انفجار في البصرة غير حياته.. عسكري اسكتلندي يحول عوقه ومعاناته إلى قصة ملهمة
شفق نيوز/ تناول موقع "ادنبرة لايف" الاسكتلندي تجربة قاسية وملهمة، خاضها عسكري اسكتلندي أصيب بجروح بالغة وإعاقة خلال مهمته العسكرية في مدينة البصرة العراقية عام 2006، حيث تدهورت أحواله الصحية والنفسية بعدها لدرجة أنه حاول الانتحار مرات عدة، لكنه أعاد لملمة شتات نفسه للمضي قدماً وحول معاناته إلى قصة نجاح.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن النقيب نيل ديوار عانى من إصابات بدلت حياته ووصل إلى الحضيض بعدما أصيب بانفجار عبوة ناسفة خلال مهمة له في العراق عام 2006، مشيرة إلى أن النقيب المولود في ادنبرة، تحدث عن تجربته وكيفية محاولته الانتحار ثلاث مرات، إلى أن اكتشف رياضة خاصة بالمعاقين.
وأوضح التقرير أن ديوار (56 عاماً) كان نقيباً في فوج المشاة الملكي الاسكتلندي عندما لحقت به جروح متعددة بسبب انفجار عبوة ناسفة في البصرة، حيث تعرض لإصابات جسدية وعقلية متعددة ومعقدة أثرت على حركته وعانى من الشلل أحياناً بسبب الاكتئاب المرتبط باضطراب ما بعد الصدمة.
ولفت التقرير إلى أن الإعاقات شملت رقبته وعموده الفقري وساقه وذراعه، بالإضافة إلى معاناته من آلام مزمنة ومشاكل عصبية في الدماغ، ولم يعد بمقدوره المشي بدون دعامة لركبته والاتكاء على عصا المشي، حيث ظل يرتاد المستشفى طوال خمس سنوات لإجراء عمليات جراحة وترميم عديدة، كما خضع للفحوصات لاكتشاف أمراض الرئة النادرة التي أصيب بها أثناء خدمته في العراق بسبب المستشفى الميداني الذي نقل إليه في البصرة.
وأشار التقرير إلى أن ديوار لم يعد بمستطاعه أن يعيش لوحده، فعاد للعيش مع والديه.
ونقل التقرير عنه قوله "كانت حالتي سيئة، ووجودي مع والدي هو الذي منعني من الانتحار"، مضيفاً أنه كان يتعمد جرح نفسه بشفرات الحلاقة ويتشاجر مع الناس حتى يتعرض للضرب.
وأوضح "أردت أن أشعر بالألم لأنني كنت ميتاً في الداخل، وأمضيت وقتاً طويلاً أخطط للانتحار"، لافتاً إلى أنه فكر بأن يلقي بنفسه أمام حافلة.
وتابع التقرير أن ديوار خدم عسكرياً أيضاً ضمن مهمة لحفظ السلام خلال الحروب اليوغوسلافية، حيث شارك في الكشف عن المقابر الجماعية.
وأضاف أن ديوار كان يعاني من مستويات ألم حادة، ولم يكن قادراً على النوم كما عاني من تشنجات مؤلمة في ظهره وفخذه وقدمه.
والتحق ديوار ببرنامج علاجي مجاني خاص بآلام المفاصل تابع لشركة "نوفيلد هيلث"، وهو ما يعتبر أنه أنقذ حياته ووضعه على الطريق لكي يصبح بطلاً للرياضيين المعاقين.
ونقل التقرير عن ديوار قوله إنه "كان هناك أشخاص يضطرون إلى ممارسة التمارين الرياضية والجلوس على الكراسي لأنهم كانوا يعانون من صعوبة كبيرة في الألم، وكانت مدربتنا كيرستين متحمسة للغاية ومبهجة ومشجعة"، مضيفاً أنه "شاهد كيف كان الجميع يتحسنون، وشعر بالتحفيز من خلال الدورة التدريبية من أجل ممارسة التمارين مرة أخرى بشكل صحيح".
ولفت إلى أنه بدأ يفكر في المشاركة في بطولة "اينفيكتوس" وهي منافسة رياضية مخصصة للجنود المصابين بإعاقات.
ونقل التقرير عن ديوار قوله إنه التقى "بالأمير هاري عدة مرات في فعاليات الذكرى في لندن، وكان دائماً مشجعاً للغاية وأخبرني أنه حتى لو لم أتنافس فعلي المشاركة في العمل التطوعي"، مضيفاً أنه التحق بفريق "آر بي ال اينفيكتوس" في العام 2022، ولم يعد يتطلع إلى الماضي مرة أخرى.
وبحسب ديوار فأنه عاد ليكون بين الجنود مجدداً وهو ما ساعده على المعرفة والدعم النفسي الذي يتشاركه معهم، كما أنه لم يكن قادراً سوى على السباحة وقتها، لكنه تعلم ممارسة رياضات كرة السلة على الكراسي المتحركة، وكرة الركبي، وسباق الكراسي المتحركة، ورمي القرص، والكرة الطائرة، ورمي الجلة.
وتابع قائلاً إن هذه الرياضات ساعدته على الأحساس بثقته بما يريد، وانتقل من فريقه الحالي إلى الانضمام لفريق "اينفيكتوس بريطانيا" والمنافسة ضمن بطولة "ألعاب الجنود الجرحى" التي تقام في الولايات المتحدة في العام 2023 حيث فاز بميداليتين ذهبيتين وثلاث فضيات وميداليتين برونزيتين، مشيراً إلى أنه أصبح عضواً في عدة فرق رياضية أخرى.
ونقل التقرير عن ديوار قوله "كنت في مكان مظلم للغاية، وأعيش الآن حياة رائعة لأنني رياضي دولي معاق على كرسي متحرك"، مضيفاً أنه لو كان ما يزال في الجيش لكان يمارس الرياضة ضمن فرقته العسكرية.
وتابع قائلاً "هناك باب واحد أغلق في حياتي، لكنني وجدت أن هناك آلاف الأبواب الأخرى التي تنتظر أن يتم فتحها. أرغب بأن أشجع أي شخص موجود في موقف مشابه لما كنت عليه، على عدم الاستسلام وأن يستكشف خياراته".
وقال ديوار "اتخذت حياتي منعطفاً إيجابياً مدهشاً".
وختم التقرير بالإشارة إلى الفرق الرياضية التي أصبح عضواً فيها، مضيفاً أنه أصبح الآن يعيش بشكل مستقل في مدينة ميلروز على الحدود الاسكتلندية ويخضع للتدريب أربعة أيام في الأسبوع.
ترجمة وكالة شفق نيوز