العراقي اليهودي آفي شلايم من لندن: بريطانيا سرقت فلسطين وسأقاضيها
شفق نيوز/ استضافت العاصمة البريطانية لندن حفل اطلاق كتاب تحت عنوان "ثلاثة عوالم: مذكرات يهودي عربي"، للبروفيسور آفي شلايم، وهو مؤرخ عراقي الاصل، بريطاني اسرائيلي الجنسية، متخصص بالتراث العراقي.
ورعا مركز "ميدل إيست مونيتور" البريطاني حفل إطلاق الكتاب في جامعة لندن، والذي تضمن أيضا نقاشا شاركت فيه المؤرخة المرموقة جاكلين روز، أستاذة العلوم الانسانية والتي تشترك مثله بجذور يهودية.
وذكر موقع "ميدل إيست آي" في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان الكاتب نسيم حمد هو من قدم الحفل الذي استهله بالقول ان هذا النقاش سيكون "في الظلال المظلمة الأحداث المأساوية في غزة"، مضيفا "لقد اعتدنا على اللامبالاة والتواطؤ إزاء معاناة الفلسطينيين.، منتقدا اثنين من زعماء الأحزاب السياسية الكبرى في بريطانيا، لرفضهما الإشارة إلى وجود جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تجري حاليا في غزة.
ونقل التقرير عن شلايم أن حفل إطلاق الكتاب جرى التخطيط له منذ فترة، وأنه لم يكن لديه أي وسيلة لمعرفة أنه سيتم في مثل هذه الأوقات العصيبة في اشارة الى الاحداث في غزة.
وتابع شلايم قائلا؛ إن الكراهية المتبادلة على جانبي الصراع يمكن أن يكون مردها "قوة القومية المدمرة والمسببة للانقسام العميق"، والتي يميزها شلايم عن "الوطنية"، من خلال حاجتها، اي القومية، إلى وجود عدو خارجي.
واوضح التقرير ان شلايم في في كتابه "ثلاثة عوالم"، يعود الى عصر بعيد، عندما كان هناك تعايش بين المسلمين واليهود في موطنه الاصلي في العراق، مضيفا ان "هذه الحضارة تعطلت فجأة بسبب القوميتين العربية والصهيونية".
ولفت البروفيسور العراقي الاصل، الى ان "كتابي هو محاولة للتفاعل واستعادة وإعادة إحياء الحضارة اليهودية الغنية في الشرق الأدنى".
وبحسب التقرير، فإن الكتاب يتتبع التاريخ الشخصي والعائلي لشلايم، ويغطي ثلاث دول، العراق، تليها سنوات نشأته في اسرائيل ، ثم فترة مراهقته في بريطانيا.
ونقل التقرير عن شلايم قوله إن الكتاب "يتتبع تطور أفكاري حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، مشيرا الى انه من "دعاة دولة ديمقراطية واحدة، "من النهر الى البحر، مع حقوق متساوية لجميع المواطنين، بغض النظر عن الدين أو العرق".
واشار التقرير الى ان النصف الاول من الكتاب يستكشف التاريخ اليهودي الغني في العراق وتاريخ عائلته. وينقل عن شلايم قوله انها ايضا بمثابة مذكرات تمثل "سيرة ذاتية غير شخصية"، تتعلق بتعريفه الذاتي باعتباره يهوديا عربيا.
وتحدثت البروفيسورة روز، قائلة إن النقطة المثيرة للاهتمام هي فشل المؤلف في التعريف بنفسه انه اسرائيلي والأوقات الصعبة التي أمضاها في المدرسة، حيث لم يكن سعيدا خلال سنواته فيها، ما يعني أن مشروع استيعاب المهاجرين اليهود الى اسرائيل قد فشل، وبالتالي فشلت إسرائيل كدولة، وهو ما يتضح بشكل أكبر مع تطور الأحداث الحالية.
وبحسب التقرير فإن نقاشات شلايم وروز تطرقت الى البحث في الطريق الى الامام، والى ان اسرائيل بعدما استنفدت جميع خيارات استخدام القوة "بمزيد من القوة"، سوف تضطر في نهاية المطاف الى التوصل الى تسوية مع الشعب الفلسطيني. ونقل التقرير عن روز قولها إنه من المهم ان الشباب اليهود الامريكيين ينظرون بشكل متزايد الى الصراع من خلال نطاق حقوق الإنسان، وهو ما يمثل تحولا كبيرا بعيدا عن القومية اليهودية مقارنة بالأجيال السابقة.
ونقل التقرير عن شلايم قوله ان منظمة "ايباك" الامريكية المدافعة عن اسرائيل، لا تزال أقوى لوبي في السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، أن هذه المنظمة "لا تمثل سوى 30 % من اليهود الأمريكيين" في حين أن مجموعة المناصرة الليبرالية "جي ستريت" تمثل بشكل أو بآخر الغالبية العظمى في المجتمع اليهودي في نظرتهم الى المواقف تجاه اسرائيل، على الرغم من أن هذا لم يؤثر حتى الآن على وجهة السياسة الخارجية الأمريكية.
ونقل التقرير عن شلايم قوله انه لا يزال هناك تردد من جانب الدول في إصدار اعتذارات عن الفظائع التي ارتكبتها في الماضي، وأن اسرائيل ليست استثناء من بين هذه الدول باعتبار أنها تتحمل مسؤولية النكبة في العام 1948 وكل ما نتج عنها منذ ذلك الحين.
وختم شلايم بالقول ان هناك مسؤولية مترتبة على بريطانيا ايضا موضحا أنها "سرقت فلسطين من الفلسطينيين واعطتها للصهاينة، دون أي اعتراف أو اعتذار عن ذلك".
ومن أجل التعامل مع هذا الموقف الذي وصفه بأنه "ظلم تاريخي"، قال شلايم انه يتعاون مع خبراء قانونيين وناشطين وأكاديميين لرفع دعوى قضائية تاريخية ضد الحكومة البريطانية، وهو تصريح لاقى تصفيقا حارا من جانب الحاضرين في حفل إطلاق الكتاب.
ترجمة: وكالة شفق نيوز