكر التقرير ببيان صادر عن كتائب حزب الله السبت الماضي حول خفض وتيرة الهجمات على القوات الأمريكية في ظل الهدنة القائمة في غزة، والتأكيد في الوقت نفسه على الاستمرار في العمل على "تحرير" العراق من "قوات الاحتلال"، مهما بلغت التضحيات، نقل التقرير عن ذوالفقار الدراجي قوله إنه "في مقابل كل شهيد، فان ألفا آخرين سيحلون مكانه".
ترجمة: وكالة شفق نيوز