العراق في قلب مناخ دولي جديد يتشكل بالمنطقة

العراق في قلب مناخ دولي جديد يتشكل بالمنطقة
2025-04-17 20:56

شفق نيوز/ يسود المنطقة مناخ إيجابي على وقع تحركات وزيارات واتصالات فيما بين الدول العربية، متزامنة مع مفاوضات أمريكية - إيرانية التي في حال نجاحها سينعكس ذلك على كل المنطقة، وبالتالي يستقر الشرق الأوسط، وفق مراقبين.

وأكد المراقبون، أن توثيق العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية بين الدول العربية يسهم في تبريد الأزمات، وستكون لها انعكاسات إيجابية في القمة العربية التي ستعقد بالعاصمة العراقية بغداد يوم (17 آيار/مايو 2025).

وبدأ تعافي الدول العربية وخاصة سوريا والعراق، "بعد خسارة إيران التدريجية في سوريا وتراجع نفوذها في لبنان، ما أتاح فرصة للعراق لإعادة التوازن في علاقته بين أمريكا وإيران، والعودة إلى الأحضان العربية"، بحسب المحلل السياسي السوري، يمان شواف.

وذكر شواف، للوكالة، أن تحسن الأوضاع في سوريا ووجود حدود طويلة مشتركة مع العراق، يشكل فرصة للتبادل التجاري والسياحي والاستثمارات الضخمة، منها ربط الكهرباء والنقل والتبادل الزراعي، وغيرها من الملفات التي تنعكس بشكل جيد على اقتصاد البلدين".

ويأتي ذلك - بحسب شواف - في وقت يحاول العراق فيه "لعب دور المعبر التجاري الإقليمي، وذلك من خلال ربط الموانئ العراقية بالخليج وسوريا وتركيا وأوروبا، وبهذا يكون العراق قوة اقتصادية صاعدة في المنطقة".

ويلحظ مراقبون، أن "نقطة الارتكاز في ترميم العلاقات العربية كان من سوريا، حيث هناك توافق بين دول الجوار السوري (الأردن والعراق ولبنان وتركيا)، على التعاون لترسيخ الأمن وإنشاء مركز مشترك لمكافحة الإرهاب وتوطين الأمن، والذي أُعلن عنه الأسبوع الفائت في سوريا"، وفق المحلل السياسي الأردني، حازم عياد.

ومن الخطوات العملية التي تعزز هذا التوجه، بين عياد لوكالة شفق نيوز، أن من أبرزها "دعوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، لحضور القمة العربية التي تستضيفها بغداد الشهر المقبل".

وتزامنت تلك الدعوة - بحسب عياد - مع المباحثات التي يجريها حالياً وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في دمشق، لتوطيد العلاقة على المستوى الاقتصادي والأمني والسياسي، وتنسيق المواقف بين البلدين.

ومن المباحثات الجارية في دمشق، انتقل عياد، إلى المباحثات الجارية حالياً أيضاً في طهران، حيث قال إن "وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، وصل مساء الخميس، إلى العاصمة الإيرانية طهران، لتكريس اتفاق بكين ودفع العلاقات الإيرانية السعودية إلى الأمام".

وبالإضافة إلى ذلك، رأى عياد، أن "هناك اتصالات جرت أمس بين عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، والرئيس اللبناني، جوزاف عون، وتم مناقشة القضايا الأمنية والسياسية، وهي انعكاس لهذا التقارب العربي".

ونبه إلى أن "انفتاح العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية العربية سيكون لها انعكاسات إيجابية على العراق وفي القمة العربية التي ستعقد ببغداد".

وعلاوة عما سبق، أشار عياد، إلى أن "هناك مناخاً إيجابياً بدأ يتشكل نتيجة المفاوضات الأمريكية الإيرانية، مع إمكانية حدوث وقف إطلاق النار في غزة، وأن تبريد الأزمات الإقليمية يسهم في تحييد عناصر التأزيم بين الدول العربية".

وهذا ما ذهب إليه أيضاً المحلل السياسي، سيف السعدي، بأن "تعزيز العلاقات الأمنية مع دول الجوار والعربية، هي إيجابية ومهمة لمكافحة الإرهاب، خاصة وأن حدود العراق مع سوريا تتجاوز 618 كم، لذلك تعتبر دعوة السوداني للشرع للحضور في القمة العربية ببغداد، بادرة إيجابية ليعود العراق لاعباً جيوسياسياً في المنطقة، ولترطيب الأجواء في المحيط العربي".

ولفت السعدي، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "علاقة العراق الإيجابية بمحيطه يصب في مصلحته وتنعكس على وضعه الداخلي، لذلك المفاوضات الأمريكية الإيرانية لها ارتباط وثيق بالداخل العراقي، وستكون لها فوائد للعراق في حال تم التوصل لاتفاق بين الطرفين".

واتفق مع هذا الطرح، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مختار الموسوي، الذي أكد أن "نجاح المفاوضات بين أمريكا وإيران من صالح العراق بتخليصه من الاتهامات التي تلاحقه منها تحويلات الدولار إليها وتلقي فصائل المقاومة في العراق الأوامر منها".

وأوضح الموسوي، لوكالة شفق نيوز، "حيث إن نجاح المفاوضات الأمريكية الإيرانية سيمنع تكرار إلقاء الاتهامات على علاقة بغداد بطهران، بل ربما سينفتح الاقتصاد الإيراني على المنطقة ككل، خاصة العراق الذي يشترك معها بحدود تمتد على مساحة 1400 كم".

وخلص الموسوي، إلى القول: "من المتوقع أن ينعكس نجاح المفاوضات إيجاباً على سوريا أيضاً وإنهاء الأزمات فيها، وفي جميع المنطقة، وبالتالي يستقر الشرق الأوسط".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon