متاريس برية وجوية لحماية الانتخابات وجيش لمحافظة وثماني مناطق ببغداد
شفق نيوز/ كاميرات مراقبة، طائرات مسيرة، سلاح جو، أكثر من ربع مليون عنصر أمن، خطط للمخابرات وأطواق عسكرية محكمة بالاضافة إلى كلاب بوليسية. هذه بعض مظاهر الاستعداد العراقي للمعركة الانتخابية في 10 تشرين الأول أكتوبر الجاري، وما سيتبعها من نقل صناديق الاقتراع وفرز الأصوات.
وفي بلد مترامي الأطراف ممتد على مساحة أكثر من 400 ألف كيلومتر مربع، وبتضاريس متنوعة، وتقع على حدوده عدة دول، شهد في السنوات الماضية أشكالا عديدة من الخروقات والتسلل والتهريب، وما زالت تتمركز في بعض نواحيه الخلايا النائمة لتنظيمات ارهابية خاصة داعش، فان كل ذلك يكون بمثابة "صداع أمني" قل نظيره للدولة ولأجهزتها العسكرية والتنظيمية الأمنية.
يضاف الى ذلك ان الساحة العراقية تشهد تجاذبات اقليمية ودولية عديدة، ومصالح متعارضة أحيانا كثيرة، ما يتيح للراغبين بالتخريب مجالا للتحرك. ولا يقل عن ذلك أهمية ان آلاف مراكز التصويت منتشرة في أنحاء البلد من اقصاها الى اقصاها، حيث يؤمل ان يتدفق عليها الاحد المقبل اكثر من 20 مليون ناخب يحق لهم المشاركة في الاقتراع.
وباختصار، هو كابوس أمني لاي دولة، ولهذا فقد دشنت القوات الامنية على اختلاف صنوفها ومهامها الأمنية والعسكرية، الخطة الامنية الخاصة بتأمين الانتخابات واستنفرت كل القوات المعنية، وبدأت بالفعل انشارها وفق ما رسمته القيادات العليا المشرفة على تنفيذ الخطة .
وقال مدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن لوكالة شفق نيوز، ان قوات من وزارتي الدفاع والداخلية وبقية الاجهزة الامنية الاخرى، تشارك في تنفيذ المهام الموكلة إليها لحماية الناخبين ومراكز الاقتراع خلال يوم الانتخابات.
وكشف اللواء معن ان أكثر من 250 الف عنصر امني يشاركون في تنفيذ فصول الخطة الامنية التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري والتي ستستمر الى ما بعد نقل صناديق الاقتراع الى الاماكن المخصصة لها وبدء عملية الفرز.
واوضح ان الخطة تتضمن توزيع انتشار القوات المعنية على عدة أطواق محكمة لضبط أمن الناخبين، فضلا عن تأمين مراكز الاقتراع، وأن الخطة وضعت وفق أسس استخبارية عالية وتتميز بالمرونة.
وبحسب اللواء معن، فان اللجنة الامنية العليا المعنية بأمن الانتخابات انبثقت عنها اربع لجان فرعية هي اللجنة الاعلامية واللجنة الادارية واللجنة الميدانية فضلا عن اللجنة الاستخبارية، مضيفا ان هناك رؤساء لجان فرعية في كل المحافظات يمكنهم ادارة الملف الامني في محافظاتهم وتأمين الانتخابات، مشيرا الى ان الامور تسير بسلاسة حتى الان.
وحول مشاركة الطيران العسكري في تأمين الانتخابات، قال اللواء معن ان كل التشكيلات الامنية والعسكرية بما فيها الطيران العسكري والقوة الجوية تشارك في فصول خطة امن الانتخابات، وكل صنف لديه مهام خاصة به لا يمكن الكشف عن تفاصيل أكثر عمقا لأسباب امنية.
وفيما يخص الخطة الخاصة بتأمين الانتخابات في محافظات اقليم كوردستان، اشار معن الى ان ذات الخطة ستعتمدها قيادات الشرطة في الإقليم لتأمين مراكز الاقتراع.
وحول مشاركة قوات من الحشد الشعبي في الخطة الأمنية، قال انه لا مشاركة للحشد في اي جزء من تفاصيل الخطة الامنية الخاصة بيوم الاقتراع، سوى ان عناصر الحشد سيمارسون حقهم في الاقتراع حسب مراكز الاقتراع الخاصة بمناطق ناخبيهم، اي انهم سيمارسون دورهم كناخبين عاديين.
أربعة أطواق أمنية
ومن جهته، قال مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز ان الخطة الامنية تتلخص في تقسيم القوات الامنية والعسكرية على أربعة اطواق امنية محكمة تزداد أحكاما وتشديدا عند مداخل المنطقة الخضراء فضلا عن المناطق التي تنشط فيها فصائل مسلحة مثل مناطق شرق القناة وتحديدا (الصدر، حي أور، الشعب، سبع قصور، البلديات، المشتل، بغداد الجديدة). ولفت الى ان الاجراءات الامنية المشددة ذاتها ستكون في محافظة الانبار التي ستشهد تنافسا كبيرا بين أهم قائمتين سنيتين.
وبحسب المصدر الأمني نفسه، فان قوات مكافحة الشغب ايضا سيكون لها دور ايضا في مراقبة مراكز الاقتراع ومنع التجمعات حولها، ناهيك عن الجهد الاستخباري المدني الذي تم تفعيله قبل اشهر لتشخيص اية خروق انتخابية او غيرها.
وبالاضافة الى ذلك، فان طيران الجيش سيتولى مراقبة مداخل العاصمة بينما تتولى الطائرات الاستطلاعية الاخرى مهمات اخرى اكثر دقة، بحسب المصدر الامني الذي اعتبر ان القائمين على ملف امن الانتخابات وضعوا اكثر من خطة امنية لتأمين الاقتراع بانسيابية عالية .
وقدم المصدر بعض التفاصيل الاضافية حول الخطط الامنية، قائلا انه سيتم نشر مفارز الكلاب البوليسية K9 بالقرب من المراكز الانتخابية والطرق المؤدية لها وتفتيش المراكز الانتخابية، بالاضافة الى نشر عدد كبير من دوريات النجدة لتأمين الحماية اللازمة لمخازن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. واضاف انه تم نشر كاميرات مراقبة محمولة على طوال الطرق الواصلة بين الشوارع او الازقة الرئيسة ومراكز الاقتراع، موضحا انها المرة الاولى التي نعتمد فيها على كاميرات المراقبة الجوالة بمساعدة الطائرات المسيرة وضمن إرتفاعات محسوبة تضمن سلامتها وعدم استهدافها الى جانب تأمين مراقبة واضحة بعيدا عن التشويش.
وعن التنسيق مع شركات الاتصالات، اكد المصدر انه جرى التنسيق في ذلك مع شركات الاتصالات العاملة في العراق لتأدية دور مهم، لكن لايمكن الكشف عنه حاليا، لكنه "يضمن لنا امن الانتخابات وسلامة صناديق الاقتراع".