بترايوس وفق تجربته العسكرية في العراق: إسرائيل ستنتصر إذا طبقت هذه الاستراتيجية
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" ان القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الذي تولى أيضا إدارة وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، يعتبر ان اسرائيل على طريقها لتحقيق نصر في حربها في غزة، لكنه حذّر -بناء على تجربته العسكرية في العراق، من أنه يتحتم على إسرائيل التركيز على استراتيجية مكافحة التمرد لاحقا اذا ارادت منع حركة حماس من العودة.
ووصفت الصحيفة الإسرائيلية الجنرال بترايوس بانه كان له الفضل في تغيير مسار الحرب في العراق، وهو يعتبر الآن أن على إسرائيل تدمير حماس وهي في طريقها نحو انتصار في غزة.
وبعدما لفت التقرير الاسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان بترايوس هو الذي قاد حملة "زيادة القوات" في فترة عامي 2007 و2008 كقائد للقوات الامريكية، نقلت الصحيفة عنه قوله على هامش مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أنه على إسرائيل العمل على منع حماس من العودة الى السلطة من خلال التركيز على مكافحة التمرد، مضيفا أنه "أمر لا مفر منه".
وذكر التقرير ان "التمرد" أصبح فكرة شائعة خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تقاتل قوات محلية للاطاحة بحكم استعماري ضد الجيوش التقليدية، وتغيير النظام السياسي القائم، مضيفا أن هؤلاء المقاتلين عادة ما يختبئون بين المدنيين من الجيوش التي تحارب دفاعا عن النظام السياسي القائم.
وبحسب الجنرال بترايوس، فإنه من اجل الحاق الهزيمة بالتمرد، يجب اتباع نهج "مكافحة التمرد" من خلال استراتيجية تركز على السكان بدلا من التركيز على العدو نفسه، وذلك بهدف كسب تأييد الجمهور وعزل المتمردين عنهم.
وبحسب نظرية بترايوس، فان وفق "مكافحة التمرد"، فإن قتل العدو لا يكون شيئا مساعدا الا في حال كان يعزز من الأمن للسكان وانشاء المساحة اللازمة من أجل تطوير المؤسسات الاقتصادية والسياسية المشروعة، ولكن في حال كان القضاء على المتمردين سيؤدي إلى خلق عدد أكبر من المقاتلين الجدد من عدد المقاتلين الذين تم تدميرهم، فإن القيام بذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وذكر التقرير أنه عندما تولى الجنرال بترايوس قيادة جهود الحلفاء في العراق في فبراير/شباط 2007، كان المتمردون في العراق يبدون كأنهم على الطريق نحو تحقيق النصر. ولفت التقرير إلى إن بغداد كانت تشهد يوميا مقتل 150 شخصا في إطار العنف الطائفي.
واشار التقرير الى ان قائد القوات الامريكية المنتهية ولايته، الجنرال جورج كيسي، يسعى الى تقليص خسائره، من خلال الحد من الوجود العسكري الأمريكي كبير وتسليم زمام الأمور للقوات العراقية. وتابع التقرير، أن الجنرال بترايوس، من خلال مهمته التي استمرت 19 شهرا، تمكن من تغيير مسار الحرب بشكل جذري.
ونقل التقرير عن بترايوس قوله إنه "يتحتم عليك أن تفهم الأفكار الكبيرة بشكل صحيح".
واشار التقرير الى ان الانتقال الى نهج يركز على السكان، كان هو فكرة بترايوس الكبيرة، حيث حشد اكثر من 20 ألف جندي، ونقل الجنود من القواعد الكبيرة التي يتمركزون فيها، لكي يعملوا وسط السكان وتوفير الأمن لهم.
وتابع التقرير أنه قبل بدء تطبيق خطة زيادة القوات، قال قائد القوات الخاصة الامريكية ستانلي ماكريستال للجنرال بترايوس "الوضع يزداد سوءا، لأننا ننفذ كل ليلة في الرمادي والفلوجة، عمليتين أو ثلاث عمليات في الليلة الواحدة"، فدر عليه بترايوس "انت محق تماما، لانه يتحتم عليك ان تقوم بعمليات تطهير تمسك بالارض، ثم تبني"
ونقل التقرير عن بترايوس قوله ان "المفاهيم الاساسية لمكافحة التمرد، تتمثل في أنك تقوم بتطهير منطقة ما، ثم تسيطر عليها، بطريقة مهمة، وتطوق حيث بامكانك اقامة مجمعات مسورة، كما نسميها، حيث هناك 12 او 13 منها في الفلوجة وحدها". وأضاف "بامكانك ان تعتمد استخدام بطاقات الهوية البيومترية لانك تحاول الفصل بين العدو، اي المتطرفين، وبين الناس. وهذه هي الفكرة الاساسية."
وبحسب التقرير، فان سياسة "مكافحة التمرد" اثمرت نتائج واضحة، اذ انه خلال فترة وجود بترايوس في العراق، تراجعت الوفيات بين القوات الامريكية من اعلى مستوى بلغ 126 حالة في مايو/ أيار 2007 الى متوسط اقل من 11 حالة شهريا بعد يونيو/حزيران 2008. وبالاضافة الى ذلك، فان القتلى بين المدنيين تراجع عددهم من 1700 الى 200 شهريا في نفس الفترة الزمنية.
ولفت التقرير إلى أنه بسبب هذه النتائج، فإن المؤرخ فيكتور ديفيس هانسون ادرج اسم بترايوس في كتابه "الجنرالات المنقذون: كيف أنقذ خمسة قادة عظماء الحروب التي ضاعت - من اليونان القديمة الى العراق".
وتابع التقرير أن الجنرال بترايوس يريد الآن أن يرى إسرائيل وهي تعمل بالتحرك وفق هذه الاستراتيجية في غزة. واضاف انه لا بد من إلحاق الهزيمة بحماس، لانها باعتقادها "لا يمكن المصالحة معها" مشيرا الى انها معادلة لتنظيم القاعدة او داعش.
ولفت التقرير إلى أن بترايوس يشعر بالقلق ازاء ما قد يحدث في غزة بعد تدمير البنية العسكرية لحماس. ويقول انه "عندما تدمر حماس كمنظمة عسكرية، ستظل هناك فلول، لا يزال هناك إرهابيون أفراد، ومتمردون، ومتطرفون، سمهم كما شئت".
ودعا بترايوس إلى إقامة أحياء مؤمنة ومسورة، حيث يقدم السكان المحليون الخدمات الاساسية، موضحا ان "الهدف من ذلك هو منع اعادة تغلغل حماس في مجتمعاتهم، والتي من المفترض أنهم لم يعودوا يريدونها في هذه المرحلة، خاصة بمجرد حصولهم على الخدمات الاساسية".
وتابع التقرير أن الخلل الرئيسي في سياسة"مكافحة التمرد"، خصوصا بالنسبة لإسرائيل، هو انه يتطلب الكثير من القوة البشرية والوقت. وبحسب بترايوس فإن "الأمر يتطلب عددا كبيرا جدا من القوات لتنفيذ عمليات السيطرة، ولكن في حال لم يتم تنفيذ ذلك، فسوف ينتهي بك الامر الى ان العدو سيعيد تشكيل صفوفه".
وذكر التقرير أن بترايوس تلقى دعوة من وزير الدفاع يوآف غالانت والمدير العام للوزارة ايال زمير لإجراء نقاش حول الحرب. ونقل التقرير عنه قوله "إنهم يدركون أن إعادة البناء هي التحدي، ويفهمون هذه الديناميكيات."
ترجمة: شفق نيوز